لولا الألطاف الربانية، لكان ما سيحدث بزنقة كراتشي زوال أول أمس الثلاثاء 6 يناير2009 ، مأساة حقيقية قد يذهب ضحيتها العديد من الأرواح .. مأساة، قضاء وقدر، لا دخل ليد بشرية فيها بشكل مقصود. فحوالي الساعة الثانية إلا ربعا من بعد زوال ذات الثلاثاء، فوجئ سكان ومرتادو زنقة كراتشي بدرب عمر، التي تعرف حركة سير وترجل دؤوبة في مثل هذا الوقت، بسيارة «رونو ميغان» قادمة من مدار باندونغ في اتجاه شارع محمد الخامس عبر الزنقة المذكورة، تتوقف بشكل مفاجئ وغير طبيعي وسط الطريق لتجثم في مكانها دون حراك، كما هو حال سائقها الذي كان - حسب شهود عيان - يغالب نفسه وسيارته ليركنها على جانب الطريق، لكن شيئا ما حدث قبل أن ينطرح على الكرسي الجانبي من سيارته، ليكتشفوا بعدها أن السائق قد فارق الحياة.. بعد أن كابد من أجل أن يحافظ على حياة الناس من كارثة سير حقيقية لو لم يعمل على توقيف السيارة وهي متوجهة إلى شارع محمد الخامس، أحد الشرايين الرئيسية للعاصمة الاقتصادية وأحد المعابر البيضاوية المهمة التي تسجل حركة سير منسابة صباح مساء دون انقطاع.. حضر على التو الجهاز الأمني التابع للدائرة الرابعة بدرب عمر، الذي كان فاعلا في الحفاظ على السير الطبيعي للحركة بمنطقة الحادث، كما حضرت الشرطة العلمية التي شرعت في مباشرة البحث والتدقيق في أسباب الوفاة، حيث تبين من خلال استنتاج أولي، حسب مصادر أمنية، أنها تعود الى أزمة قلبية مفاجئة حادة .. حضر كل شيء بما فيه التأثر والتعاطف الإنساني البادي على كل الوجوه .. حضر التضامن عندما هرع الحاضرون للبحث عن غطاء ما ليستر جثة الراحل (من مواليد 1951 ويعمل سائقا بإحدى الشركات بمنطقة بوسكورة).. لكن لم تحضر سيارة الطب الشرعي إلا بعد مرور مدة طويلة لحمله الجثة إلى مركز الطب الشرعى الرحمة، لأجل التشريح! وقد أرجعت مصادر من عين المكان سبب تأخير سيارة الطب الشرعي في الوصول إلى مكان«الحادث »،إلى كون المدينة، التي تعتبر أكبر حاضرة بالمغرب وأحياؤها التي تحتضن أزيد من أربعة ملايين مواطن، لا تتوفر سوى على سيارة واحدة تجوبها طولا وعرضا دون انقطاع، حتى أن هيكلها وبقية مكوناتها الميكانيكية تضيف ذات المصادر لا تتوفر على المواصفات المطلوبة!