"النهار" و"الشروق" و"البلاد" و"الخبر" صحف ورقية، وهي أيضا "جرائد" الجنرالات بالجزائر، بلعت ألسنتها جراء قوة الصدمة، ولم تنبس ببنت شفة ولم تستطع التفوه بكلمة واحدة تهاجم فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية وقرارها التاريخي القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه كاملة وبفتح قنصلية شرفية لأقوى دولة في العالم بمدينة الداخلة المغربية. وذلك على غرار ما قامت به ذات الصحف، حينما قررت إحدى الدول الإفريقية الصديقة للمغرب فتح قنصلية لها بمدينة العيون بالصحراء المغربية. هكذا بلعت جرائد "النهار" و"الشروق" و"البلاد" و"الخبر" ألسنتها، ولم تنبس ببنت شفة حتى الآن . وبالفعل لقد أخرس قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بالاعتراف الرسمي والقانوني بالسيادة المغربية على الصحراء أبواق الإعلام الجزائري المثير للشفقة " على حد تعبير الأشقاء في الجزائر . وبدا الطقس جنائزيا وخيم الحزن الشديد على دوائر القرار بقصر المرادية ، حيث نكست هذه المنابر الصحفية أعلامها وسط مناخ الصدمة . وهيمن ارتباك واضح أفقد الجوقة عزف سمفونيتها المشروخة للنجاح الديبلوماسي الخارق للشعب الصحراوي . رجة سياسية مزلزلة شديدة القوة ، بل الأشد قوة على الإطلاق لم تكن متوقعة صادرة من رئيس أقوى دولة في العالم. ففي الوقت الذي نشطت فيه الآلة الدعائية لنظام الجنرالات بوصف المملكة المغربية بالعدو الكلاسيكي، وفتحت أبوابها مشرعة لمليشيات البوليساريو لنشر الأضاليل والإشاعات الكاذبة والبلاغات الحربية المضللة والصور المفبركة التي أضحكت العالم كانت المملكة المغربية تعمل في صمت وتهندس خرائط الطريق الضامنة لوحدتها وسيادتها ، دونما تفريط في الأسس والثوابت العربية والإسلامية، لا سيما قضية الشعب الفلسطيني .وظلت الديبلوماسية المغربية تشتغل بحنكةوتجربة، ودونما بهرجة في إقناع المنتظم الدولي، ما جعلها تحصد أكبر دعم عربي ودولي لقضيتها العادلة. ويعتبر اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء أكبر دعم سياسي في تاريخ علاقات المملكة المغربية ومسار سياستها الدولية .اعتراف قانوني سيادي واضح وجلي ودونما أدنى تحفظ بكامل السيادة على كافة أراضيها، والقرار في حد ذاته يعتبر من قبل الملاحظين ليس صفعة على وجه النظام الجزائري الحاكم الداعم لانفصال المغرب على صحرائه ،كما يردد عادة في المنابر الإعلامية الجزائرية فحسب ، بل طعنة قاتلة لنظام الجنرالات الحاكم في الجارة الشرقية ستزيد من عزلتها السياسية في العالم.