تواصل العديد من الدول، من مختلف القارات، تأكيد تأييدها لمبادرة الحكم الذاتي ولوحدة المغرب الترابية، باعتبار هذه المبادرة الحل الوحيد للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وفي هذا الإطار، أكدت الشيلي مجددا، على لسان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، فرانسيسكو تشاوان، دعمها "الثابت" لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب بغية التوصل إلى حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وأكد تشاوان، في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الاثنين بالرباط، أن "الشيلي لديها موقف ثابت في ما يتعلق بدعم الوحدة الترابية للمغرب. فهذه مسألة مبدأ في سياستها الخارجية، والتي تظل راسخة وتشكل أحد ثوابت الحكومات الديمقراطية لبلدنا". وأضاف تشاوان، الذي يقوم بزيارة للمملكة على رأس وفد هام من مجلس الشيوخ الشيلي، بدعوة من مجلس المستشارين، "إن زيارة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الشيلي إلى المغرب تدعم الموقف الثابت لدولة الشيلي بشأن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ونأمل في التعاون حتى تتمكن بلدان أخرى من الانضمام إلى هذا المقترح، ولا سيما بمنطقة أمريكا اللاتينية". وبعد أن أشار إلى أن البلدين يواجهان تحديات مشتركة، أعرب تشاوان عن استعداد بلاده التام لتعزيز التعاون مع المغرب، من خلال اتفاق للتبادل الحر من شأنه توطيد العلاقات التجارية بين المغرب والشيلي، معربا في هذا الصدد، عن الاهتمام الكبير الذي توليه بلاده لقطاع الأسمدة في المغرب، وكذا لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر. من جهته، أكد الوزير الثاني للشؤون الخارجية لبروناي دار السلام، داتو إيريوان بهين يوسف، الاثنين بالرباط، أن بروناي دار السلام تدعم الوحدة الترابية وسيادة المملكة المغربية على الصحراء المغربية. وقال يوسف، خلال لقاء صحافي عقب مباحثاته مع ناصر بوريطة، إن بروناي دار السلام تشيد بجهود المملكة المغربية الرامية إلى إيجاد حل سلمي ودائم لقضية الصحراء المغربية. من جهته، أشاد بوريطة ب "الموقف الإيجابي والدائم" لبروناي، البلد الصديق الذي طالما عبر عن دعمه للمملكة. وتعد زيارة العمل المهمة التي يقوم بها إلى المغرب الوزير الثاني لشؤون خارجية بروناي دار السلام الأولى من نوعها لهذا البلد. كما جددت صربيا، الاثنين، دعمها للوحدة الترابية للمغرب، وكذا "موقفها المبدئي المناهض للانفصالية". وتم تجديد التأكيد على هذا الموقف، على إثر اتصال هاتفي بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والنائب الأول لرئيس الحكومة الصربية ووزير الشؤون الخارجية، إيفيكا داتشيتش، والذي تم إضفاء الطابع الرسمي عليه بمناسبة المحادثات التي جمعت ببلغراد، بين داتشيتش وسفير المغرب بصربيا، محمد أمين بلحاج. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية الصربية، صدر بعد اللقاء، أن رئيس الدبلوماسية الصربية جدد، أيضا، تأكيده على "دعم صربيا للجهود المبذولة من طرف الأممالمتحدة قصد التوصل إلى حل سياسي واقعي، براغماتي ومستدام لقضية الصحراء، بروح من الواقعية والتوافق، وفي ظل الاحترام الكامل لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة". وأضاف أنه خلال هذا اللقاء الذي تمحور حول "إمكانيات تكثيف وتقوية العلاقات الثنائية الجيدة"، ذكر داتشيتش بأنه أعرب خلال الاتصال الهاتفي مع ناصر بوريطة، عن "امتنانه للمغرب على دعمه المستمر والراسخ للحفاظ على السيادة والوحدة الترابية لصربيا، وفقا للقانون الدولي". كما أكد النائب الأول لرئيس الحكومة الصربية على العلاقات القائمة منذ فترة طويلة والودية تقليديا بين البلدين، فضلا عن رغبة جمهورية صربيا في مواصلة تطوير التعاون الشامل مع المغرب، بما في ذلك تبادل الزيارات رفيعة المستوى. وفي هذا الصدد، يضيف البلاغ، جدد داتشيتش دعوته الموجهة لنظيره ناصر بوريطة من أجل زيارة صربيا. وفي السياق ذاته، أشار الوزير الصربي إلى أن البلدين احتفلا السنة الماضية بالذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، معتبرا إياها "لحظة مثالية لشعبي صربيا والمغرب من أجل التعرف على بعضهما البعض"، وذلك عبر العديد من الفعاليات الفنية والثقافية التي جرى تنظيمها على مدار العام. وأكد داتشيتش على أهمية تطوير "العلاقات الاقتصادية والتجارية القائمة بين البلدين، حتى تواكب المستوى الممتاز لعلاقاتنا السياسية". وخلص البلاغ إلى أن بلحاج قام من جهته بتسليم داتشيتش رسالة تهنئة من بوريطة بمناسبة انتخاب جمهورية صربيا لاستضافة المعرض المتخصص "إكسبو 2027".