انطلقت صباح يوم الثلاثاء 18 فبراير الجاري أشغال المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول السلامة الطرقية الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، تحت شعار "الالتزام من أجل الحياة". ويهدف المؤتمر إلى تقييم الإنجازات والتقدم المحرز من خلال تنفيذ الخطة الرئيسية للسلامة على الطرق العالمية 2021 2030، وتجديد وتعزيز التزام البلدان بتحقيق أهداف عقد العمل من أجل السلامة على الطرق بحلول عام 2030، وتبادل ومشاركة الخبرات في مجال السلامة المرورية والتجارب الرائدة وأفضل الممارسات بين البلدان، وخاصة تلك التي سجلت انخفاضًا كبيرًا في عدد الوفيات على الطرق بين عامي 2010 و2021. كما يهدف إلى تعزيز الشراكة والتعاون في مجال السلامة المرورية بين مختلف القطاعات، وتعزيز دمج التكنولوجيات الجديدة في إدارة السلامة على الطرق. وفي الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر أكد عزيز أخنوش رئيس الحكومة، أن المغرب تمكن في إطار التدبير الاستراتيجي للسلامة الطرقية، من إنجاز عدد من القوانين والمشاريع والمبادرات في هذا المجال، مشيرا هذا إلى اعتماد مدونة جديدة للسير، واعتماد المراقبة الأوتوماتيكية للمخالفات، وتحسين جودة المراقبة التقنية للعربات، والتكوين المهني للسائقين. من جهته أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في الكلمة التي ألقاها عن بعد، أن حوادث السير هي أهم سبب للوفايات في صفوف الشباب، داعيا مزيد العمل من إشاعة الثقافة المرورية في صفوف هذه الفئة. وأشار إلى السياسات المعتمدة في المجال تبقى بعيدة عن تحقيق الأهداف المرجوة في أفق 2030. وأوضح أن عددا من البلدان تمكنت فعلا من تقليص عدد حوادث السير إلى 50 بالمائة، و أن ما يناهز 60 بالمائة قلصت هذا العدد إلى ما يقارب 30 بالمائة. معبرا عن أمله في أن يكون مؤتمر مراكش منعطفا في مجال السلامة الطرقية. أما جون تهولد المبعوث الأممي الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، فشدد بدوره على ضرورة اعتماد سياسة عالمية ناجعة لمواجهة ظاهرة حوادث السير، واتخاذ التدابير التي من شأنها أن تقلص من ضحاياها، مبرزا أن 1،2 مليون شخص حول العالم يفقدون حياتهم كل عام ، أي ما يقرب من 3200 شخص كل يوم، حيث أن حوادث السير هي السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و29 عاما. وخلال الجلسة الافتتاحية أعلن وزير النقل واللوجيستيك، عبد الصمد قيوح، عن إطلاق "جائزة محمد السادس للسلامة الطرقية"، وتبلغ قيمة هذه الجائزة 500 ألف دولار، وستسلم في جميع النسخ القادمة من المؤتمر. وأبرزت أشغال اليوم الأول من المؤتمر أن السلامة على الطرق تشكل أزمة صحية عالمية ملحة ويمكن الوقاية منها. ورغم ذلك، فإن الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في العالم تتراجع بشكل طفيف. حيث أفاد أكثر من نصف الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بانخفاض الوفيات في السنوات الأخيرة، ونجحت 10 من هذه الدول في خفض الوفيات إلى النصف في غضون 10 سنوات، وهو ما يُظهِر إمكانية خفض الوفيات بنسبة 50%.. ويظهر أحدث تقرير عالمي لمنظمة الصحة العالمية عن حالة السلامة على الطرق (2023) أن الوفيات على الطرق انخفضت قليلاً إلى 1.19 مليون حالة سنويًا في عام 2021، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 5٪ في الوفيات منذ عام 2010. وتشمل مجالات التركيز في المؤتمر حوكمة السلامة على الطرق، والاتجاهات الناشئة في مجال التنقل، والتمويل، والعمل مع القطاع الخاص، وبيانات إصابات حوادث الطرق، والاتصالات مع أجندات أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة، وباعتباره أول مؤتمر وزاري عالمي على الإطلاق بشأن السلامة على الطرق يعقد في القارة الأفريقية، يركز المؤتمر على التقدم المحرز في أفريقيا. ويحضر المؤتمر حوالي 2500 مندوب، بما في ذلك الوزراء ورؤساء وكالات السلامة على الطرق الوطنية وممثلو الحكومات والبرلمانيون والخبراء من الأممالمتحدة والمجتمع المدني وقطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية.