أعلنت لجنة تحكيم «جائزة غونكور- اختيار المغرب» في نسختها الأولى، يوم الاثنين بالرباط، على هامش فعاليات الدورة ال28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، عن فوز الكاتب الهايتي، ماكنزي أورسيل، بهذه الجائزة عن كتابه «مجموع إنساني» (Une somme humaine). ويعد هذا الكتاب، الصادر عن دار النشر (Rivages) سنة 2022، الجزء الثاني من عمل ثلاثي بدأ في هايتي وسي ختتم في أمريكا ضمن الجزء الثالث. وينطق هذا المؤلف بصوت شابة فرنسية تروي حكايتها مع طفولة مسروقة ومراهقة ممزقة وحياة ومصير محطمين. وفي كلمة له بهذه المناسبة، أعرب ماكنزي أورسيل عن سعادته الكبيرة بالظفر بهذه الجائزة، معبرا عن شكره لأعضاء لجنة التحكيم من الطلبة على قراءة عمله (Une somme humaine) والتعرف على مختلف الأصوات التي ينقلها، وكذا لأكاديمية غونكور على انفتاحها على العالم. وتابع في كلمته التي وجهها عبر تقنية التناظر المرئي «هذا الكتاب، الذي استغرقت مني كتابته ثلاث سنوات، يجمع الكثير من القصص»، موضحا أن «أي نص يحتاج إلى أصوات عميقة ومتعددة ومعقدة، بالإضافة إلى شاعرية حقيقية». ومن جهته، قال سفير فرنسا بالمغرب، كريستوف لوكورتيي، إن «جائزة غونكور اختيار المغرب مكنت 70 طالبا، يمثلون سبع كليات للآداب بالمملكة، من الغوص في قراءة أربع روايات م درجة في القائمة النهائية المؤهلة لنيل الجائزة «، موضحا أن «هذه التجربة كانت فرصة لهم لصقل الحس النقدي لديهم ومناقشة مختلف الأعمال». ونوه السفير بانضمام المغرب إلى عدد كبير من البلدان التي أضحت تحتضن جائزة غونكور للقراء، موضحا أن هذه الجائزة تطلق دينامية ثقافية حقيقية حول موضوع القراءة. ومن جهتها، قالت نائبة الرئيس وعضو أكاديمية غونكور، فرانسواز شاندرناغور، إنها سعيدة للغاية بإطلاق جائزة غونكور اختيار المغرب، التي تمثل الاختيار الأجنبي ال37 لجائزة غونكور، مضيفة أن المغرب هو البلد 42 الذي ينضم إلى هذه المغامرة.وأضافت أن «اختيار غونكور» (Le Choix Goncourt) يمثل اليوم حركة عالمية وليست مجرد حركة فرنكوفونية»، معربة عن أملها في تسجيل مشاركة أكبر من جانب الطلبة المغاربة العام المقبل . وبدورها، أكدت المديرة الإقليمية للوكالة الجامعية للفرنكوفونية، دانيال بايي ، أن تنظيم هذه الجائزة تحقق بفضل إرادة ورغبة الطلبة الشباب الذين برهنوا عن حس المواطنة والانخراط. وأشارت بايي في كلمتها، إلى أن عشرة مشاركين لكل مجموعة في جميع أنحاء البلاد كانوا جزء من هذه العملية، مضيفة أن «هذه الدينامية الإنسانية والأدبية تمثل أحد مفاتيح الإدماج في إطاره التعددي، ولا سيما الإدماج المواطن والاجتماعي والمرتبط بالعلاقات. يشار إلى أن لجنة تحكيم النسخة الأولى من «جائزة غونكور اختيار المغرب» ضمت 70 طالبا وأساتذتهم، يمثلون سبع جامعات مغربية. ويتعلق الأمر بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وجامعة ابن زهر بأكادير، وجامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعة القاضي عياض بمراكش، وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. وعكفت اللجنة على قراءة ومناقشة الأعمال لتحديد الفائز ضمن اللائحة النهائية المختارة لأكاديمية غونكور، التي ضمت المؤلفات التالية : «ساحر الكرملين» (Le Mage du Kremlin) لجوليانو دا إمبولي، و «الأخوات تقريبا» (Les presque soeurs) لكلوي كورمان، و «مجموع إنساني» (Une somme humaine) لماكنزي أورسيل، و»العيش في سرعة» (Vivre vite) لبريجيت جيرو.