انطلقت أمس الاثنين 21 دجنبر الجاري فعاليات الدورة 32 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء، تحت شعار «المسرح والحلم»، والتي تستمر إلى 27 دجنبر منه .. واعتبر المنظمون، في بلاغ أنه «بعدما اعتادت الدارالبيضاء أن تحتفي بعرس مسرحها الجامعي مع إطلالة الصيف و انتهاء الموسم الجامعي، بدءا من 1988، أدت الظروف الاحترازية التي يعيشها العالم حاليا، إلى تأجيل الدورة 32، لتقرر اللجنة المنظمة أن تقيمها في الفترة الممتدة من 21 إلى 27 دجنبر 2020، عن بعد». وأبرزوا أن تنظيم الدورة الحالية عن بعد «يجسد إيمان منظمي المهرجان بأهمية «استمرارية هذا المشروع الفني والثقافي والتواصلي بين شبيبة العالم»، مشيرين إلى أن هذا الحدث يسهم في خلق «مؤتمر فوق العادة تناقش وتتصاهر وتتلاقى فيه الثقافات». هذا، وتعرف الدورة الحالية من المهرجان مشاركة العديد من الفرق المسرحية من مختلف دول العالم، منها المكسيك وفرنسا ولبنان وتونس وفلسطين وسوريا، إلى جانب ساحل العاج وكوريا الجنوبية و إيران وألمانيا واليونان والمغرب. وموازاة مع العروض المسرحية، يسجل برنامج الدورة تنظيم محترفات تكوينية، ومائدة مستديرة لمناقشة محور الدورة التي ستحتفي بالمسرح والحلم. وأضحت إدارة الدورة 32 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدارالبيضاء أن اختيار هذا الشعارا للمهرجان يعكس الرغبة في «تحقيق دورة حالمة تترافع من أجل الحلم ومع الحلم وبالحلم، لا سيما وأن المسرح له علاقة جدلية بالحلم، بصفته إبداعا إنسانيا يوظف المخيال وآليات الحلم في كل أبعادها، وصولا إلى تحقيق حلم العرض المسرحي، الذي كان فكرة ثم رؤية، ومر من مراحل حالمة متعددة إلى أن أصبح فرجة تحلم بالتواصل مع المتلقي». وأكدت، في البلاغ ذاته، أن الدورة الحالية من مهرجان المسرح الجامعي، بصيغتها الجديدة، هي «دورة جديدة ومتميزة ومختلفة ستقام عن بعد بإحساس القرب، وستلتزم بالمعهود المهرجاني». وأكدوا، في البلاغ ذاته، أن المهرجان سيحافظ، مع ذلك، على بنيته العامة المنسجمة مع أهدافه المتمثلة أساسا في خلق فضاء للتكوين واللقاء والتعارف بين شباب العالم، والإسهام في جعل مدينة الدار البيضاء ملتقى للفنانين والمبدعين ومحبي الفرجة المسرحية من كل بقاع العالم. واشارت إلى أن الاستثناء في هذه الدورة، يتجسد «في أن هذا الحدث والتفاعل سيكون عن بعد لنواصل الرسالة، ولإعطاء صورة طيبة عن المغرب كبلد للانفتاح والتسامح والتعايش بين الثقافات والديانات. كما اعتادت كل الدورات» يقول البلاغ. وبالإضافة إلى هذا، لم يفت إدارة المهرجان أن توجه تحية تقدير وامتنان لفعاليات وطنية ودولية ساهمت بخدماتها الجليلة في المجال الفني والثقافي والمسرحي تحديدا، من خلال لحظات اعتراف وتكريم واستحضار، حيث أبرزت أن «هوية المهرجان، باعتباره مشروعا ثقافيا جامعيا، تؤسس لثقافة تفتح آفاقا عالمية لشبابنا بإعطائه فرصة الانفتاح على الآخر والتفاعل معه، والإقبال على كل الممارسات والإبداعات الفنية، ومنها المسرح، لاكتساب مهارات شخصية ومهنية تفتح لهم فرص الانخراط والمساهمة في كل المشاريع والأنشطة التنموية في البلد». كما تتميز الدورة الحالية للمهرجان بمواصلة انفتاحه الفني والثقافي على مختلف الجامعات المغربية وعلى العالم، الأمر الذي يجعل منه فاعلا مهما في كل التحولات والتطورات التي عرفها المسرح داخل المغرب وخارجه، على مستوى الرؤية والتقنية والتدبير، وأيضا على مستوى الدراسة والبحث و الإبداع. ذلك أن « الرغبة في تطوير ونجاح الممارسة المسرحية داخل الجامعة المغربية- يقول البلاغ – هي الهدف الذي يحفز المنظمين على السير قدما بالمهرجان لضمان استمراره وتوسيع مجال إشعاعه باعتباره وجها مشرقا للفنون بالمغرب، يعطي صورة طيبة عن الجامعة المغربية باعتبارها فضاء للإبداع والخلق والانفتاح على العالم بكل مكوناته». يضاف إلى هذا الدور الفعال الذي يقوم به المهرجان، المنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك (جامعة الحسن الثاني- الدار البيضاء)، في تنشيط دبلوماسية ثقافية جامعية موازية، من شأنها التعريف بالمغرب وبمختلف مظاهر نموه وتقدمه.