غدا الثلاثاء وعلى مدى ثلاثة أيام، ينعقد المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية أيام 27- 28- 29 شتنبر 2022 ببوزنيقة، وهي محطة تنظيمية مفصلية في تاريخ شباب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، منذ تأسيسها سنة 1975 إلى الآن، ارتبطت تاريخيا بالنضال لأجل بناء مغرب ديمقراطي وحداثي، وهو الأفق النضالي الذي يجعل منها منظمة مهتمة بجميع التغيرات والتحولات التي تعرفها الأوضاع العالمية والإقليمية والمحلية. واختار المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية، شعار : كرامة، حرية ومساواة، الذي سيكون مؤتمرا يجيب عن تساؤلات وهموم شباب المغرب اليوم وغدا، باعتبارها منظمة ساهمت كتجربة سياسية شبيبية رائدة، مطروح عليها اليوم، أن تجد أجوبة موضوعية، لمجموع التحديات المطروحة أمامها، حتى تضمن استمراريتها كفكرة وكتنظيم، شكل دائما وعاء ديمقراطيا، تقدميا، وحداثيا، لاستيعاب الشبيبة المغربية، وهو ما يتطلب من مناضلاتها ومناضليها، الجرأة والمسؤولية في التشخيص والاقتراح والاختيار. ومما جاء في المقرر التنظيمي الذي صادق عليه المجلس الوطني للشبيبة الاتحادية في آخر دورة : « انطلقت كل أدبيات الشبيبة الاتحادية، لاسيما ما تعلق منها بالاختيارات التنظيمية، من فكرة وجود علاقة جدلية تربط التنظيمي بالسياسي، حيث كان المناضلات والمناضلون، يستحضرون دائما، وفي كل محطة تطرح عليهم أسئلة مرتبطة بطبيعة البنية التنظيمية التي تحتاجها الشبيبة الاتحادية من أجل أداء وظائفها ومهامها الأساسية، كون أي مشروع سياسي مهما كانت درجة واقعيته ومهما كانت نسبة تحليلاته ملتصقة بقضايا وهموم الفئات المجتمعية التي يهتم بالنضال لأجلها، لا يمكنه أن يكون محط التفاف من طرف هذه الفئات إلا إذا كان ينبض بنبضها من خلال إشراكها في تشخيص واقعها والبحث في حلول لأزماتها». وأضاف: « ذلك أن التجارب النضالية تثبت بوضوح أن العمل النضالي مهما كان جادا وخالصا، فهو لا يمكن أن يدرك أهدافه وغاياته في ظل ضعف البنية التنظيمية التي تحتويه وتنتجه، وهو ما يفرض تقوية هذه البنية، من خلال دمقرطتها وتحديثها، حتى تصبح قادرة على تأطيره وتوجيهه وضمان فعاليته، وحتى تتلاءم وبصورة مضطردة مع المتغيرات التي يعرفها المجتمع. وفي هذا الإطار، كان التزامنا الدائم عند نقاش اختياراتنا السياسية، مقرونا بتقييم نجاعة بنية وأجهزة منظمتنا، في الاطلاع بمهامها الأساسية والتي وجدت لأجلها، وهي لعب دور القنطرة التي تربط حزبنا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بالشباب كفئة عمرية وكمجموعة من العواطف والاختيارات والانتظارات، حتى نضمن وصول مشروعنا السياسي إلى كل جيوب المجتمع المغربي. إن الأداة التنظيمية للمنظمة، كمجموعة من المبادئ والقيم والضوابط التي تؤطر العلاقات التي تربط مختلف الأجهزة في ما بينها من جهة، وكل المناضلات والمناضلين من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة كل المناضلين والأجهزة، ما هي ببساطة إلا تلك القنطرة التي تربطها بالشباب المغربي باعتباره الفئة التي تستهدفها، وعليه فكلما كانت هذه القنطرة مرنة ومبسطة كانت أقصر وبالتالي كان وصول المنظمة إلى الشباب المغربي أسرع وأنجع، وهو ما يجعلنا ملزمين بتحديد وتحيين تصوراتنا بخصوص أماكن تواجد الشبيبة المغربية، فالأكيد أنها لم تعد تشغل المؤسسات التعليمية ودور الشباب فقط، بل تعدتها إلى هيئات المجتمع المدني في صوره وتمثلاته الجديدة، وإلى فضاءات ومنصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يفرض علينا التفكير في بناء أداة تنظيمية كفيلة بإيصالنا إلى كل هذه الأماكن، وإلى تجديد أساليبنا النضالية، حتى نضمن استمرارنا كقاطرة للعمل النضالي الشبيبي بالبلد «. نتمنى التوفيق والنجاح لمؤتمر الشبيبة الاتحادية كقطاع حزبي، مدافعا عن مجتمع حداثي ملبي لطموحات شباب قوي في اقتراحاته ومدافعا عن وحدته الترابية ضد خصوم الوحدة الترابية داخل المنتظمات الشبابية الدولية.