يشرف المخرج المسرحي عبد اللطيف الصافي على تصوير عمله « نصراني ف تراب البيظان» بعد عرضها على خشبات المسرح، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى توثيق الأعمال المسرحية بالحسانية. وقال المخرج في تصريح لوكالة المغرب العربي إن الهدف من تصوير هذا العمل، المقتبس من كتاب « خمسة أشهر لدى البيظان» في الصحراء المغربية للمستكشف الفرنسي، كامي دولز، الذي جمع فيه حصيلة اكتشافاته، إن الفرقة المسرحية لجمعية «أدوار للمسرح الحر» بكلميم تقوم بتصوير هذا العمل لهدفين، يتمثل الأول في أولا في توثيقه، وثانيهما لتزويد وزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة) بسخة منه قصد ترويجه، ولتوثقه هي بدورها. واعتبر المخرج في ذات التصريح أن المسرحية، ترصد نمط الحياة بالصحراء أواخر القرن التايع عشر الذي حاول الكاتب الفرنسي استكشافه في عمله . كما قارب المخرج، ابداعيا، تجربة قبول الآخر القادم من وراء البحار (المستكشف والبيظان) . وسبق للمخرج أن أكد للوكالة أن نص المسرحية استرعى انتباهه لكون كاتبه عاش «تجربة مريرة اقترب خلالها من الموت مرات عديدة» لهذا اعتبر الصافي أن أحداث مسرحية «نصراني ف تراب البيظان» «ليست فقط حقيقية، بل هي ولادة جديدة ومتجددة للذاكرة» تدعو الى استحضار «مفهوم الهوية» وترتيب العلاقات الاجتماعية والإنسانية «انطلاقا من جدلية الأنا والآخر ومن ثنائيات الرفض والقبول والموت والحياة والاستقرار والترحال والحقد والحب». وقام بتشخيص هذا النص، بالإضافة الى عبد اللطيف الصافي الذي أدى دور الشيخ، كل من أيوب بوشان و مصطفى أكادر وحمادة أملوكو وإبراهيم بنرايس. وسبق للصافي ، الذي راكم تجربة مهمة في المسرح المدرسي منذ 1988 بكلميم والذي يعتبر من أحد رواده جهويا ووطنيا، أن أخرج مسرحيات بالحسانية منها «الريح» (اعداد بوسرحان الزيتوني) و«كدور الذهب» (عن «حكاية صديقين» للمسرحي العراقي محيي الدين زنكنه) و«شكيريدة» (عن نص «الكمين» للكاتب التركي جاهد اتاي). أما في مجال المسرح المدرسي، الذي ساهم فيه تنظيرا وممارسة، فأشرف على إعداد وإخراج أعمال منها «شرتات» و «الفيل والعصافير» و«البطات الشجاعات» و»المدينة تنتظر» و«يوميات تلميذ» و«حكاية رحلة» (عن مسرحية مؤتمر العصافير لبيتر بروك) و«أنتيغون» التي فازت بالجائزة الكبرى للمهرجان الجهوي للمسرح المدرسي 2018.