انطلاق المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في المغرب والأرجنتين والبيرو «يبين الرسم البياني، التابع لمنظمة الصحة العالمية، تقدما واضحا للصين في السباق. فبالرغم من تاريخه منذ شهر ماي، إلا أن الصين قد دخلت في المرحلة الثالثة من الاختبارات، رفقة 3 من الشركات الصيدلانية، التي أعفيت من المشاركة في المرحلة الثانية». بعد إعلان فلاديمير بوتين الأخير، الذي تعرض لانتقادات كثيرة من قبل الأوساط العلمية، و تحديدا الأوروبية والأمريكية، حول توصل العلماء الروس في 11 من غشت، لتطوير لقاح فعال ضد كوفيد19، يزعم أنه يمنح «مناعة مستدامة» و أن أول المختبرين ابنته شخصيا، شرعت الصين هي الأخرى، في هذا السباق الذي بدأ يتخذ شكل الاستغلال القومي العالمي في سباق إيجاد اللقاح الفعال لكوفيد19، غير أن المختبرات الأمريكية لم تشارك في السباق بكل قوتها، إذ لاتزال تتحرك بحذر في هذا الخصوص. من جهة أخرى، فإن الشكوك المتصاعدة، حول فعالية اللقاحات قيد الاختبار، وما قد يلحقها من آثار جانبية ضارة، لا تزال تغذيها التعليقات المشككة، من قبل وسائل الإعلام والخبراء الدوليين، تحديدا بعد إعفاء بعض المختبرات الصيدلانية الدولية ولاسيما في الصين، من المشاركة في المرحلة الثانية من تطوير اللقاح، ما قد يؤثر بالسلب على عملية تطوير اللقاحات، التي تمتد لما بين سنة إلى سنتين، وتتكون من مرحلة التحقق من قدرة التحمل لدى المريض، والتحكم في فعالية اللقاح، ومدة الحصانة وأخيرا تحديد الجرعات المثلى. بالنسبة للمرحلة الثالثة، التي شاركت فيها في الصين، أربعة مختبرات صيدلانية صينية على الأقل (مستعينة بالمتطوعين للقاحات سينوفاك، سينوفارم (ووهان وبكين)، فوصوم فارما/بفيزير)، التي شاركت في المرحلة الثالثة بعد تخطيها للمرحلة الثانية، تاركة المكان لمختبرات أخرى («كانسينو بيولوجيكال إنك» و«معهد البيوتكنولوجيا في بكين» و«زيفاي لونغكوم بيوفارماسوتيكال» و«معهد الميكروبيولوجيا» من أكاديمية العلوم الطبية)، غير أن روسيا لم تتمكن من تجاوز المرحلة الثالثة، التي تتطلب تجريب اللقاح على عدد مهم من المتطوعين، لدراسة كل الإيجابيات والمخاطر الخاصة به. وللتذكير، هناك مرحلة رابعة، تبتدئ عبر التسويق التجاري، يحث فيها المختبرون، سواء الأطباء أو المرضى، على تقديم تقارير حول الآثار الجانبية غير المعلن عنها للقاحات، ترسل عادة في أوروبا إلى فرنسا، وتحديدا إلى الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية (ANSM). من الواضح أن الغلبة في هذا السباق الدولي، لإيجاد اللقاح المثالي حاليا بيد الصين، التي بدأت المرحلة الثالثة من اختبار اللقاح، خارج وداخل البلاد، فبالنسبة ل»سينوفارم» فإن اختبار لقاح المرحلة الثالثة، يتم في المملكة العربية السعودية. في 22 من يوليوز، كشف زينغ تشونغوي، مدير المركز العلمي والتكنولوجي للجنة الصحة العامة الصينية، أن الصين ومنذ أكثر من شهر، أشركت العاملين في القطاع الصحي لديها، في عملية تطعيم معجلة في البلاد. وفي الوقت نفسه، أعلن أنه وقبل موسم الانفلونزا المقبل، ستشمل حملة التطعيم، رجال دولة آخرين أيضا، من بينهم مسؤولو الوقاية من الأوبئة ومراقبو الحدود. جاء هذا التصريح، بعد الكشف الذي تم في يوليوز الماضي، الذي ذكر فيه أن المرشحين لتلقي جرعة من اللقاح الصيني، قد استندوا إلى طريقة غير تقليدية، لتجربة اللقاح المبدئي على فئات أكبر من الموظفين. إن تسريع الإجراءات، الذي عرفته دولة كروسيا، عبر الاستغناء عن المرحلة الثانية والتوجه مباشرة إلى المرحلة الثالثة، يعود السبب فيه إلى انتشار الوباء الذي لا يضعف، مسجلا حصيلة عامة تقدر ب820 ألف وفاة، وعدد من الضحايا في تزايد، تحديدا بعد السقطة التي شهدها في شهري ماي ويونيو، قبل أن يعود للارتفاع في أبريل ليناهز 6 آلاف مصاب يوميا، وعائلات مهددة بكل من الهندوالولاياتالمتحدةالأمريكية والبرازيل، ناهيك عن المكسيك وكولومبيا والشيلي.. وأعداد الإصابات عادت للارتفاع بكل من أوكرانيا واسبانيا وفرنسا والعراق و إندونيسيا. في الصين، بحسب ما ذكره موقع «ساب شاينا»، يدافع «زينغ تشونغوي»، عن نهجه في وسائل الإعلام المحلية، قائلا : «إن الإجراء التسريعي، يطبق على المتطوعين فقط، والآثار غير المرغوبة يتم تتبعها بصرامة». ويضيف «إن الحملة تعتمد على تسريع يجيز إجراءات الطوارئ الرامية لتلقيح المتطوعين غير المطعمين، دون المساس بالأشخاص المعرضين للخطر، أو الضروريين لسير الخدمات الاجتماعية والحضرية. في وقت لاحق، ذكرت السلطات الصينية أن شركة سينوفارم المذكورة أعلاه، بدأت المرحلة الثالثة من التجارب على لقاحين في الإمارات العربية المتحدة، مطورين من قبل المعهد البيولوجي في ووهان وبكين، لتصادف الإعلان عن تجارب للقاح بكل من الأرجنتين، البيرو، والمغرب. يأتي هذا الخبر، بعد تأكيد المدير العام لمجموعة «سينوفارم»الدوائية «لي جينغزين»، في شهر يوليوز الماضي، بأن اللقاح سيكون متوفرا بمبلغ لا يتجاوز الألف يوان صيني (أي ما يعادل 144 دولارا أمريكيا)، وأن موعد صدوره سيكون في نهاية السنة الجارية، كما أشارت مجموعة من الأخبار إلى أن الدول الأولى التي ستستفيد من اللقاح فور صدوره، ستكون كلا من الفلبين والبرازيل وأندونيسيا والباكستان وروسيا، في حين جاء تصريح من قبل أحد المسؤولين في 24 من يوليوز، بأن اللقاح سيكون متوفرا في المقام الأول ببلدان رابطة «ميكونغ»، وهي كل من اللاوس وميانمار، تايلاند، كمبوديا و أخيرا الفيتنام. يتضح جليا، إن لبكين الرغبة في أن تكون على قمة المنافسة الدولية، في مجال الأدوية والمستحضرات الصيدلانية، حيث بدا سطوعها يبرز رويدا رويدا. خلال مقابلة له مع مجلة «تشالنجز» في 30 من أبريل، شرح أنطوان بونداز الباحث الاستراتيجي، بأن الصين ترغب في إظهار مدى قوة صناعة الأدوية لديها، ليس فقط على مستوى المكونات النشطة وإنما على مستوى تطوير العلاجات واللقاحات، رغبة منها في التصدر الدائم لسوق الأدوية في العالم، حيث تحتل الآن المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. من جهة أخرى، تضم الولاياتالمتحدةالأمريكية، 5 من أفضل 10 مختبرات دوائية في العالم، وهي «جونسون اند جونسون» بقيمة 85.2 مليار دولار، «مبرك اند كو او إم.إس.دي» بقيمة 49.3 مليار دولار، «فايزر» بقيمة 47.3 مليار دولار، «بريستول-مايرز سكويب» بقيمة 42.2 مليار دولار، وأخيرا «أبفي» بقيمة 35.3 مليار دولار، حيث يولد هذا السوق لوحده ما يقرب من 259 مليار دولار. غير أن الدكتور فوصي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع لوزارة الصحة، يبقي على حذره بخصوص الإعلان عن اللقاح الأمريكي، حيث صرح لجريدة رويترز بدواعي توخي الحذر حول توفير لقاحات غير مكتملة، وذلك بعد تصريحه عن قابلية توفر لقاح في بداية سنة 2021، وذلك بعد ما أدلى به دونالد ترامب، من قدرة حكومته على توفير لقاح للعموم، دون مروره بمرحلة الاختبارات الشاملة. (المصدر: موقع questionchine)