إن ما تحفل به هذه القاعدة الحاشدة من حضور شبابي تتمتع ملامحه بالثقة والأمل في مستقبل زاهر للبلاد والعباد، وتفرز تجاربه كمية هائلة من عطاياه الإيجابية والحيوية الدافئة، لذا فإني أهنئكم مسبقا، وأهنئ اللجنة التحضيرية بصفة خاصة، بنجاح أشغال المؤتمر الإقليمي الثامن خدمة لبلدكم الشامخ العزيز ولحزبكم المناضل العتيد. في الحقيقة لا أجد من الكلمات المعبرة عما يجيش في صدري، وتبوح به نفسي من العواطف الجياشة، والأحاسيس المتدفقة، لأعبر لكم عن شكري وامتناني لمبادرتكم بتكريمي، ولأعرب لكم عن متمنياتي الصادقة بنجاح أشغال مؤتمركم. وأغتنم هذه المناسبة السعيدة لأتوجه بتحية وفاء وتقدير لأخي العزيز سي إدريس لشكر، الذي جمعتني وإياه مسيرة نضالية طويلة من النضال المستميت والأخوة الصادقة والوفاء المتبادل، متمنيا له مزيداً من السداد والتوفيق في قيادته ل»الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»، وهو الحزب الوطني الديمقراطي، التقدمي، الذي يواصل مسيرته الوطنية، بثبات ونكران ذات، في سبيل خدمة البلاد، وتحقيق تقدمها ونهضتها جيلا بعد جيل. لا أريد أن أختم هذه الكلمة المقتضبة، دون أن أنوه بالمكتسبات ذات الطابع الاستراتيجي، التي يسير حزبنا على هديها، في إنجاز مهامه النضالية، وهي مكتسبات ثلاثة: -أولها: قدرة الحزب على الانفتاح المنضبط على الجيل الجديد من شباب البلاد، والدفع به قدما، فكرا وتنظيماً، ليعتنق، بوعي واقتناع، القضايا الحيوية للبلاد، في أبعادها الترابية والتنموية والنهضوية، ليصبح طرفاً في سياق جدلية نضالية بين شباب الحزب المتجدد، وجيل الحزب العتيد، ومما لا ريب فيه، فإن دينامية هذه الجدلية المبدعة لتشكل في نظرنا نقلة نوعية في مسيرة الحزب الكفاحية…. -ثاني هذه المكتسبات ينصب على الانخراط الإرادي المسؤول في مسيرة الإصلاح والتنمية والتحديث التي يقودها عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس، عبر مبادرات الإصلاحات الهيكلية، والأوراش التنموية، والإنجازات التحديثية التي رفعت شأن البلاد سامقاً، ومكنته من المؤهلات والكفاءات والقدرات، كي يُصبح قطباً استراتيجياً رائداً على المستوى المغاربي والعربي والإفريقي والدولي، بالرغم من حقد الحاقدين وكيد الكائدين. -ثالث المكتسبات: ممارسة «الاتحاد الاشتراكي»، وهو خارج الحكومة، لمعارضة مسؤولة وبناءة تمارس دورها الدستوري بأخلاقية رفيعة، تجعل من الحوار المنتج والنقد البناء، والمساهمة المسؤولة أدواتها الفضلى في مقاربة الشأن العام، وذلك من منطلق التشبث بمبادئ العدالة والحرية والمساواة، وإيماناً بأن الديمقراطية كل لا يتجزأ، حيث تترابط مقوماتها الفكرية والمؤسساتية والتطبيقية، ارتباطاً عضوياً، لا تنفصم عراه. كلل الله أشغالكم بالسداد والتوفيق، والسلام عليكم.