أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، يوم الجمعة الماضي، أن احتضان مدينة الرباط لفعاليات الدورة ال27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب (3- 12 يونيو المقبل)، يكرس مكانتها باعتبارها عاصمة ثقافية للمملكة وعاصمة للثقافة الإفريقية وللثقافة في العالم الإسلامي برسم عام 2022. وقال بنسعيد خلال ندوة صحفية خصصت لتقديم هذه الدورة، وحضرها على الخصوص، عميد الدبلوماسيين الأفارقة بالرباط، سفير الكاميرون بالمغرب، مصطفى بوه، إن تنظيم هذه التظاهرة الدولية بالرباط يتماشى مع الدينامية الثقافية التي تشهدها عاصمة المملكة. وأبرز الوزير أن اختيار الآداب الإفريقية ضيف شرف لهذه الدورة يتماشى مع الرؤية الحكيمة لجلالة الملك لتعزيز التعاون جنوب- جنوب، مذكرا في هذا الصدد بمضامين الخطاب السامي الذي ألقاه جلالته بأديس ابابا أمام المشاركين في القمة 28 للاتحاد الافريقي سنة 2017، والذي أكد فيه جلالته أنه «يحق لإفريقيا اليوم، أن تعتز بمواردها وبتراثها الثقافي، وقيمها الروحية. والمستقبل كفيل بتزكية هذا الاعتزاز الطبيعي من طرف قارتنا». من جهة أخرى، قال الوزير إن هذه الدورة من المعرض الدولي للنشر والكتاب تأتي بعد سنة بيضاء بسبب جائحة كورونا التي وإن كانت قد تسببت في تأجيل تنظيم هذه التظاهرة، إلا أنها أبرزت الحاجة الأكيدة إلى الكتاب في الأوقات العصيبة، مبرزا في كلمته أهمية إطلاق تنشيط ثقافي حقيقي بمختلف جهات المملكة، معتبرا أن تنظيم هذه التظاهرة بشراكة مع ولاية الرباطسلاالقنيطرة وجهة الرباطسلاالقنيطرة وجماعة الرباط، يشكل تجسيدا للمجهود المشترك الذي يتعين أن يبذل لتحقيق هذا الهدف. وفي معرض جوابه عن سؤال حول ما إذا كانت تظاهرة المعرض الدولي لنشر والكتاب ستعود لتنتظم في مدينتها الأصلية الدارالبيضاء ابتداء من الدورة المقبلة، قال الوزير إن هذا أمر «لم يتم الحسم فيه بعد، وسيتم بحثه حسب التطورات». وفي موضوع آخر، كشف بنسعيد أنه سيتم قريبا تقديم مقترح إلى المجلس الحكومي بغرض الرفع من قيمة جائزة المغرب للكتاب إلى 200 ألف درهم، عوض 120 ألف حاليا، وهو ما يؤكد، بتعبير الوزير، الاهتمام والمكانة اللذين توليهما الوزارة للكتاب. وقد تم بهذه المناسبة توقيع اتفاقية بين الوزارة ومجلس الجهة، تتعلق بتنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، واتفاقية إطار تهدف إلى تنشيط العرض الثقافي بجهة الرباطسلاالقنيطرة. من جهته، أكد عميد الدبلوماسيين الأفارقة المعتمدين بالرباط، وسفير الكاميرون لدى المملكة، مصطفى بوه، أن الدورة ال27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تحل عليها الآداب الإفريقية ضيف شرف، تشكل تجسيدا للتعاون جنوب- جنوب، معربا في كلمة له خلال الندوة الصحفية عن سعادته باختيار الآداب الإفريقية ضيف شرف هذه الدورة، منوها بالرؤية الملكية الداعية إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب في جميع المجالات، بما فيها المجال الثقافي. وقال الدبلوماسي الكاميروني إن المعرض الدولي للنشر والكتاب «الذي أصبح موعدا لا محيد عنه لعشاق الثقافة والكتاب، سيساهم من دون شك في التقريب بين مختلف دور النشر بإفريقيا والمنطقة العربية والعالم»، معتبرا أنه يعد واحدة من الآليات الي تمكن من دعم وإشاعة الأدب الإفريقي الذي ما فتئ يسجل إشعاعا دوليا باعتبار الجوائز العالمية التي ينالها أدباء القارة بما في ذلك جائزة نوبل للآداب. ويشارك في دورة هذه السنة من المعرض الدولي للنشر والكتاب التي تنظم بفضاء OLM السويسي، 712 من العارضين يمثلون 55 بلدا، من مختلف قارات العالم. ويتضمن البرنامج الثقافي للدورة، التي تطمح أروقتها ال300 إلى استقبال أزيد من 500 ألف زائر، تنظيم 130 فعالية بمعدل يتجاوز 13 نشاطا في اليوم، يشارك فيها بالتدخل والتأطير حوالي 300 من الباحثين والمبدعين من داخل المغرب وخارجه.