يعيش القاطنون بعدد من أحياء جماعة بوسكورة معاناة كبيرة مع البنية التحتية المتردية التي ترخي بتبعاتها على يومياتهم، كما هو الشأن بالنسبة لأحياء التابعة لرمل لهلال، على سبيل المثال لا الحصر، وذلك على مستوى الطريق المؤدية صوب إقامات البيضاء وديار ياسر وباقي التجمعات السكنية المجاورة، سواء المتواجدة هناك منذ سنوات أو التي هي في طور التشييد، والتي ستحتضن بالضرورة عددا مهما من السكان، في ظل نفس الوضعية المتهالكة والبنية المتقادمة التي لم تعرف أي تغيير. وتعتبر قنطرة أولاد مالك وباقي المسالك المتواجدة في المنطقة نموذجا من بين نماذج كثيرة للإهمال والتهميش الذي تعيشه أحياء عديدة في بوسكورة، التي هي ليست عنوانا فقط على الغابة ومحيطها والأحياء الراقية بها، بل هي نموذج صارخ للفوارق الاجتماعية التي تكرّس للتمييز، وفقا لشهادات العديد من المواطنين التي أدلوا بها ل «الاتحاد الاشتراكي»، مشددين على أنهم يعيشون في إقليم تابع ترابيا لجهة من أكبر الجهات، وفي مدينة تعد العاصمة الاقتصادية للمملكة، لكنهم يفتقدون للعديد من المقومات الضرورية، مما يجعلهم يحسون بأنهم يعيشون في نفس وضع ساكنة المناطق النائية، لكن في «قالب متمدّن» لايستشعرون تمدّنه؟ ودعا عدد من ساكني بوسكورة، وتحديدا على مستوى منطقة رمل لهلال، الجهات المختصة، سواء تعلق الأمر بالعمالة أو المجالس المنتخبة، إلى إيلاء المنطقة اهتماما ولو نسبيا مقارنة مع ما تعرفه أحياء أخرى، مشددين على أن لهم كامل الحق في طرق ومسالك مناسبة، لا تشكر خطرا عليهم وعلى فلذات أكبادهم، ولا تتسم ب «الوعورة»، وفي التوفر على مرافق اجتماعية فعلية، ثقافية ورياضية، وفي فضاءات خضراء، مستنكرين ما وصفه عدد منهم في تصريحات للجريدة ب «الإقصاء» وتعميم ما تمت تسميته ب «سياسة الإسمنت» التي تنتج عددا من صناديق تحت مسمى «السكن الاقتصادي»، التي يفتقد الكثير منها لمقومات العيش!