المشاركون في مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء يقومون بزيارة لميناء الداخلة الأطلسي    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    نجاح باهر للنسخة الثامنة من كأس الغولف للصحافيين الرياضيين الاستمرارية عنوان الثقة والمصداقية لتظاهرة تراهن على التكوين والتعريف بالمؤهلات الرياضية والسياحية لمدينة أكادير    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة.. وهبي: "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية ورياح عاتية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    الدولي المغربي طارق تيسودالي ضمن المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الاماراتي لشهر أبريل    تأخيرات الرحلات الجوية.. قيوح يعزو 88% من الحالات لعوامل مرتبطة بمطارات المصدر    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    هذه كتبي .. هذه اعترافاتي    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    المغرب ينخرط في تحالف استراتيجي لمواجهة التغيرات المناخية    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    تجديد المكتب المحلي للحزب بمدينة عين العودة    الصين تعزز مكانتها في التجارة العالمية: حجم التبادل التجاري يتجاوز 43 تريليون يوان في عام 2024    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    الحكومة تلتزم برفع متوسط أجور موظفي القطاع العام إلى 10.100 درهم بحلول سنة 2026    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    كيم جونغ يأمر بتسريع التسلح النووي    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    السجن النافذ لمسؤول جمعية رياضية تحرش بقاصر في الجديدة    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    تقرير: 17% فقط من الموظفين المغاربة منخرطون فعليا في أعمالهم.. و68% يبحثون عن وظائف جديدة    مارك كارني يتعهد الانتصار على واشنطن بعد فوزه في الانتخابات الكندية    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    إيقاف روديغر ست مباريات وفاسكيز مباراتين وإلغاء البطاقة الحمراء لبيلينغهام    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    دوري أبطال أوروبا (ذهاب نصف النهاية): باريس سان جرمان يعود بفوز ثمين من ميدان أرسنال    الأهلي يقصي الهلال ويتأهل إلى نهائي كأس دوري أبطال آسيا للنخبة    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    نجاح اشغال المؤتمر الاول للاعلام الرياضي بمراكش. .تكريم بدرالدين الإدريسي وعبد الرحمن الضريس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رهان ‬ماكرون ‬السياسي ‬في ‬لبنان ‬محفوف ‬بالمخاطر ‬

‬يعود ‬الرئيس ‬الفرنسي ‬إيمانويل ‬ماكرون ‬إلى ‬بيروت ‬الاثنين ‬ل"‬تقييم" ‬خيار ‬بدا ‬منذ ‬البداية ‬محفوفا ‬بالمخاطر، ‬إذ ‬إنه ‬يراهن ‬على ‬تغيير ‬سياسي ‬جذري ‬في ‬لبنان ‬بعد ‬انفجار ‬المرفأ ‬المروع، ‬في ‬ظل ‬إجماع ‬على ‬تصلب ‬النظام ‬اللبناني ‬وعمق ‬الأزمة.‬
وتستمر ‬الزيارة ‬يومين ‬وتتخللها ‬لقاءات ‬سياسية، ‬وهي ‬الثانية ‬لماكرون ‬بعد ‬زيارة ‬أولى ‬في ‬السادس ‬من ‬غشت ‬تصدرت ‬اهتمام ‬وسائل ‬الإعلام، ‬لا ‬سيما ‬بعد ‬أن ‬سار ‬الرئيس ‬الفرنسي ‬في ‬شارع ‬منكوب، ‬محاطا ‬بلبنانيين ‬رحبوا ‬به، ‬وطالب ‬على ‬مسامعهم ‬المسؤولين ‬اللبنانيين ‬بإقرار "‬ميثاق ‬سياسي ‬جديد" ‬وإجراء ‬إصلاحات ‬عاجلة.‬
ووعد ‬ماكرون ‬خلال ‬زيارته ‬الأخيرة ‬بالعودة ‬مطلع ‬سبتمبر ‬ل"‬تقييم" ‬التقدم ‬الذي ‬تم ‬إحرازه. ‬ولم ‬يكن ‬اختياره ‬هذا ‬الموعد ‬من ‬باب ‬الصدفة، ‬إذ ‬يتزامن ‬مع ‬إحياء ‬الذكرى ‬المئوية ‬الأولى ‬لإعلان ‬دولة ‬لبنان ‬الكبير ‬خلال ‬فترة ‬الانتداب ‬الفرنسي.‬
ورغم ‬مرور ‬أكثر ‬من ‬ثلاثة ‬أسابيع، ‬لا ‬يزال ‬لبنان ‬يلملم ‬جراحه ‬جراء ‬الانفجار ‬الذي ‬أوقع ‬188 ‬قتيلا ‬وتسبب ‬بإصابة ‬أكثر ‬من ‬6500 ‬آخرين ‬وألحق ‬أضرارا ‬جسيمة ‬بعدد ‬من ‬أحياء ‬العاصمة، ‬إلا ‬أن ‬المشهد ‬السياسي ‬لم ‬يتبدل ‬ولم ‬يدفع ‬أيا ‬من ‬القوى ‬السياسية ‬إلى ‬تقديم ‬تنازلات ‬أو ‬إلى ‬التنحي، ‬وهو ‬ما ‬يطالب ‬به ‬عدد ‬كبير ‬من ‬اللبنانيين ‬الغاضبين ‬الذين ‬يحملون ‬الطبقة ‬السياسية ‬مجتمعة ‬مسؤولية ‬الانفجار ‬بسبب ‬فسادها ‬واستهتارها.‬
ولعل ‬المتغير ‬الوحيد ‬هو ‬تحديد ‬رئيس ‬الجمهورية ‬ميشال ‬عون ‬صباح ‬الاثنين ‬موعدا ‬للاستشارات ‬الملزمة ‬التي ‬سيجريها ‬مع ‬الكتل ‬النيابية ‬لتكليف ‬رئيس ‬حكومة ‬جديد، ‬في ‬خطوة ‬قال ‬الزعيم ‬الدرزي ‬وليد ‬جنبلاط ‬إن ‬الدعوة ‬إليها ‬جاءت "‬حياء" ‬قبل ‬ساعات ‬من ‬وصول ‬ماكرون.‬
ويقول ‬مدير ‬معهد ‬عصام ‬فارس ‬للسياسات ‬العامة ‬والشؤون ‬الدولية ‬في ‬بيروت ‬جوزف ‬باحوط ‬لوكالة ‬فرانس ‬بريس "‬سيعود ‬ليرى ‬أنه ‬لم ‬يتم ‬إحراز ‬أي ‬تقدم"‬، ‬واصفا ‬المسعى ‬الفرنسي ‬ب"‬المجازفة ‬السياسية ‬لأنه ‬تعهد ‬بمتابعة ‬المسألة، ‬وهذا ‬تعهد ‬باسم ‬فرنسا".‬
ولم ‬يصدر ‬عن ‬السلطة ‬السياسية ‬أو ‬عن ‬أعضاء ‬المجلس ‬النيابي ‬ما ‬يوحي ‬أن ‬السياسيين ‬سيبدأون ‬ورشة ‬لإصلاحات ‬سياسية ‬قال ‬ماكرون ‬إن "‬لا ‬مساعدات ‬مالية ‬دولية" ‬من ‬دونها.‬
وحددت ‬الرئاسة ‬الفرنسية ‬الجمعة ‬هدف ‬الزيارة ‬ب"‬ممارسة ‬الضغط ‬حتى ‬تتوفر ‬الشروط ‬لتشكيل ‬حكومة ‬بمهمة ‬محددة ‬قادرة ‬على ‬الاضطلاع ‬بإعادة ‬الإعمار ‬والاصلاح"‬، ‬مع ‬ضمان ‬أن ‬يلتزم ‬المجتمع ‬الدولي ‬بدعم ‬لبنان ‬الذي ‬يشهد ‬أسوأ ‬أزماته ‬الاقتصادية.‬
ولم ‬تظهر ‬حتى ‬الآن ‬أي ‬بوادر ‬توافق ‬على ‬اسم ‬رئيس ‬الوزراء ‬المقبل ‬جراء ‬التباين ‬في ‬وجهات ‬النظر ‬بين ‬القوى ‬السياسية ‬الرئيسية ‬التي ‬تبدو ‬وكأنها ‬قد ‬صمت ‬أذنيها ‬عن ‬سماع ‬صوت ‬اللبنانيين ‬المحبطين ‬الذين ‬يصرون ‬على ‬محاسبة ‬الطبقة ‬السياسية ‬كاملة ‬ويرفضون ‬عودة ‬أي ‬من ‬رموزها ‬إلى ‬السلطة.‬
ويوضح ‬مصدر ‬دبلوماسي ‬في ‬بيروت ‬لفرانس ‬بريس ‬أن "‬هناك ‬مساع ‬حاليا ‬لتسمية ‬رئيس ‬مكلف ‬قبل ‬زيارة ‬الرئيس ‬الفرنسي، ‬لكن ‬هذا ‬لا ‬يعني ‬أن ‬تشكيل ‬الحكومة ‬سيحصل ‬بسهولة".‬
ولا ‬يعني ‬توجه ‬لبنان ‬إلى ‬تكليف ‬رئيس ‬جديد ‬للحكومة ‬خلفا ‬لحسان ‬دياب ‬الذي ‬استقال ‬على ‬وقع ‬غضب ‬الشارع ‬عقب ‬الانفجار، ‬أن ‬ولادة ‬الحكومة ‬بات ‬قاب ‬قوسين. ‬وغالبا ‬ما ‬تستغرق ‬هذه ‬المهمة ‬أسابيع ‬عدة ‬أو ‬حتى ‬أشهر، ‬بسبب ‬الانقسامات ‬السياسية ‬والشروط ‬والشروط ‬المضادة.‬
ويقول ‬الباحث ‬والأستاذ ‬الجامعي ‬في ‬باريس ‬زياد ‬ماجد ‬لفرانس ‬برس "‬مع ‬هذه ‬الطبقة ‬السياسية، ‬لا ‬إمكانية ‬لأي ‬إصلاح ‬جدي ‬لأن ‬سبب ‬وجودها ‬هو ‬الزبائنية ‬والطائفية ‬والفساد".‬
ويضيف "‬يودون ‬فقط (‬حفظ) ‬الستاتيكو ‬القائم، ‬ووصول ‬الأموال ‬لتهدئة ‬بعض ‬الغضب ‬قليلا ‬وانتظار ‬الانتخابات ‬الأمريكية".‬
ويسود ‬اعتقاد ‬أن ‬فوز ‬المرشح ‬الديموقراطي ‬جو ‬بايدن ‬بالرئاسة ‬في ‬الولايات ‬المتحدة ‬من ‬شأنه ‬أن ‬يخفف ‬التوتر ‬الذي ‬يشوب ‬العلاقات ‬الأمريكية ‬الإيرانية، ‬ما ‬سينعكس ‬إيجابا ‬على ‬حزب ‬الله، ‬القوة ‬العسكرية ‬والسياسية ‬الأبرز ‬في ‬لبنان، ‬وبالتالي ‬يعطي ‬دفعا ‬لتسوية ‬جديدة ‬برعاية ‬دولية ‬بينه ‬وبين ‬خصومه ‬في ‬لبنان.‬
ويشكل ‬حزب ‬الله ‬الذي ‬يتمتع ‬بالنفوذ ‬الأكبر ‬على ‬الساحة ‬السياسية، ‬أكثرية ‬مع ‬حلفائه ‬في ‬البرلمان، ‬وسبق ‬أن ‬أبدى ‬رفضه ‬تشكيل ‬حكومة "‬حيادية"‬، ‬مطالبا ‬بحكومة ‬تضم ‬القوى ‬السياسية ‬التقليدية.‬
حزب ‬الله
وأعلن ‬الأمين ‬العام ‬لحزب ‬الله ‬حسن ‬نصرالله ‬الأحد ‬أن ‬الحزب ‬منفتح ‬على ‬مناقشة ‬الاقتراح ‬الفرنسي ‬بشأن ‬التوصل ‬إلى "‬عقد ‬سياسي ‬جديد" ‬في ‬لبنان ‬شرط ‬أن ‬أن ‬يكون "‬بإرادة ‬ورضا ‬مختلف ‬الفئات ‬اللبنانية".‬
وقال ‬نصرالله ‬في ‬خطاب "‬سمعنا ‬دعوة ‬من ‬الرئيس ‬الفرنسي ‬في ‬زيارته ‬الأخيرة ‬للبنان ‬إلى ‬عقد ‬سياسي ‬جديد".‬
وأضاف "‬نحن ‬منفتحون ‬على ‬أي ‬نقاش ‬هادف ‬في ‬هذا ‬المجال (…) ‬لكن ‬لدينا ‬شرط ‬أن ‬يكون ‬هذا ‬النقاش ‬وهذا ‬الحوار ‬اللبناني ‬بإرادة ‬ورضا ‬مختلف ‬الفئات ‬اللبنانية".‬
ولم ‬يحدد ‬نصرالله ‬ما ‬نوع ‬التغييرات ‬التي ‬ينوي ‬الحزب ‬أخذها ‬بالاعتبار. ‬لكنه ‬أشار ‬إلى ‬أنه "‬سمعنا ‬في ‬الأيام ‬القليلة ‬الماضية ‬من ‬مصادر ‬رسمية ‬فرنسية ‬انتقادات ‬حادة ‬للنظام ‬الطائفي ‬في ‬لبنان" ‬الذي "‬لم ‬يعد ‬قادرا ‬على ‬حل ‬مشاكل ‬لبنان ‬والاستجابة ‬لحاجاته".‬
وكان ‬حزب ‬الله، ‬القوة ‬العسكرية ‬والسياسية ‬الأبرز، ‬استبق ‬مشاورات ‬التكليف ‬بإعلانه ‬على ‬لسان ‬أمينه ‬العام ‬حسن ‬نصرالله ‬رفضه ‬تشكيل ‬أي ‬حكومة "‬حيادية"‬، ‬وهو ‬المطلب ‬الذي ‬يرفعه ‬بعض ‬المحتجين ‬والبطريرك ‬الماروني ‬بشارة ‬الراعي ‬الذي ‬سيكون ‬له ‬لقاء ‬مع ‬ماكرون.‬
ودعا ‬نصرالله ‬الذي ‬يشكل ‬مع ‬حلفائه ‬أكثرية ‬في ‬البرلمان ‬إلى "‬تشكيل ‬حكومة ‬وحدة ‬وطنية، ‬وإن ‬لم ‬يكن ‬ذلك ‬ممكنا، ‬حكومة ‬ذات ‬أوسع ‬تمثيل ‬ممكن ‬من ‬سياسيين ‬واختصاصيين".‬
ولم ‬تكن ‬آخر ‬تجربة "‬حكومة ‬وحدة ‬وطنية" ‬برئاسة ‬الحريري ‬ناجحة، ‬إذ ‬سقطت ‬بعد ‬نحو ‬ثلاث ‬سنوات ‬من ‬تشكيلها ‬على ‬وقع ‬احتجاجات ‬ضخمة ‬في ‬الشارع ‬في ‬أكتوبر ‬الماضي. ‬وكانت ‬تضم ‬ممثلين ‬عن ‬معظم ‬الأحزاب ‬السياسية ‬وولدت ‬بعد ‬سنتين ‬من ‬فراغ ‬في ‬سدة ‬رئاسة ‬الجمهورية ‬إثر ‬تسوية ‬هشة ‬شلت ‬المؤسسات ‬وعطلت ‬القرارات.‬
وقال ‬مصدر ‬دبلوماسي ‬في ‬بيروت ‬لوكالة ‬فرانس ‬برس ‬إن ‬كارثة ‬المرفأ "‬لم ‬تغير ‬في ‬طريقة ‬تعامل ‬الأطراف ‬السياسية ‬مع ‬موضوع ‬تشكيل ‬الحكومة ‬وتكليف ‬رئيس ‬لها".‬
وأوضح ‬أن ‬تكليف ‬رئيس ‬حكومة ‬جديد "‬لا ‬يعني ‬أن ‬تشكيل ‬الحكومة ‬سيتم ‬بسهولة"‬، ‬وهو ‬ما ‬تظهره ‬العديد ‬من ‬التجارب ‬السابقة، ‬لافتا ‬إلى ‬أنه "‬ما ‬من ‬التفات ‬جدي ‬للشارع" ‬الذي ‬يطالب ‬بتغيير ‬سياسي ‬ويتهم ‬الطبقة ‬الحاكمة ‬بالفساد ‬والفشل ‬في ‬إدارة ‬الأزمات.‬
وعقب ‬انفجار ‬المرفأ، ‬توالت ‬الدعوات ‬الغربية ‬لا ‬سيما ‬الفرنسية ‬والأمريكية، ‬للإسراع ‬في ‬تشكيل ‬حكومة ‬تعكس "‬تغييرا ‬حقيقيا "‬، ‬إلا ‬أن ‬أوساط ‬الرئاسة ‬الفرنسية ‬تؤكد ‬أنه "‬لا ‬يعود ‬لنا ‬تشكيل ‬الحكومة"‬، ‬نافية ‬أن ‬تكون ‬مساعيها ‬الجارية ‬بمثابة "‬تدخل" ‬في ‬الشأن ‬اللبناني.‬
وبخلاف ‬المألوف ‬في ‬الزيارات ‬الرئاسية ‬الرسمية، ‬يستهل ‬ماكرون ‬زيارته ‬التي ‬تأتي ‬في ‬الذكرى ‬المئوية ‬الأولى ‬لإعلان ‬دولة ‬لبنان ‬الكبير، ‬بلقاء ‬فيروز (‬85 ‬عاما ) ‬التي ‬تعتبر ‬أيقونة ‬الفن ‬اللبناني ‬وسفيرته ‬إلى ‬العالم، ‬ومن ‬الرموز ‬القليلة ‬التي ‬يلتف ‬اللبنانيون ‬حولها ‬بمختلف ‬انتماءاتهم ‬وتوجهاتهم، ‬وسيحصل ‬اللقاء ‬في ‬منزلها ‬شرق ‬بيروت.‬
ويعود ‬ماكرون، ‬أول ‬رئيس ‬دولة ‬أجنبية ‬زار ‬بيروت ‬عقب ‬الانفجار ‬الهائل ‬في ‬مرفأ ‬العاصمة ‬اللبنانية، ‬الاثنين ‬إلى ‬لبنان ‬لمواصلة ‬ضغطه ‬من ‬أجل ‬إجراء ‬إصلاحات ‬وإعادة ‬الإعمار. ‬وفي ‬زيارته ‬الأولى ‬بعد ‬يومين ‬من ‬الانفجار، ‬طالب ‬ماكرون ‬المسؤولين ‬اللبنانيين ‬المتهمين ‬بالفساد ‬والعجز، ‬ب"‬تغيير ‬عميق" ‬عبر "‬تحمل ‬مسؤولياتهم" ‬و"‬إعادة ‬تأسيس ‬ميثاق ‬جديد" ‬مع ‬الشعب ‬لاستعادة ‬ثقته.‬
في ‬هذا ‬الوقت، ‬يبدو ‬المتظاهرون ‬الذين ‬نزلوا ‬إلى ‬الشارع ‬منذ ‬أكتوبر، ‬مطالبين ‬برحيل ‬الطبقة ‬السياسية ‬مجتمعة، ‬متعبين ‬بعد ‬صدمة ‬انفجار ‬بيروت، ‬لكنهم ‬يصرون ‬على ‬تحقيق ‬العدالة ‬ومحاسبة ‬المسؤولين.‬
ويقول ‬باحوط "‬اعتقد ‬الجميع ‬أن ‬الكيل ‬طفح" ‬بعد ‬الانفجار " ‬لكن ‬بالمقابل ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬من ‬انفجار ‬شعبي ‬حقيقي"‬، ‬وهو ‬ما ‬يريح ‬الطبقة ‬السياسية ‬الحالية.‬
في ‬المحصلة، ‬يبدو ‬الرئيس ‬الفرنسي ‬الذي ‬تمكن ‬عام ‬2017 ‬من ‬إخراج ‬رئيس ‬الحكومة ‬الأسبق ‬سعد ‬الحريري ‬من ‬الرياض ‬حيث ‬قدم ‬استقالته ‬واحتجز ‬لبضعة ‬أسابيع، ‬وكأنه ‬وحده ‬يتعاطى ‬بالملف ‬اللبناني ‬حاليا، ‬مع ‬هامش ‬مناورة ‬محدود.‬
وبينما ‬تغيب ‬السعودية، ‬الداعمة ‬التقليدية ‬للقوى ‬السنية ‬في ‬لبنان، ‬عن ‬المشهد ‬تماما، ‬تنأى ‬الولايات ‬المتحدة ‬بقيادة ‬دونالد ‬ترامب ‬بنفسها ‬عن ‬الملف، ‬مواصلة ‬في ‬الوقت ‬ذاته ‬التصدي ‬لحزب ‬الله ‬المدعوم ‬من ‬إيران.‬
ويتحدث ‬خبراء ‬عن "‬رضا" ‬أمريكي ‬لرؤية ‬فرنسا "‬على ‬الجبهة ‬الأمامية".‬
لكن ‬ما ‬لم ‬يتوصل ‬ماكرون ‬إلى ‬نتائج ‬ملموسة، ‬فسيكون ‬عليه، ‬وفق ‬باحوط، ‬أن "‬يعيد ‬الملف ‬اللبناني ‬إلى ‬الأدراج ‬لفترة ‬طويلة"‬، ‬ومعه ‬على ‬الأرجح ‬جزء ‬من ‬النفوذ ‬الفرنسي ‬في ‬المنطقة.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.