يشهد منتزه عين أسردون، منذ أكثر من سنة، عملية تهيئة واسعة من شأنها أن تضفي على هذا الموقع السياحي، الأكثر استقطابا للزوار بجهة بني ملال – خنيفرة، رونقا وسحرا طبيعيا أخاذا ومتجددا. في هذا السياق تعرف أشغال تجديد وتثمين هذا المنتزه الطبيعي لعين أسردون، المصنف كتراث وطني منذ سنة 1947، وتيرة متسارعة، من المنتظر أن تنتهي وفقا للجدول الزمني بحلول نهاية شهر مارس المقبل. وقد قام المجلس الجهوي لبني ملال- خنيفرة بتعبئة حوالي 33 مليون درهم لدعم عملية تهيئة هذا الفضاء الطبيعي، الذي يعرف طيلة أيام السنة، إقبالا كثيفا من قبل السياح والأسر الملالية، بحثا عن لحظات استمتاع بالمناظر الطبيعية والترويح عن النفس والتخلص من ضغوطات الحياة اليومية. فمن خلال شلالاته الثلاثة الصغيرة، وسواقيه المنسابة، ونباتاته الوفيرة، وفضاء اللعب الجديد الذي تمت تهيئته وتجهيزه داخل الموقع مؤخرا، سيصبح منتزه عين أسردون، أيضا، ملاذا للأطفال، خاصة خلال فصل الصيف الذي تشهد فيه مدينة بني ملال درجات حرارة عليا. ويتوقع مشروع تهيئة هذا الموقع السياحي فتح وكهربة مسلكين للراجلين يربطان منتزه عين أسردون بسيدي بويعقوب وتامكنونت، وتقوية الإنارة داخل المنتزه وبناء متحف للتعريف بالتراث الثقافي ومركز للمعلومات والاستقبال وقاعة للصلاة. وقد تطلب إنشاء المرافق الجديدة للمنتزه وحدها تمويلا من ميزانية جهة بني ملال – خنيفرة، يقارب 11 مليون درهم. وحسب تصريح لرئيس المجلس الجهوي لبني ملال-خنيفرة، عادل بركات، لقناة (M 24)، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، فإن « منتزه عين أسردون يعد المكان الأكبر مساحة الوحيد المخصص للتنزه والترفيه المفتوح في وجه ساكنة إقليمبني ملال»، مسجلا «أن أعمال التجديد ، التي تشهد تقدما كبيرا ، ستتواصل إلى غاية شهر مارس.» ويتضمن مشروع تهيئة موقع عين أسردون السياحي ،أيضا، زراعة الأشجار والنباتات بمختلف أنواعها، وإعادة تأهيل المنتزه الكبير الذي يمتد على مساحة 20 هكتارا، وتصميم وتجهيز مساحات جديدة مخصصة للأسر والتجار. ووفق المصدر ذاته، فإنه «من المنتظر أن يطلق المجلس الجهوي قريبا عروضا تهم أشغال تهيئة تطوير المسالك والحدائق التي ستجعل من منتزه عين أسردون مجالا طبيعيا آسرا وجذابا متجددا، بعد إثراء مساحاته الخضراء بأنواع جديدة من الأشجار والنباتات والزهور»، مشيرا إلى» أن الجهة عازمة على جعل هذا المكان منطقة جذب سياحي ، تضمن شروط الراحة والضيافة لزواره». وتشمل هذه الأشغال، أيضا، «تهيئة فضاء للقراءة وبناء مقهى بانورامي للاستراحة، وإحداث أكشاك للصناعة التقليدية والمنتجات المحلية التي تضفي خصوصية على المنطقة. وستتعزز جمالية المنتزه بتهيئة نافورة كبيرة وكراس خشبية ومعدنية مزينة، علاوة على إعادة تهيئة السواقي والجسور والأحواض المائية.» وفي سياق متصل سيشهد «قصر عين أسردون»، الذي يطل على المنتزه من عل، أشغال تأهيل كبرى تؤهله لاستضافة الأحداث الفنية والثقافية التي من شأنها تعزيز الجاذبية السياحية وإشعاع مدينة بني ملال. هذا «ويهدف مشروع تأهيل موقع عين أسردون السياحي إلى تثمين خصوصيات هذا المكان الشهير بإقليمبني ملال، باعتباره تراثا طبيعيا في قلب المدينة، ومنطقة جذب سياحي آسرة، وذلك للمساهمة في تطوير البنيات السياحية والتنشيط والترفيه السياحي بجهة بني ملالخنيفرة.»