تخلد منظمة النساء الاتحاديات ومعها النساء المغربيات اليوم العالمي للمرأة في ظل ترقب وانتظار ما ستتمخض عنه أشغال اللجنة المكلفة بإصلاح مدونة الأسرة، ولكن رغم ما تعرفه بلادنا من أشكال من التمييز القائم على النوع الاجتماعي، والتي تغذيها مظاهر الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، فإن منظمة النساء الاتحاديات أبت إلا أن توجه تحية إجلال و إكبار للمرأة الفلسطينية رمز النضال و الصمود في سياق ما تتعرض له من حرب إبادة و تقتيل وتفشي صور الوحشية والأسر و التعذيب في قطاع غزة موازاة مع العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ، وتعبيرا عن تضامنها مع النساء الفلسطينيات في مواجهة العدوان الإسرائيلي، و تحت شعار «النساء الاتحاديات يوجهن تحية للمرأة الفلسطينية» ستنظم النساء الاتحاديات احتفالا تكرم فيه المرأة الفلسطينية الصامدة في وجه العدوان الإسرائيلي بالمركب الثقافي سيدي بلبوط، يوم السبت 9 مارس 2024 في الساعة الثالثة بعد الزوال. ففي ظل ما تتعرض له المرأة الفلسطينية من حالات اعتقالات وأسر وقتل وسط حرب الإبادة التي تشنها الآلة الإسرائيلية على غزة، والتي لا تفرق فيها بين امرأة أو طفل أو رجل يتساءل الجميع عن المواثيق الاتفاقيات الدولية وعن المرأة الفلسطينية التي تدك حقوقها تحت أقدام الجنود وتحت دبابات الإسرائيليين المتعطشين للدماء. انحطاط إنساني سيسجله التاريخ وسيشهد أن القوى العالمية التي تعاقدت على إخراج مواثيق حقوق الإنسان لم تقم سوى بحماية مصالحها وموازين قواها لا غير ، فالمذابح التي تجري رحاها اليوم بفلسطين وبغزة خير دليل على أن حقوق الإنسان لا تسري على الفلسطينيين وتستثني المرأة الفلسطينية الصامدة التي تواجه مع أطفالها آلة القتل والإبادة وحيدة دون قانون يحمي حقوقها . فالاحتلال الإسرائيلي ينفذ عمليات إعدام وحملات اعتقالات بحق المرأة الفلسطينية معرضا إياها للاضطهاد، مستخدما سياسة التجويع واستهداف المصالح الصحية كسلاح في هذه الحرب غير المتكافئة، ناهيك عن أن الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية تأخذ أبعادا مرعبة منذ هجوم 7 أكتوبر، وسقطت إثره آلاف الفلسطينيات ضحايا لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المسكوت عنها، والتي تنفذ على مرأى ومسمع من القوى العالمية التي تساند المحتل. لقد جابت صور النساء الفلسطينيات الشهيدات وصورهن وهن يشيعن أطفالهن إلى مثواهم الأخير العالم وتناقلت وسائل الإعلام صورا لهن تفجع القلوب لكنها لم تحرك القوى العظمى لثني الإسرائيليين عن تنفيذ هده الإبادة الجماعية في حق شعب أعزل، وفي حق امرأة فلسطينية صامدة في وجه آلة التقتيل والاعتداءات، كما أن ما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات بسجون الاحتلال من تنكيل وتعذيب وتقتيل وإعدامات داخل السجون وتحرش جنسي يرتقي للاغتصاب، وما تعانيه المرأة الفلسطينية المقاومة الأسيرة في السجن من تنكيل فمن خلال شهاداتهن الصادمة، يؤكدن أنه يتم منعهن من القراءة والكتابة داخل الزنازين ومنعهن من الزيارات، وتشدد عليهن ظروف الاعتقال ويقدم لهن صحن أرز صغير في اليوم كما توضع 12 أسيرة في كل زنزانة لا تتسع إلا لستة أشخاص ويتم تشغيل النشيد الوطني الإسرائيلي دون انقطاع ، و منعهن من الاستحمام وتبديل الملابس كما يحرمن من الأغطية والملابس الدافئة دون فراش أو أسرة مع قتل العشرات منهم تحت التعذيب، وهذه كلها جرائم ضد الإنسانية وضد حقوق الإنسان. فتحية للمرأة الفلسطينية حارسة الثورة الفلسطينية وصانعة الرجال والحصن المنيع للنضال الفلسطيني.