تفتح النوادي السينمائية بالمغرب بابا جديدا ومتنفسا آخر، للإشتغال و الاإداع و للمناقشة و الحوار.. وهذه المرة بلمسة «أكاديمية»، ذلك أن الأيام القليلة الماضية تم تأسيس، بداية، بعض الأندية السينمائية الجامعية في كليات العاصمة الرباط، تحمل أسماء بعض الفنانين المغاربة من قبيل رشيد الوالي ومحمد خيي ومحمد الرزين ومنى فتو وراوية ومحمد مفتاح، وينخرط فيها طلبة مؤسسات جامعية منشغلون بهم الفن السابع وطنيا ودوليا.. في هذا الإطار كان لقاء مع صاحب الفكرة و التنفيذ مخرج فيلم «أندرومان» و» كيليكيس دوار البوم» وغيرهما من الأفلا م الطويلة و القصيرة و الوثائقية عز العرب العلوي المحارزي، الذي صرح ل» الاتحاد الاشتراكي أن فكرة تأسيس النوادي السينمائية في المؤسسات التعليمية ليست بالجديدة، لأنه في مرحلة حكومة السي عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله، يقول، «عندما كنت مستشارا مكلفا بالإعلام و الاتصال رفقة السيد عبد الله ساعف كنت قد اشتغلت على هذا الموضوع واقترحته على السيد الوزير الذي رحب به، فعملت مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية لتأسيس مجموعة من الأندية السينمائية بالثانويات، وقد استطعنا آنذاك تنفيذ هذه العملية وتم إحداث عدد كبير من الأندية السينمائية في المؤسسات الثانوية، ولكن للأسف- يضيف – بمجرد انتهاء مهام حكومة عبد الرحمان اليوسفي تم التوقف بهذه الأندية ولم تعد هناك متابعة، وبالتالي قد اندثرت.. .» وأضاف المحارزي في السايق نفسه « إلا أنه حاليا جاءت هاته البادرة في هاته المرحلة في إطار مركز سيجلماسة للدراسات و الأبحاث السمعية البصرية، الذي أترأسه في هاته الفترة، وهدفه هو الاشتغال في البحث العلمي السينمائي في الجامعة، لأن هناك غيابا مسجلا في هذا الموضوع، وأحاول في هذا المركز لم شتات الدكاترة و الأساتذة الجامعيين و الباحثين الذي يشتغلون ويبحثون في مجال السينما، ومن أجل إعطاء دفعة للعمل السينمائي الوطني و يصبح لديه بحث علمي وراءه أساتذة جامعيون متخصصون، غير أن الإشكال حاليا، وهو يكاد يكون هناك انعدام في هذا التخصص..» وأبرز عز العرب العلوي المحارزي أنه « منذ مناقشة رسالتي الجامعية، و كانت ، بالمناسبة، حول السينما سنة 1996، لم تكن هناك أطروحات تتناول هذا الموضوع حسب علمي..، فأخذت على عاتقي في هاته المرحلة الشروع في التأسيس الحقيقي للبحث العلمي في السينما في إطار الشراكة مع رئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط، ومن بين المقترحات التي تم اقتراحها هو إنشاء أندية سينمائية جامعية بالمؤسسات، وبطبيعة الحال السيد محمد الغاشي رئيس الجامعة، الذي لديه اهتمام كبير بالسينما و بالإبداع عموما، ورغبة في إدخال هذا الفن إلى الجامعة، رحب بالمبادرة، التي تسعى لخلق أندية سينمائية وتنظيم ورشات، والماستر حول السينما، الاستعانة بأساتذة جامعيين من خارج المغرب لإقامة ورشات بالجامعة وغير ذلك .. كل ذلك في إطار الشراكة بين المركز و الجامعة ..» وأوضح المخرج المغربي أن العملية ستكون بداية بتأسيس النوادي السينمائية، التي ستبلغ على مستوى العاصمة الرباط 13 ناديا جامعيا « وأن التصور العام لهاته الأندية السينمائية هو مختلف عن الأندية السينمائية التي قمنا بها من قبل، وأهم نقطة أساسية فيها محاولة ما أمكن إعطاءها أسماء مبدعين من ممثلين ومخرجين.. مغاربة ممن لهم تراكم فني إبداعي محترم، ومازالت لديهم القدرة على العطاء..، و السؤال الذي يطرح هما لماذا لم نختر أسماء ممن توفاهم الله من الرواد؟ الجواب هو أن هدفنا هو الانتصار و الاحتفال بالحياة وإدخال الحياة إلى الجامعة، فعندما يتم إدخال فنان ما إلى الجامعة يتم خلق رابط قوي بين النادي السينمائي الجامعي الذي تم تسميته باسمه وبين هذا الفنان، حيث سيصبح ذاك الفنان هو الراعي الرسمي لهذا النادي ويساعده في توفير مجموعة من الأشياء لا يستطيع الطلبة المعنيون توفيرها، من قبيل الوساطة في حضور الفنانين، عرض افلام سينمائية يمكن أن يقتنيها من أصدقائه المخرجين و الزملاء، الاستعداد للإجابة عن تساؤلات الطلبة في لقاءات مفتوحة وغيرها.. ومن ثمة تصبح هناك حركية متميزة داخل الجامعة، وهذا شيء مهم، ل ايستطع أن يحققه لنا فنان متوفى، و بالتالي فهاته الحركية تخلق لنا نوعا من الاعتراف و التكريم لهؤلاء الفنانين و يحمس الطلبة على الاشتغال وخدمة الوطن على هذا الصعيد..» النقطة الثانية، يشير عز العرب العلوي المحارزي، « هي أنه لم يسبق في تاريخ الأندية السينمائية أن تم تأسيس نادي سينمائي باسم امرأة، ومادمنا نناقش مقاربة النوع وما شبه.. والذي نعرف فيه نوعا من الحيف، ومادامت المرأة أبدعت في التمثيل و الإخراج و الكثير من الأشياء التي لها علاقة وطيدة بالسينما، لم يسبق أن سمي نادي سينمائي باسم امرأة، فاقترحت أسماء مجموعات من النساء الفنانات المغربيات على هذا المستوى، وأسسنا بداية ناديين باسم امرأة، وهما النادي السينمائي الجامعي «راوية» و النادي السينمائي الجامعي «منى فتو» ، ونحن ماضون في هذا الاتجاه لكي يكون لدينا هذا السبق و هاته المقاربة وإدخال هاته الثقافة للجامعة المغربية لكي تكون سابقة في هذا المجال..» و اعتبر المحارزي أن الأهداف المتوخاة من هذا العمل بعد التأسيس هي محاولة التوسع داخل المغرب، إذا كانت لدينا القدرة و المساعدة، لخلق جامعة للأندية السينمائية بالجامعة، وهذا مطلب على المدى المتوسط لكي يصبح مركز سيجلماسة للدراسات والأبحاث السمعية البصرية هو المنسق العام لهاته الجامعة التي تحتضن الكثير و الكثير من الأندية السينمائية التي ستكون لديها برامج سنواية وورشات .. أما على المدى البعيد إن شاء الله، يضيف، فهدفنا هو التوسع في إفريقيا، لأن مركز سيجلماسة للدراسات و الأبحاث السمعية البصرية لدية علاقات مع مجموعة من الدول الصديقة الأفريقية التي من خلالها سيتم تأسيس مجموعة من الأندية السينمائية داخل الجامعات الأفريقية، ولم لا التوسع كذلك في جميع الدول الأفريقية من أجل خلق الجامعة الدولية للأندية السينمائية الجامعية الأفريقية، التي سيكون مقرها بالرباط، وهذه البادرة ستكون عبارة عن ديبلوماسية موازية للمغرب. وبخصوص دعم هذه البادرة، يرى الدكتور و المخرج السينمائي عز العرب العلوي المحارزي، أنه ليس هناك أي دعم من لدن أية جهة، هو فقط مركز سيجلماسة بإمكانياته البسيطة والشراكة مع رئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط، التي توفر مقرات النادي و التنظيم داخل الجامعة، والبقية يتحملها المركز من تجهيز و تنفيذ مشاريع و الاتصال بالفنانين و الفنانات وحضورهم إلى الجامعة بالإضافة إلى إنجاز الملصقات وغيرها..