سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدكتور عفيف: نحن أمام رهان فردي وجماعي يجب تظافر الجهود من أجل كسبه و المغاربة يواجهون تحدّي الحفاظ على مدنهم بعيدا عن عودة الحجر الصحي ضد كورونا المستجد
عادت الأرقام للارتفاع من جديد خلال الأيام الأخيرة، بعد ظهور العديد من البؤر، وعقب الرفع من أعداد اختبارات الكشف عن فيروس كوفيد 19، مما أدى إلى تزايد الحالات النشطة التي تخضع للعلاج من المرض، الأمر الذي ساهم في انتشار موجة قلق جديدة، خاصة بعد أن عادت مدينة أسفي إلى زمن الحجر الصحي، وهي الخطوة التي يتأكد اليوم على أنه يمكن اللجوء إليها، متى تبيّن على أن احترام التدابير الحاجزية الوقائية، الفردية منها أو الجماعية، لم يتم بالكيفية المطلوبة، وتم تسجيل حالات وبؤر جديدة، وذلك لكي يتم بذل مجهودات مضاعفة أخرى لتطويق الوضع حتى لا تستمر العدوى في التفشّي. الدكتور مولاي سعيد عفيف، أكد في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» أن التعايش مع الفيروس أصبح خيارا ضروريا، حتى لا تتعطل الحياة الاقتصادية والاجتماعية، خاصة بعد التبعات التي عاشتها بلادنا بسبب الحجر الصحي، الذي تم اتخاذه كقرار وقائي لحماية المواطنين من الإصابة بفيروس كوفيد 19، والحدّ من انتشار العدوى. وأبرز رئيس الفدرالية الوطنية للصحة على أن العودة إلى الحياة الطبيعية بشكل تدريجي، يتطلب تظافرا للجهود، الفردية والجماعية، من خلال توفير سبل الوقاية في فضاءات العمل المختلفة، العمومية منها والخاصة، وبأماكن التجمعات، وفي وسائل المواصلات المختلفة، مشددا على ضرورة الحرص على تطبيق التباعد الجسدي، إلى جانب باقي الإجراءات الأخرى الفردية المتمثلة في تفادي المصافحة والعناق، وتعقيم الأيدي وغسلها بالماء والصابون، ووضع الكمامات بكيفية صحيحة، مؤكدا على أن عدم وضعها، أو تركها معلّقة على العنق أسفل الذقن، وغيرها من السلوكات التي يشاهدها الجميع في الشارع العام، تعتبر خطوة محفوفة بالمخاطر وتهدد أصحابها بإمكانية إصابتهم بالعدوى، وهو ما يجب الانتباه إليه. وأوضح رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أن ما وقع في أسفي، وما وقع في إحدى المناطق بإسبانيا نموذجا، يمكن أن يتكرر، إذ أن تصنيف منطقة في الخانة رقم 1، لا يعني أنها يمكن أن تظل كذلك على الدوام، وتخفيف إجراءات الطوارئ الصحية قد لا يدوم، وبالتالي فإن عودة الحجر الصحي إليها وفرضه من جديد، قرار يمكن اتخاذه في أية لحظة، متى ظهرت بؤر تتطلب تدخلا وقائيا صارما، وبالتالي فالمسؤولية اليوم مشتركة بين جميع المواطنين، للحفاظ على مناطقهم سالمة من العدوى، من خلال التقيد بسلوكات مواطنة، سواء تعلق الأمر بأرباب المقاولات أو مسؤولي الإدارات أو المستخدمين والموظفين أو عموم المواطنين، لأن أي تهاون أو استخفاف أو تبخيس، له صلة بالنظافة اليومية للمرافق والتطهير وتحديد مسارات الدخول والخروج والتهوية وغيرها من التفاصيل الأخرى، قد يجرّ انتقادات كبيرة على المخالفين لهذه الضوابط، وقد يجعلهم سببا في حدوت بؤر وانتشار العدوى واتساع رقعتها، الأمر الذي يجب تجنّبه باعتماد الحكمة والنضج والتريث، وتقديم تسهيلات للعمل عن بعد، متى كان ذلك ممكنا، مع ضرورة التقليل من حركية الأشخاص المتقدمين في السن والذين يعانون من أمراض مزمنة، حرصا على سلامتهم وعلى سلامة المحيطين بهم.