للاستمتاع بسحر وجمال الطبيعة الخلابة، تجذب غابة «تغات» الجبلية، زوار وعشاق الفضاءات الخضراء وممارسي رياضة تسلق الجبال والمسالك الوعرة من كل مكان . وتقع الغابة بجماعة «سبع رواضي» التابعة لإقليم مولاي يعقوب، ولا تبعد عن العاصمة العلمية، فاس، إلا بثلاثة كيلومترات فقط. إلى حدود خمسينيات القرن الماضي، كانت الغابة عبارة عن أراض في ملك الخواص، إذ مازالت أشجار الزيتون المغروسة بجوارها شاهدة على ذلك، لكن بفضل مجهودات السلطات العمومية، تم اقتناء الأراضي من السكان المحليين في إطار مبادلة عقارية، ليتم بعد ذلك غرس هذه الأوعية العقارية بمجموعة من الأشجار. وفي السياق ذاته ، بذلت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مساع كبيرة للعناية بهذا الغطاء الغابوي الفتي، من خلال سلسلة من البرامج المتواصلة للتشجير، وكذا تزويد الغابة ببعض أنواع الوحيش التي استوطنت بها وجعلتها ملجأ مناسبا لها. وأخذت الغابة، التي تمتد على مساحة إجمالية تقدر بنحو 195 هكتارا، اسمها من الجبل المجاور لها أي «تغات»، وصارت الغابة، على مر السنوات بالنسبة لسكان جماعة «سبع رواضي» ، مصدر دخل وموردا للحطب الناتج عن استغلال الأشجار الميتة. هذا وتمنع ، بشكل نهائي، عملية الصيد بغابة «تغات» التي تضم ثلاثة أصناف من الحيوانات، ويتعلق الأمر بالحجل والأرانب والثعالب، تتعايش في ما بينها، كما كانت تضم إلى وقت قريب بعض الذئاب. وتزخر الغابة بغطاء نباتي مهم يضم أشجار العرعار والصنوبر الحلبي الذي يمكن أن يعيش إلى حدود 210 سنة، إذا توفر له الفضاء الطبيعي المناسب، والصنوبر الكناري، والأوكاليبتوس، ونبات الدوم، وأحراش نباتية مختلفة. وحسب تصريح لرئيس المنطقة الغابوية فاس مولاي يعقوب، سعيد حاجي ، فإن الغابة «تقع في سلسلة مقدمة جبال الريف وسهل سايس، وإلى غاية خمسينات القرن الماضي، كان جبل تغات في ملك للخواص، لكن الدولة قامت بمبادلة عقارية مع الخواص من أجل اقتناء الأراضي وغرسها بأشجار غابوية» ، مضيفا» أن الغابة تضم تشكيلات غابوية متعددة كالصنوبر الحلبي والصنوبر الكناري، كما تم إدخال بعض الأصناف النباتية الأخرى»، مشيرا إلى «أن تنوع الغطاء النباتي يوفر الملاذ الآمن للوحيش». ووفق المصدر ذاته فإن غابة «تغات» الحضرية ولما تتوفر عليه من غطاء نباتي متنوع، تشكل قبلة للزائرين الذين يقصدونها طلبا للراحة التي تذكرهم بجبال الأطلس»، لافتا إلى أن « المديريتين الاقليمية والجهوية للمياه والغابات بفاس، تعملان على إنجاز عدة مشاريع بالغابة مثل صيانة المسالك والتشجير وتخليف الغطاء الغابوي، وتثبيت بعض الحواجز للحد من عملية انجراف التربة وتأثيرها على سافلة الجبل». إن المسالك الوعرة لغابة «تغات»، لا تقف حائلا أمام عشاق الطبيعة ومحبي تسلق الجبال، والراغبين في استنشاق الهواء المنعش، مثلهم مثل هواة وممارسي بعض الرياضات الذين يجذبهم الثراء المتنوع لهذا الفضاء.