من المقرر أن يمثل اليوم أمام قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، سانتياغو بيدراز، الفاضل ابريكة، وذلك بصفته كمدعي على مجرم الحرب إبراهيم غالي، في القضية التي مازالت معروضة أمام أنظار المحكمة عكس ما تروج له الأبواق الانفصالية والجزائرية بكون المحكمة أغلقت الملف. وفي هذا الإطار أكد الفاضل ابريكة في صفحته عبر الفيسبوك» يسعدني أن أخبر الراي العام بأن المحكمة العليا الإسبانية استدعتني للمثول أمامها يوم 2021/06/29 كمدع على زعيم العصابة الذي أشرف على اعتقالي وتعذيبي وسجني وانتهاك حريتي الشخصية بإعطائه الأوامر لزبانيته بذلك» في إشارة إلى المدعو إبراهيم غالي. ومعلوم أن الفاضل ابريكة، الذي سبق أن تعرض للسجن والتعذيب على يد ميليشيات البوليساريو بسبب آرائه المعارضة للقيادة الانفصالية، قد تقدم بشكاية ضد مجرم الحرب إبراهيم غالي أمام المحكمة الوطنية الإسبانية، التي قررت التحقيق حولها، ولدى مثول المدعو إبراهيم غالي أمام المحكمة يوم 1 يونيو الجاري قررت المحكمة الاحتفاظ بتهمتين رئيسيتين ضد زعيم انفصاليي «البوليساريو»، تتعلق الأولى ب»التعذيب» والتي تقدم بها الفاضل ابريكة ضد زعيم الانفصاليين، والذي يتهمه بالمسؤولية عن اختطافه خلال الفترة من 18 يونيو 2019 إلى 10 نونبر من نفس السنة، فيما تتعلق الثانية، ب «الإبادة الجماعية» و»الاغتيال» و»الإرهاب» و»الجرائم ضد الإنسانية» و»الاختطاف»، تقدمت بها الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، التي تتخذ من إسبانيا مقرا لها. وتعليقا على قرار المحكمة الوطنية أكد الفاضل ابريكة آنذاك في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن «تواجد المدعو إبراهيم غالي، المسؤول عن جرائم خطيرة منذ 50 سنة، بقفص الاتهام، يعتبر خطوة إلى الأمام نحو إحقاق العدالة»، موضحا أن مثوله أمام القضاء ليس سوى بداية محاكمة، ستشمل أيضا قادة آخرين من عصابة «البوليساريو» الانفصالية، وشدد على أنه «لدينا ثقة في استقلالية العدالة الإسبانية، التي ستتخذ الإجراءات المناسبة لمحاسبة هذا المجرم عن أفعاله الشنيعة». وسبق للفاضل ابريكة أن كشف في مارس 2020 أمام الدورة ال43 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف عن حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الناشطون بالمخيمات من طرف البوليساريو والجزائر. وقال ابريكة خلال هذه الجلسة « جئتكم وأنا لازلت أحمل جروحا وعلامات التعذيب التي عانيتها خلال ال5 أشهر الأخيرة من سنة 2019 بالمعتقلات السرية التي تديرها البوليساريو برعاية من الحكومة الجزائرية « مضيفا أنه» في المخيمات لا مجال للكلام عن شيء اسمه حرية الرأي والتعبير، وكل الأصوات المعارضة للبوليساريو مصيرها التنكيل». وخلال كلمته، أكد الفاضل ابريكة، أنه اختطف مع اثنين من زملائه هما الصحافي محمود زيدان والمدون مولاي عبا أبو زيد بسبب إدانتهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي للانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قيادة البوليساريو، حيث تم احتجازهم خارج القانون في أماكن مجهولة تعرضوا خلالها لشتى أنواع التعذيب والتنكيل. وقال ابريكة «اختطافي جاء أيضا كانتقام من طرف المخابرات الجزائرية التي شاركت في الاستنطاق والتعذيب، فقط لأنني تجرأت على تنظيم وقفة احتجاجية أمام سفارة الجزائر بمدريد للمطالبة بالكشف عن مصير ابن عمي وأحد قياديي جبهة البوليساريو الخليل أحمد ابريه المختفي قسرا منذ اختطافه سنة 2009 من طرف المخابرات الجزائرية بالجزائر العاصمة». وعبر ابريكة عن استغرابه ل» سكوت من يسمون أنفسهم مدافعين عن حقوق الشعب الصحراوي الذين يصابون بخرس كلما تعلق الأمر بالانتهاكات المرتكبة في حق صحراويي المخيمات من طرف البوليساريو والأجهزة الجزائرية التي تستغل غياب أية آليات للانتصاف والحماية للتمادي في قمع أي صوت معارض أو رأي مختلف، حيث يقبع المئات من الصحراويين في السجون دون محاكمة أو تدخل من طرف عدالة البلد المضيف» في إشارة إلى الجزائر. المحكمة الوطنية الإسبانية استدعت كشهود للنظر في هذه القضية أيضا كلا من زوجة الفاضل ابريكة بالإضافة إلى الصحافي محمود زيدان والمدون المعارض للبوليساريو مولاي عبا أبو زيد، واللذين كانا معتقلين مع الفاضل ابريكة. وفي هذا الإطار أكد مولاي عبا أبو زيد في شريط فيديو نشره على صفحته بالفيسبوك من داخل المخيمات توصله باستدعاء من طرف المحكمة الوطنية الإسبانية للإدلاء بشهادته حول القضية التي رفعها الفاضل ابريكة ضد زعيم الانفصاليين. وأوضح مولاي عبا أبو زيد أن هذا الاستدعاء يؤكد كذب قيادة الوليساريو عندما ادعت أن المحكمة أقفلت القضية وبرأت مجرم الحرب إبراهيم غالي، مضيفا أن المحكمة لا تزال تواصل التحقيق وأنها إذا ما استدعت المدعو إبراهيم غالي للمثول أمامها مجددا ولم يحضر فسوف يعتبر هاربا في نظر العدالة الإسبانية. وأضاف بوزيد مولاي أنه سيحاول جاهدا الانتقال إلى إسبانيا للإدلاء بشهادته، وفي حال تم منعه من طرف قيادة البوليساريو، حيث أكد وجود محاولات للحيلولة دون تقديم شهادته، فإنه مستعد للإدلاء بها عبر تقنية الفيديو إذا قبلت المحكمة الوطنية ذلك، مؤكدا أنه سيدلي بما عاينه وتعرض له هو والفاضل ابريكة ومحمود زيدان من تنكيل، وأنه لن يرضخ لضغوط من سماها بقيادة الويل والذل والعار، للإدلاء بغير الحقيقة.