الملقّحون قد ينقلون العدوى لغيرهم الذين ينتظرون إذا لم يتقيدوا بالتدابير الوقائية تخوفات من انتشار واسع لفيروس كوفيد 19 خلال مراحل الحملة الوطنية للتلقيح
أعلنت السلطات الصحية عن الشروع في تلقيح الفئات الأولى المستهدفة من الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد 19 خلال الأسبوع الجاري، بعد التوصل بمليوني جرعة من لقاح أسترازينيكا يوم الجمعة الأخير، وترقب الحصول على جرعات أخرى من لقاح سينوفارم يوم الأربعاء. إعلان ساهم في طمأنة العديد من المواطنين الذين كانوا يترقبون منذ مدة توصل بلادنا باللقاحات وفتح باب الحملة في وجوههم من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية وضمان تعافي الدورة الاقتصادية والاجتماعية، خاصة منهم المصنفون ضمن خانة الفئات الهشة والمصابين بأمراض مزمنة، لكنه ساهم أيضا في طرح مجموعة من علامات الاستفهام حول المدة الضرورية لتكوين المناعة والإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها لبلوغ الأهداف المسطرة؟ أسئلة يؤكد المختصون على مشروعيتها وأهميتها، إذ نبّه عدد من الأطباء في تصريحات مختلفة ل «الاتحاد الاشتراكي» إلى ضرورة الاستمرار في تطبيق التدابير الاحترازية، من تباعد جسدي، وتعقيم لليدين ووضع للكمامات، مبرزين أن هذه الإجراءات ستظل ترافق الجميع إلى أن تتمكن بلادنا من تلقيح 80 في المئة من المواطنين من أجل الوصول إلى المناعة الجماعية. وشدّد عدد من الخبراء في مجال الأوبئة والمناعة على أن الأشخاص الذين سيخضعون للتلقيح في المراحل الأولى، كما هو الحال بالنسبة لمهنيي الصحة ما فوق 40 سنة، وباقي الفئات الأخرى التي تفوق أعمارها 45 سنة، ثم المسنين ما فوق 75 سنة، سيكملون أشواط المسار التلقيحي مبكرا مقارنة بغيرهم بعد حصولهم على الجرعتين المطلوبتين، وهو ما يعني أنهم بعد استيفاء الفترة الزمنية الموصى بها عقب الجرعة الثانية، لا يجب عليهم بأي شكل من الأشكال إزالة الكمامات أو التعامل مع الحياة اليومية بشكل طبيعي، لأنهم من جهة قد يصابون بالفيروس دون أن يصلوا إلى المرحلة المناعية المرغوب فيها، وفي حالة ما لم يتضرروا فقد ينقلون العدوى لوسطهم العائلي ويتسببون في الضرر لغيرهم، لهذا يجب الحذر والانتباه، لأنه خلال هذه الفترة قد تصبح دائرة انتشار العدوى أكثر اتساعا؟ وأكد عدد من المختصين أن هذا المعطى يغيب عند الكثير من المواطنين لهذا يجب التنبيه إليه، داعين إلى ألا تقتصر التوعية بالأمر على مهنيي الصحة والإعلاميين بل يجب اعتماد كل الوسائل الممكنة، بما في ذلك المساجد، والتنبيه إلى أن بعض الدعوات من كبار السن للتجمع العائلي والعناق وتبادل القبل مع أبنائهم وأحفادهم بعيدا عن الإجراءات الوقائية هي نشر للضرر والخطر، خاصة وأنها تتم من منطلق اجتماعي، في حين لا يستوعب الكثير من المحسوبين على هذه الفئة العمرية تبعاتها، ويرافقونها بالغضب. ويحذر الأطباء من أن عدم بلوغ نسبة التلقيح الجماعي المنشودة، وتجاهل الإجراءات الوقائية ستؤدي إلى انتشار أكبر للعدوى، بسبب التراخي وسوء التقدير، وهو ما سيرفع الضغط مرة أخرى على المؤسسات الصحية وعلى مصالح الإنعاش والعناية المركزة على وجه التحديد، مع ما يعني ذلك من إمكانية لتسجيل ارتفاع في عدد الوفيات. وتزامنا مع إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح يؤكد عدد من المهنيين على ضرورة أن ترافقها حملات تحسيسية كبرى لوضع حدّ لكل فهم خاطئ، من أن الخضوع للجرعة الأولى لوحدها سيفتح الباب للقيام بكل ما ترغب فيه الأهواء الذاتية، ونفس الأمر بالنسبة للجرعة الثانية، لأن مواجهة الفيروس والتحكم فيه يقتضي تكوين مناعة جماعية تتطلب حيّزا زمنيا وصبرا ضروريا إلى غاية تحقيق الأهداف المبتغاة من هذه الحملة والقطع مع زمن الجائحة الوبائية.