أعلن جمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني، على أن مغرب اليوم يعرف عدة تحديات كبرى، تعتبر محددا رئيسيا في إقلاعه الاقتصادي والاجتماعي، حاضرا ومستقبلا، أو سترهن مسيرته التنموية إلى الوراء وعلى كافة الأصعدة، إن لم نتمكن من مجابهتها بالشكل المطلوب والتعامل معها، بالحكمة والتبصر، وفي مقدمة هذه التحديات الموارد البشرية، التي من المفروض أن تتلقى تكوينا صلبا يمتاز بجودة عالية ويتلاءم والمستجدات التي يعرفها سوق الشغل بين الفينة والأخرى. وأكد أغماني، الذي كان يتحدث في لقاء نظمته الإدارة التربوية للثانوية التأهيلية عبد الرحيم بوعبيد التابعة للنيابة الاقليمية لسلا بشراكة مع جمعية آباء وأولياء أمور التلاميذ لهذه المؤسسة، بمناسبة الاحتفال بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال 11 يناير، أن أحسن وأبلغ درس يمكن أن يستخلصه تلاميذ وتلميذات هذه المؤسسة وكل شباب المغرب من الوطنيين الذين وقعوا على هذه الوثيقة التاريخية، وفي مقدمتهم المرحوم عبد الرحيم بوعبيد الذي يحمل اسم مؤسستكم، هو الكد والجد والمثابرة والعمل المتواصل والمضني من أجل الوصول لأعلى المراتب، ولاكتساب مستويات متينة ولائقة في التعليم، مضيفا أن كفاءات اليوم الموجودة بمدارس المغرب هي رجال الغد التي ستدبر وتسير البلاد مستقبلا. لم تفته الفرصة أن يذكر بالمسار النضالي والتاريخي الذي لعبه المرحوم عبد الرحيم بوعبيد سواء في معركة التحرير والاستقلال والبناء الديمقراطي للمغرب، حيث عدد محطات أساسية ومشرقة في حياته السياسية والنضالية، مطالبا التلاميذ الحاضرين بكثافة لاتخاذها كنبراس يضئ طريق مشوارهم الدراسي، مذكرا كذلك أنه كان أول وزير للمالية والاقتصاد بعد الاستقلال، تاركا بصمات كبيرة لازالت شاهدة على أعماله ويحتفظ بها التاريخ في سجله لمغربنا الحديث. ومن جهته اعتبر مدير الثانوية التأهيلية عبد الرحيم بوعبيد أن الاحتفال بهذه المناسبة التي تشكل منعطفا حاسما ومحطة مشرقة في مسلسل الكفاح الوطني له بعدان اثنان، أولا الاحتفال بالوطنية والاعتزاز بتاريخ البلاد وترسيخ مبادئ المواطنة الملتزمة، والبعد الثاني الاحتفال برمز المؤسسة ألا وهو عبد الرحيم بوعبيد الذي يجب أن يتخذ كقدوة ومثال يحتذى به، كما أضاف أن الإدارة ستعمل على ترسيخ هذا التقليد في السنوات المقبلة. وفي ذات السياق أكد رئيس جمعية آباء وأولياء أمور التلاميذ للمؤسسة أن الاحتفال بذكرى تقديم الوثيقة للمطالبة بالاستقلال، كحدث تاريخي، لربط ذاكرة أبنائنا بذاكرة الأجيال التي صنعت ملحمة الكفاح والتضحية بالغالي والنفيس من أجل الوطن لعزيز والعرش المجيد، ولتكون المدرسة حصنا للتربية والتكوين ضد الانحراف وترسيخ مبادئ المواطنة الصالحة من أجل تحقيق نهضة شاملة للبلاد. وكان للحضور من هيئة التدريس والتلاميذ وبعض الفعاليات المنتمية لمحيط المؤسسة مناسبة سانحة للتعرف عن كثب من خلال شريط قصير حول حياة المرحوم عبد الرحيم بوعبيد وبعض الصور التاريخية التي كانت شاهدة على مسيرته النضالية والكفاحية. كما عرف كذلك هذا اللقاء الاحتفالي، تقديم صورتين تذكاريتين من الحجم الكبير، من قبل جمال أغماني إلى بعض تلاميذ المؤسسة، الأولى عبارة عن صورة خاصة بمحمد الخامس وعبد الرحيم بوعبيد، والثانية عبارة عن صورة لوثيقة المطالبة بالاستقلال، وتم توزيع الميداليات الرياضية على ممثلي الفرق الفائزة في دوري عبد الرحيم بوعبيد لكرة القدم التي شاركت فيه بعض المؤسسات التابعة للشبكة التربوية للثانوية التأهيلية عبد الرحيم بوعبيد.