أثار نشر لائحة الكتب التي حصلت على دعم وزارة الثقافة والتواصل والشباب برسم سنة 2023 ،عددا من ردود الفعل التي استنكرت وجود أعمال سبق نشرها وحصلت على دعم في دورات سابقة، ضمن لائحة العناوين المدعومة ، بالإضافة الى حرمان بعض الدور من دعم طلباتها أو الاقتصار على عمل أو اثنين مقابل إغداقه على دور نشر أخرى، متسائلين عن معايير انتقاء الأعمال المستفيدة من الدعم، وهي ردود تتكرر كل سنة بعد الاعلان عن الأعمال التي حظيت بالدعم. ولعل أكثر ما أثار الاستغراب هو ورود عنوان «رواية القوس والفراشة» للشاعر والروائي محمد الأشعري ضمن اللائحة، حيث تقدمت بطلب الدعم مؤسسة SAGACITA .استغراب عبر عنه صاحب العمل محمد الأشعري أيضا والذي أكد أنه لم يسبق أن تقدم للحصول على دعم مالي من الوزارة، وأنه لا يربطه بدار النشر طالبة الدعم، أي «عقد للنشر ولا حتى وعد شفوي أو كتابي بذلك»، ما جعله يطالب الوزارة بإلغاء هذا الدعم وسحب اسمه من اللائحة. ويذكر أن رواية «القوس والفراشة» الصادرة في 2010 عن المركز الثقافي العربي، فازت بجائزة البوكر العربية في 2011 وقد طبعت للمرة الخامسة سنة2013. وعودة الى موضوع الدعم الذي تخصصه الوزارة الوصية على القطاع بهدف دعم جهود مختلف العاملين والفاعلين في مجالات التأليف والكتابة والنشر، وفي إطار مقتضيات النصوص التشريعية المنظمة لدعم المشاريع الثقافية، فإن لجنة دراسة طلبات عروض المشاريع المرشحة للدعم درست 1157 مشروعا، قبلت منها فقط، 395 مشروعا للدعم، وذلك بمبلغ إجمالي قدره 8.017.500 درهم. في حين كان يتم من قبل دعم ما بين 500 الى 600 كتاب في السنة. وقد توزعت المشاريع المقبول دعمها على المجالات التالية: نشر الكتاب: منح الدعم ل 142 مشروعا من أصل 618 مشروع، بمبلغ إجمالي قدره2.574.000,00 درهم. نشر المجلات الثقافية: منح الدعم ل 41 مشروعا من أصل 99 مشروعا، بمبلغ إجمالي قدره 740.000,00 درهم. نشر المجلات الالكترونية: منح الدعم لمشروعين (20) من أصل 04 مشاريع، بمبلغ إجمالي قدره 65.000,00 درهم. مشاركة الكتاب المغاربة في إقامات المؤلفين: منح الدعم لثلاثة مشاريع (03) من أصل 15 مشروعا، بمبلغ إجمالي قدره 44.000,00 درهم. المشاركة في المعارض الدولية للكتاب: منح الدعم ل 143 مشروعا من أصل 217 مشروعا، بمبلغ إجمالي قدره 3.346.500,00 درهم. دعم مكتبات البيع: منح الدعم ل 64 مشروعا من أصل 205 مشروعا، بمبلغ إجمالي قدره 1.248.000,00 درهم. النشر الخاص بالأشخاص في وضعية إعاقة: لم يتم تقديم أي مشروع في هذا المجال. وبإطلالة على لائحة الكتب المدعومة، نلاحظ أن هناك تمايزا واضحا وصارخا بين حظوظ دور النشر، حيث نسجل أن دور نشر استفادت من دعم كتاب واحد فقط إلى اثنين، مقبل استفادة بعض الدور من دعم 12 عملا. أما من حيث مبالغ الدعم، فقد تأرجحت ما بين 5000 درهم إلى 45000 درهم للكتاب الواحد حتى أن دار نشر دعم لها كتابان بمبلغ 85.000 درهم !، وأخرى حصلت على 310,000.00 درهم في حين أن ناشرين مثل الجمعية المغربية للبحث في الرحلة التي قدمت 18 كتابا، خرجت ب 0 درهم، ونادي القلم وغيرها كثير. فهل كانت اللجنة واعية بهذا التفاوت الصارخ خاصة أن الدعم الذي كان يقدم على دورتين سابقا، اختُصر منذ فترة الوزير محمد الصبيحي في دورة واحدة فقط؟ وهل تفعّل دور النشر مسطرة الطعون في النتائج من أجل مراجعة هذه الاختلالات أو تقديم مبررات لإقصائها أو تقليص حجم استفادتها بما يتماشى ودفتر التحملات؟ وهل الطعون في حد ذاتها كافية أم أن الأمر يستدعي إعادة النظر في تركيبة اللجان التي يوكل لها أمر الحسم في هذه العملية؟.