أحيانا ونحن في قمة التعب من أداء مهمة أو مسؤولية متعددة الوظائف، نصادف شخصيات متميزة في مجتمعنا المغربي، مهما كبرنا نجد أنفسنا نتعلم منها الصبر والأمل والتفاؤل وخدمة المجتمع والوطن دون مزايدة، ولا انتظار لأي نوع من الجزاء عدا رضى الله وسعادة الناس. من هذا المنظور، كثيرا ما تتقاطع الدروب بنا وبشخصيات تقدم الكثير للوطن تطوعا وحبا وبحماس، شخصيات حق لها أن تكرم لتقدم للأجيال الصاعدة وللنخب القيادية كقدوات مجتمعية وكرموز للقيم الإنسانية النبيلة. فلا عجب مثلا إن صادفتم الدكتور الطبيب المتقاعد من القطاع العمومي زكرياء عبيدة يقدم خدمات طبية وصحية لأطفال المخيم تطوعا وبحماس وفرح غامرين. هذا الدكتور الذي أوقف زمن تقاعده على الخدمة المجانية للطفولة، تشعر وأنت معه أنه يستمد شبابا جديدا لا تخبو جذوته من نور القلب الذي اتسع للطفولة، ومن منبع «تمغرابيت» الأصيلة، التي قامت على التطوع والتضامن وزرع الأمل وتخصيب شجرة التفاؤل بماء المحبة والعمل الخيري. لن نتمكن من إيلاء هذا الدكتور حقه المعنوي مهما كتبنا، لكن التفاتة إنسانية كافية ليشعر أن ما زرعه يثمر في مكان ما محبة عارمة، وقدوة لجيل متعطش للرموز والقدوات في مجتمع لم يسلم من ثقافة المقايضة. تحية له من بلده المغرب… ومن طفولة مخيم الحوزية… التي تعلمت بحضوره وزياراته الصحية التطوعية أن المغرب مازال بخير… وأن قدرنا أن نوزع الورد والضياء والأمل…