انطلق مؤخرا، بمتحف البطحاء بفاس ، معرض « قنطرة « ، الذي سيستمر إلى غاية 31 مارس 2009 . ويدخل هذا المشروع ضمن برنامج التراث الأوروبي المتوسطي الذي يحاول الاستجابة على القيم المشتركة بين الجميع والهويات الفردية الثابتة بواسطة قراءة شكلية للتراث ليقدم للرأي العام الإقليمي والدولي مشهدا بانوراميا عن التراث والثروات الفنية على ضفاف المتوسط . ويستمد مشروع « قنطرة « جذوره من تكوين قاعدة تتألف من ألف موضوع ومخطوطات ورسوم وأعمال معمارية مصدرها مختلف حضارات وثقافات الحوض المتوسطي ، تغطي مرحلة تاريخية مستمرة من التاريخ القديم إلى المرحلة الحديثة . وهو ثمرة عمل أنجزها فريق علمي يضم أكثر من 150 مؤلِّفا من آفاق متنوعة ، حرروا هذه الأعمال ليصلوا بين مختلف ضروب التعبيرات عن التراث المتوسطي في الحقبة القروسطية وليعملوا على إظهار الخصوصية الثقافية التي نمت وازدهرت في منطقة المتوسط . وقد استغرق هذا المجهود قرابة أربعة أعوام من العمل والمشاورات تكللت بمنتوج تاريخي موفق تجسد في موقع الانترنيت http://www.quantara-med.org ، وفي سبعة معارض متزامنة بدول ذات أعرق الحضارات الجزائر والأردن والمغرب ولبنان وتونس وإسبانيا وفرنسا ، وكتاب يضم خلاصة العمل الذي أنجزته مؤسسات كبرى ببلدان حوض المتوسط بشراكة مع أوروميد هيريتاج « الاتحاد الأوروبي « ومعهد العالم العربي بفرنسا ، في إطار مشروع قنطرة : تراث المتوسط تقاطع الشرق والغرب باللغات الحية الأربعة ، يحصي التراث والمخزون الفني لضفتي المتوسط ، مسلطا الأضواء على العوامل المشتركة القادرة على التقريب بين شعوب متجذرة في خصوصياتها. وقد تم تحليل المعمار والأعمال الفنية ، وكذلك التقنيات والمهارات ، من خلال معايير « التشارك « وذلك لتوضيح نوع التداخلات بين الدول الإسلامية المطلة على ضفة المتوسط وبين الدول الأوروبية والعربية المتوسطية . إن كل ما يشهد على خصوبة التلاقح بين هذه الثقافات يتجاوز إكراهات التاريخ ، ويبني جسورا صغيرة « قناطر « بين الأشكال وحساسية مشتركة بل وهوية متقاسمة .