أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف في تصريح خص به «الاتحاد الاشتراكي»، أن المغرب متمسك بلقاح أسترازينيكا الذي أثبت فعاليته، مشددا على أنه من بين 3 ملايين مغربي ومغربية استفادوا من الجرعة الأولى من اللقاح في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد 19، ضمنهم حوالي مليون شخص حصلوا على الجرعة الثانية، لم يتم تسجيل أية مضاعفات صحية وخيمة، وبأن ما تم تسجيله لا يخرج عن دائرة الأعراض البسيطة المعتادة والمنتظرة. وشدد عضو اللجنة العلمية الخاصة بالتلقيح على أن كل الملقحين والملقحات تم تتبع وضعهم الصحي من خلال نظام اليقظة الذي تم تفعيله، حيث تمت مطالبة كل من ظهرت عليه أية أعراض أن يبعث برسالة في الحيز المخصص لذلك على البوابة الإلكترونية، وهو ما لم يكشف لحد الساعة عن أي مستجد غير مرغوب فيه، مضيفا بأن عملية المراقبة التي تتم في حينه بعد الخضوع للتلقيح بالمراكز الصحية ومراكز التلقيح المعتمدة، لم تسفر هي الأخرى عن تسجيل أي عارض خطير، باستثناء بعض الحالات المعدودة على رؤوس الأصابع الناجمة عن حساسية معينة سرعان ما تم تجاوزها وعاد المعنيون إلى منازلهم وهم في وضعية صحية جيدة. ودعا عفيف إلى تظافر جهود كل المتدخلين للاستمرار في مراكمة نجاحات الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد 19، والحرص على التدابير الوقائية إلى غاية تحقيق المناعة الجماعية، منوها بالمجهودات التي بذلتها بلادنا بحصولها على لقاحين اثنين والشروع في تلقيح المواطنين منذ مدة مما أكسبها احتراما دوليا واسعا، مؤكدا أنه وفي اتصال بخبراء دوليين كما هو الحال بالنسبة لرئيس انفوفاك فرنسا، فإن الجميع يشيد بقرارات المغرب وبتدابيره الاستباقية وبعدم وجود ما يجعل من لقاح أسترازينيكا لقاحا غير مرغوب فيه. هذا ومن المنتظر أن تصدر وزارة الصحة بلاغا باسم اللجنة العلمية ومركز محاربة التسممات واليقظة الدوائية حول الوضعية الوبائية ارتباطا بالنقاش الدائر المرتبط بلقاح أسترازينيكا يبدد المخاوف ويعزز من الطمأنينة في نفوس المواطنين. ويأتي هذا التشبث في وقت يواجه لقاح استرازينيكا مشاكل جديدة حيث علقت هولندا الأحد استخدامه، في إجراء احترازي، وذلك حتى 28 مارس ضمنا، بعد الإبلاغ عن «آثار جانبية محتملة» في الدنمارك والنرويج، من دون أن تكون هناك صلة مؤكدة في هذه المرحلة بين تلقي اللقاح وتلك الآثار. وقالت وزارة الصحة في بيان إنه «بناء على معلومات جديدة، نصحت هيئة الأدوية الهولندية، في إجراء احترازي وبانتظار تحقيق معمق أكثر، بتعليق إعطاء لقاح أسترازينيكا» المضاد لكوفيد-19. ونقل البيان عن وزير الصحة هوغو دي جونج قوله إنه «يجب أن نتوخى الحذر دائما، ولهذا فإن من الحكمة الضغط على زر التوقف الآن، في إجراء احترازي». وعلقت إيرلندا الأحد أيضا استخدام لقاح أسترازينيكا على خلفية مخاوف مرتبطة بتسببه بجلطات بالدم، وهي مشكلة تواجه المختبر السويدي-البريطاني العاجز عن تسليم الكميات الموعودة للاتحاد الأوروبي. وجمدت دول عدة بينها الدنمارك والنروج وبلغاريا الأسبوع الماضي استخدام اللقاح الذي تصنعه شركة الأدوية السويدية البريطانية العملاقة، على خلفية تلك المخاوف. لكن منظمة الصحة العالمية شددت على أنه لم يتم التأكد من وجود علاقة سببية بين تلقي اللقاح والإصابة بجلطات في الدم. كذلك، أصرت الشركة المصنعة ووكالة الأدوية الأوروبية على أن لقاح أسترازينيكا آمن. وأفاد ناطق باسم أسترازينيكا بأن «تحليلا بشأن بيانات السلامة لدينا، المرتبطة بحالات مسجلة من أكثر من 17 مليون جرعة لقاح تم إعطاؤها، لم يكشف عن أي أدلة بشأن ازدياد خطر» التعرض لجلطات في الدم. وأضاف «في الواقع، تبلغ الأعداد المسجلة لأحداث كهذه بالنسبة للقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19 أقل من العدد الذي كان ليسجل بشكل طبيعي في أوساط السكان غير المحصنين». ويعد لقاح أسترازينيكا بين الأقل ثمنا ويمثل الجزء الأكبر من اللقاحات التي تم إيصالها لأفقر دول العالم بموجب مبادرة كوفاكس المدعومة من منظمة الصحة العالمية، والتي تهدف إلى ضمان التوزيع المتساوي للقاحات على مستوى العالم. وتعد حملات التلقيح الواسعة النطاق مفصلية لإنهاء الجائحة التي أودت بحياة أكثر من 2,6 مليون شخص في العالم. وحيد مبارك