بعد غياب ثماني سنوات عن المجال الفني، عاد المطرب اللبناني العربي، يوري مرقدي، إلى الساحة الفنية العربية بشكل وأسلوب غنائي مختلف عن أغانيه السابقة، حيث طرح أغنيته الجديدة التي حملت عنوان «شوكر دادي» وهي من كلماته وألحانه وإخراج سليم ترك وإنتاج شركة «نجوم ريكوردز». وتعليقا على إصداره الجديد، يقول الفنان يوري مرقدي : «بداية أنا لم أعتزل الفن بل اعتزلت الأسلوب القديم في الغناء، وقصدت أن أتوقف هذه المدة الزمنية عن الموسيقى لكي أخرج من النمط القديم الذي تعودنا عليه وعرفني به الجمهور العربي في البدايات، لأن هذا الأسلوب لم يعد يشبهني ولا يناسبني مع احترامي الكامل للجميع، وكان من الضروري أن أمنح نفسي فرصة لكي أكتشف أفاق أخرى، وخاصة لأني دخلت مرحلة جديدة من حياتي بحيث أصبحت أب وأسست عائلة وتطورت أكثر، ومن الإيجابي أن يعمل الإنسان على إعادة النظر في مجموعة من الأشياء لكي يعرف الصحيح من الغلط، وبالتالي تصبح الرؤية واضحة وصافية أكثر من أجل التركيز على عمل أشياء مفيدة وعقلانية». وتابع: «لا يمكنني اعتزال الفن أو التوقف عن الغناء لأنه الاوكسجين الذي أتنفسه ولا يمكنني أن أعيش بدونه، واخترت أن تكون عودتي للساحة الفنية بشكل وأسلوب مختلف رغم أن الجمهور العربي تعود على الأغاني التي كنت أقدمها باللغة العربية الفصحي مثل «عربي أنا» و»ماذا أقول «.. وسأعود إلى هذا الأسلوب مستقبلا، لكن أحببت أن أتطرق إلى مواضيع جديدة ظهرت في المجتمع مع بروز مواقع التواصل الاجتماعي وتحتاج إلى إضاءة مثل سعي البنات إلى الارتباط برجال أكبر مهن سنا من أجل كسب المال بطريقة سريعة، بحيث أصبح هذا الأمر شيء عادي في لبنان والوطن العربي ووجب التحذير منه»، مشيرا إلى أن « أغنيته الجديدة هدفها بشكل أساسي هو توعية الأسرة بخطورة هذه العلاقات لأنها أصبحت المعيار الآن». وأوضح يوري مرقدي أنه «قصد أن تكون كلمات هذه الأغنية بشكل خفيف أو كلام من الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي باستعمال كلمات باللغة الانجليزية، لأن جوهر الأغنية يعالج الواقع المضحك المبكي الذي أصبح يعيشه المجتمع، لأن هذه المواضيع تتطلب كلمات يتكلمها الشباب والعصر لكي تصل بشكل مباشر وسريع»، مبرزا أن « المستفز في هذا الموضوع أن الفتيات اللواتي قصدتهن الأغنية أصبحن يتنمرن عن السيدات اللواتي يشتغلن بعرق جبينهن من أجل إطعام أسرهن، وهذا المشكل لا يجب السكوت عنه لكي لا يصبح هو القاعدة». وأفاد الفنان اللبناني بأن «عودته للساحة الفنية العربية ستكون عودة قوية وسيقوم بتنزيل مجموعة من الأغاني المختلفة التي سترقى إلى تطلعات الجمهور العربي»، مؤكدا أنه بصدد التفكير في إصدار أغنية مغربية في القريب العاجل غير أن هذا الأمر سيتطلب منه بعد الوقت، لأنه يبحث عن أغنية ترضي الجمهور المغربي الذي وصفة بالجمهور المثقف فنيا والذي لا يقبل بأغاني بسيطة وعادية وهذا ما لاحظه يوري مرقدي في العديد من الحفلات الموسيقية التي أحياها في المغرب». وأعجب صاحب أغنية «عربي أنا» بالمغرب والجمهور المغربي، مشيدا بجمالية المدن المغربية وثقافة الشعب المغربي الذي يحب الفن وينتصر للرقي والانفتاح، وردا على سؤال لماذا أصبح الفنانون اللبنانيون يختارون المغرب كوجهة للاستقرار يقول: «نظرا للوضع المزري الذي يعيشه لبنان في كافة المجالات، بحيث أصبحت الحياة لا تطاق، وأنا دائما أقول لزوجتي حلم حياتي أن أعيش في مدينة مراكش التي تعتبر مدينتي المفضلة والتي سحرت عقلي وقلبي منذ أن زرتها قبل سنوات عديدة، سافرت للكثير من المدن في العالم لكن مراكش قطعة من قلبي وإذا كانت هناك إمكانية وانفتح أمامي المجال لن أتردد في الاستقرار بالمملكة المغربية بحيث سيكون هذا أجمل قرار أختاره». وأبرز المتحدث ذاته أن «المغرب يعرف في هذه الفترة زخم فني كبير جعله ينفتح بشكل كبير على العالم العربي وخاصة بهذا الأسلوب الجديد، حيث سطع نجم مجموعة من الفنانين المغاربة في السنوات الأخيرة، أبرزهم سعد المجرد الذي قدم مجموعة من الأغاني القوية التي اكتسحت الدول العربية والأجنبية وهذا نتيجة العمق الثقافي والتاريخي الذي يحظى به المغرب، ما جعله يتميز بشكل كبير على المستوى الموسيقي والفني الذي أحبه العالم نتيجة هذا الثراء الذي ميزه عن غيره». وختم الفنان اللبناني يوري مرقدي حديثه قائلا: « أنتجت مجموعة من الأغاني وصلت إلى 25 أغنية بأنماط موسيقية مختلفة تتضمن ما هو عربي و فرنسي وإنجليزي و أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور العربي، كما أتمنى أن ألتقي جمهوري بالمغرب قريبا لتجديد الوصال بعد سنوات من الغياب». وجدير بالذكر أن المطرب اللبناني والفنان الشامل يوري مرقدي درس الإخراج في العاصمة البريطانية لندن سنة 1995، حيث عمل مخرجا للإعلانات على مدار 8 سنوات قبل أن يدخل مجال الغناء من خلال أغنيته الشهيرة «عربي أنا «التي أكسبته شهرة كبيرة في الوطن العربي وأصبحت الأغنية الرئيسية والأولى لألبوماته، وبعدها أصدر مجموعة من الأغاني الناجحة مثل «حبس النساء»، «بحبك موت»،» يا قاسية»، «حدا مش أنا»، كما قام يوري مرقدي بمجموعة من التجارب في مجال التمثيل أبرزها فيلم «الحياة منتهى اللذة»، ومسرحيتي « شيء جديد» و «تريب تيز»