لا يمكن لأي أحد أن ينكر جميل وأهمية دور الشباب وجمعيات الطفولة والمخيمات الصيفية، في تكوين وتهييئ الطفولة والشباب المغربي، الذي أصبح اليوم يتحمل مسؤوليات وطنية في عالم السياسة وكل القطاعات الحيوية. إذا كانت البرامج والأنشطة المزاولة منذ ستينيات القرن الماضي إلى نهايته، ترتكز على التربية الوطنية والاعتماد على النفس لإعداد شباب يتحمل المسؤولية في الوظيفة العمومية وتسيير الشأن السياسي، ونذكر هنا على سبيل المثال البرامج والأنشطة التربوية التي نلقنها للطفولة والشباب داخل دور الشباب والمخيمات الصيفية من أناشيد وألعاب جماعية، وأوراش الأعمال اليدوية والفنون، والمعامل التربوية…الخ، فإن التحولات التكنولوجية، الاقتصادية والسياسية الحاصلة اليوم، في عالم الرقمنة، تتطلب منا مسايرة هذا التحول السريع لإعداد شباب للمستقبل منخرط وقادر على مواجهة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. بعد أزمة كوفيد 19، التي غابت فيها المخيمات الصيفية وضاعت أحلام نسبة كبيرة من الطفولة والشباب المغربي الذي يتنفس ويستفيد من العطلة في المخيمات الصيفية، بدأت بوادر التغيير والانفراج تظهر في مجال الطفولة والشباب بإعادة تنظيم وهيكلة الجمعيات الوطنية والجامعة الوطنية للتخييم، وبضخ طاقات شابة لتحمل المسؤولية ورفع المشعل. وحسب مصادر موثوقة، فإن عدد المخيمات الصيفية المرخصة من طرف الوزارة الوصية والجامعة الوطنية للتخييم يتلخص في الأرقام التالية: 44 مخيما. عدد الأطفال : 120.000 الأطر التربوية : 12.700 اليد العاملة : 1000 وسائل النقل : 2400 حافلة ذهابا وإيابا إضافة إلى النقل بالقطار. أرقام نصفق لها لأن وراءها ميزانية ضخمة ونشجع الجمعيات النشيطة في مجال الطفولة والشباب ونرفع لهم القبعة. لكن السؤال المطروح، هو هل هذه الجمعيات والجامعة الوطنية للتخييم والوزارة الوصية وضعت دراسة وبرامج، سواء في فترة تكوين الأطر التربوية وخلال أنشطة الجمعيات داخل دور الشباب أو في المخيمات الصيفية لهذه السنة والسنوات المقبلة، تساير التحول الرقمي والطاقي والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها المغرب مثل معظم دول العالم؟ برامج هدفها إعداد المواطن الصالح المنتج والقادر على تحمل المسؤولية الوطنية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، برامج لها علاقة بمجال المقاولة وحسن التسيير والتدبير ومواكبة الشباب حاملي المشاريع التنموية تساير تحولات سوق الشغل والاستثمار ومنافسة الأسواق الدولية. إذا كانت الخلايا الإرهابية وميليشيات «البوليساريو» الانفصالية تستغل الطفولة في مخيمات تندوف للتداريب العسكرية الإرهابية، فنحن في المغرب المستقر، أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، كلنا أمل في شباب للمستقبل يتحمل المسؤولية الوطنية، اقتصاديا واجتماعيا، ويحمي الشباب من الضياع والانحراف، واستغلاله من طرف منعدمي الضمير والعدميين والفكر الظلامي الإرهابي بكل أنواعه.