تعتبر امزوضة دائرة شيشاوة البالغ عدد سكانها حوالي 350.000 نسمة، 90% منهم بالعالم القروي، واحدة من أفقر المناطق على الصعيد الوطني. سكانها يعيشون في وضعية مزرية وغير مستقرة، وجلهم يعانون من الفقر والتهميش. فالتعليم بهذه الدائرة لا يتوفر على أبسط الضروريات، وبالأخص في الأطر التربوية التعليمية. إضافة إلى النقص الحاد في وسائل النقل العمومي ما يعيق المسيرة التعليمية لأولئك الراغبين في متابعة ومواصلة دراستهم، رغم أن التعليم يعتبر حقا مشروعا لكل مواطن مغربي أينما وُجد. أما المجال الصحي، فيتطلب وضع برنامج استعجالي لإعطاء هذه المنطقة من الوطن العناية الطبية اللازمة، غير المتوفرة، والساكنة تعاني ويلات الأمراض وانعدام الإسعافات. الفلاح الصغير بهذه الجهة يتخبط في مشاكل عديدة، ومتعددة، أبرزها صعوبة الاستفادة من القروض الفلاحية، لعدم تبسيط مساطر التحفيظ للأراضي الفلاحية التي يملكها الفلاحون حسب مصادر مقربة من فلاحي هذه المنطقة والذين يطالبون أيضا بتفويت أراضي الجموع لمستغليها منذ عدة عقود، ويلحون في استصدار رخص حفر الآبار والسقي، ومساعدتهم على الحصول على الأعلاف، والعمل على توفير أطباء بيطريين يسهرون على صحة المواشي. وتكاد امزوضة أن تصبح منطقة شبه معزولة، ما لم يُسرع بشق بعض الطرق لفك الحصار على السكان، كالطريق بين سد امزوضة وترغنت، أيت أوماسين وأيت داوود، وكلها مناطق توجد في أعالي الجبال، ولا تتوفر على الماء الصالح للشرب ولا الكهرباء، لا وجود لمدارس، ولا مراكز صحية ولا شبكة الهاتف النقال. فكل المرافق الضرورية لحياة طبيعية منعدمة بتاتا، حتى الحماية الأمنية غير متوفرة، ولا يوجد من يساعد السكان على حل بعض المشاكل التي يعانون منها. رغم كل هذه المعاناة مع الحياة وظروفها الصعبة، تعرضت ساكنة دوار ترغونت جماعة الزاوية النحلية لهجوم عنيف من إحدى القبائل المجاورة، رفعت على إثره شكاية إلى كل من عامل إقليم شيشاوة ووكيل الملك، تتوفر الجريدة على نسخة منها. تقول الشكاية إنه بتاريخ: 2008/12/11 في الساعة العاشرة صباحاً تفاجأت أزاك الأعلى بتارغنت بهجوم من طرف عناصر من شباب إحدى القبائل مدججين بالسلاح الأبيض وبنادق الصيد وقضبان من حديد، قصد الترامي واحتلال الأراضي برمتها، مما أدى، تضيف الشكاية، إلى إتلاف المحصول الزراعي والماشية بالمنطقة المذكورة. ولم يقتصر الهجوم على ما ذُكر، بل تعداه إلى الهجوم على البيوت المسكونة ما دفع بالنساء والأطفال والشيوخ إلى مغادرة المكان، تاركين وراءهم كل شيء خوفاً على أرواحهم وأرواح أطفالهم، مما جعل مجموعة من المتضررين ترفع شكاية في الموضوع لعامل إقليم شيشاوة ووكيل جلالة الملك، ومصالح أخرى، قصد إجراء بحث معمق ودقيق في هذا الهجوم الذي مس أمن وسلامة السكان. كما يطالب السكان جميع المصالح بالالتفات إلى هذه المنطقة من الوطن، وأن يولوا العناية اللازمة لسكانها حتى يسايروا الحياة بشكل طبيعي مثلهم مثل جميع سكان هذا البلد الأمين.