أكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة أنها حرصت على نهج المقاربة التشاركية التفاعلية مع الوزارات الوصية في كل المراحل التي تهمّ ورش جودة التكوين الصحي في المغرب، من خلال تنظيم اجتماعات دورية على المستويين الوطني والمحلي، مبرزة أنها تفاجأت بإخراج متسرع لدفتر الضوابط البيداغوجية لدبلوم الدكتوراه في الطب، الصادر في الجريدة الرسمية بتاريخ 20 شعبان 1444 الموافق ل 13 مارس 2023، والذي يقضي بتقليص سنوات التكوين من 7 إلى 6 سنوات. واعتبرت اللجنة في بلاغ حرّرته، أول أمس الأربعاء، أن هاته الخطوة جاءت في غياب تصور واضح وتوافقي حول السلك الثالث وبدون الإجابة عن الإشكالات الكثيرة التي يطرحها هذا التقليص، مع عدم إشراكها كما تم الاتفاق عليه بكل وضوح مسبقا، وهو ما اعتبرته خطوة متسرعة غير مدروسة وغير ممنهجة. وعبّرت اللجنة عن رفضها للتسرع الذي عرفته عملية تنزيل القرار الوزاري القاضي بتطبيق تخفيض سنوات الدراسة من 7 إلى 6 سنوات، في ظل غياب تصور واضح وموحد وتوافقي حول السلك الثالث، منبّهة إلى عدد من الإشكالات التي سترافق تنزيله، كما هو الحال بالنسبة ل «ضبابية الطريق بالنسبة للطلبة في ظل عدم الانتهاء من صياغة السلك الثالث، والقيمة القانونية والمعنوية للدبلوم، إضافة إلى الرقم الاستدلالي 509، فضلا عن تأطير الأطروحات ومناصب مباراة الإقامة، وكذا مشكل توسيع أرضية التداريب الاستشفائية خاصة في ظل الزيادات المهولة التي سارت تشهدها كليات الطب سنويا»، دون إغفال النقطة المتعلقة بالتأخر، الذي تم وصفه ب « غير المعقول» الذي عرفه «افتتاح المركزين الاستشفائيين الجامعيين بطنجة وأكادير، والوضعية القانونية ثم هزالة قيمة التعويضات عن المهام بالسنة السادسة خصوصا وباقي السنوات عموما». وشدّد عدد من طلبة كلية الطب والصيدلة في الدارالبيضاء، الذين عقدوا جمعهم العام التقريري، يوم الاثنين 17 أبريل، في تصريحات ل «الاتحاد الاشتراكي» على أن اللجنة سبق وأن نبّهت لضرورة اتخاذ كل التدابير التي تهم مستقبل التكوين الطبي في المغرب بشكل عقلاني يضمن الحفاظ على جودته ويجيب عن الانتظارات الصحية للمواطنين، مبرزين على أن هناك هواجس كثيرة ترخي بظلالها على يوميات الطلبة المرتبطة بمستقبلهم الدراسي والمهني، كما هو الشأن بالنسبة للضبابية التي تشوب برنامج التكوين والعمل بالسنة السادسة وضوابطها القانونية، وكذا سؤال القيمة القانونية للدبلوم في ما يخص الحق في الممارسة مع التمكين المباشر من الرقم الاستدلالي 509، إلى جانب قيمته المعنوية المتمثلة في الاعتراف الدولي الذي سيسحب في نهاية سنة 2023 من الكليات المغربية في غياب أي طلب اعتماد من أغلب هذه الكليات. وأكد المتحدثون في تصريحاتهم للجريدة أن هناك علامات استفهام متعددة تزيد من مستويات اللبس والغموض، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، كيفية التعامل مع تخرج دفعتين في نفس السنة، والمشاكل التي ستترتب عن هذه الخطوة على مستوى تأطير الأطروحات والاندماج في الوظيفة الصحية، ومواكبة هذا الأمر بمناصب كافية في مباراة الإقامة؟ وكانت اللجنة التي تمثل أطباء الغد قد دعت، على إثر هذا المستجد، الجهات الوصية لتأجيل العمل بهذا القرار إلى حين توفر الشروط الضرورية لضمان تحقق الأهداف البيداغوجية واستكمال صياغة النصوص المؤطرة للسلك الثالث من الدراسات الطبية، والحرص على الحفاظ على القيمة والمكانة العلمية والمعنوية لشهادة الدكتوراه في الطب محليا ووطنيا ودوليا، مؤكدة في هذا الإطار على استعجالية اتخاذ تدابير تحسّن من الظروف الاجتماعية والبيداغوجية لعيش وتكوين الطلبة، وتحفظ كرامتهم في ظل كل هذه المعطيات، عوض نهج وتفعيل قرارات أحادية «تزيد من درجة الاحتقان والسخط بين أطباء الغد، وتدفع للبحث عن سبل الهجرة الجماعية خارج البلد».