لا يزال بِعَيْني لوزُكِ وغابةٌ سَحيقة من الانْتِظار كأنَّني أودّعُكِ كل يومٍ إلى سَفَرٍ مُبْهم كأنَّ الأيامَ التي تمرُّ بَعيداً عن عُمْرنا أوْراقٌ بَيْضاء في مُفكِّرة مُهْمَلة وأنتِ عزْفٌ مُسترسَلٌ على كَمانِ الرُّوح عَذَّبتْني الرُّموز صيَّرتْني لغزاً معطَّل المعنى وميْداناً لجَيْشِ الأسْئِلة يَكْفيكِ تشبيهٌ واحدٌ لتُصْبِحي غَزالةً تَرْكضُ في الْغَيْم أو وردةً سَانِحةً في بُسْتان الْمُسْتَحيل دَعِي الليْلَ يَدخُلْ بَاحَتكِ مُتَصبّباً بأرَقِي وَبِقَمرٍ مُتْعبٍ مِنَ السَّهر ومن توالي الشهور عليه دثّريهِ بالْمِعْطَف الوَثَنيّ الذي ارْتَديْتِ يوم التقينا ولا تَسْأليه: كيف مرَّ العُمْر بَعيداً عنَّا ولا كيف نُراوغ الرغبة بالخيال في مَجَازِ لم يكتمل وفي عناقٍ مؤجَّلٍ في السَّطر الأخير