الطبيب المصاب كان ضمن أطباء من مخالطي حالة من المغاربة العائدين مؤخرا من الجزائر بعد حوالي الشهر على إعلان وجدة خالية من فيروس كورونا المستجد، عرفت الوضعية الوبائية بالمدينة، يوم الثلاثاء 16 يونيو الجاري، تسجيل حالة إصابة مؤكدة بمرض «كوفيد 19» الذي يسببه الفيروس المذكور، ويتعلق الأمر بطبيب مقيم بمصلحة الأشعة بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، ليرتفع بذلك إجمالي الحالات المسجلة على مستوى جهة الشرق إلى 199 حالة. عن إصابة الطبيب المذكور، والتدابير الاحترازية المتخذة على مستوى المستشفى الجامعي بوجدة منذ بداية الجائحة وكذا الوضعية الوبائية بالمدينة الألفية، أجرت «الاتحاد الاشتراكي» حوارا مع الدكتور سفيان دياز، طبيب مقيم بمصلحة الإنعاش والتخدير.
هل يمكنك أن تحدثنا عن الحالة التي تم تسجيلها والمتعلقة بطبيب بالمستشفى الجامعي؟ الحالة التي تم تسجيلها يوم الثلاثاء لطبيب مقيم، يمكن أن أقول إنها حالة معزولة، لأن الطبيب المعني كان ضمن أطباء وموظفين من مخالطي حالة من المغاربة العائدين مؤخرا من الجزائر أثبتت التحاليل المخبرية الأولية، التي أجريت لها لدى وصولها إلى أرض الوطن، خلوها من الإصابة ب»كوفيد 19» حيث جاءت النتيجة سلبية، وعندما انتقلت إلى المستشفى الجامعي لإجراء فحوصات وأشعة، تم التعامل معها على أساس أنها غير مصابة، غير أنه بعد إعادة le PCR لفحص كورونا للسيدة المعنية جاءت النتيجة إيجابية، الأمر الذي أدى إلى إخضاع جميع الأطباء والممرضين والعاملين بمصلحة الأشعة المخالطين لهذه السيدة لتحاليل مخبرية في وقت قياسي، فجاءت نتائجها سلبية ماعدا الطبيب المذكور، ليتم عزله في المصلحة المخصصة ل»كوفيد 19 «بالمستشفى حيث يخضع للبروتوكول العلاجي المخصص في هذه الحالة وتعد حالته السريرية جد مستقرة. وكيف تم التعامل مع مخالطي الطبيب المصاب؟ في ما يخص مخالطي الطبيب، مباشرة بعد إعلان نتيجة تحليلاته إيجابية تم إجراء التحاليل لجميع العاملين بمصلحة الأشعة، وكذلك مصلحة الإنعاش والتخدير ولجميع الأطباء الداخليين والمقيمين، جاءت نتائجها جميعها سلبية والحمد لله، والآن ليس هناك أية حالة مشكوك فيها على مستوى المستشفى الجامعي بوجدة نظرا للتدابير الوقائية الاستباقية التي قام بها، حيث تم إجراء التحاليل المخبرية مساء الثلاثاء 16 يونيو، لمصلحة الإنعاش بأكملها وصباح الأربعاء تم إجراء التحاليل لجميع الموظفين والأطباء بمصلحة الأشعة المخالطين وغير المخالطين. كيف تلقيتم خبر إصابة زميل لكم؟ تلقينا الخبر بأسى وأسف شديدين، ولا يسعنا في هذا الصدد سوى أن ندعو له ولباقي المرضى بالشفاء. وماذا عن التدابير التي قام بها المركز الاستشفائي الجامعي منذ بداية الجائحة؟ التدابير التي قام بها المستشفى منذ بداية الجائحة، أولا تم تقسيم المستشفى إلى قسمين وتخصيص الجزء الأكبر منه لمرضى «كوفيد 19» لأننا لم نكن نعرف عدد الإصابات التي يمكن أن ترد علينا، ولأننا كنا نبني توقعاتنا على الوضعية الوبائية بالدول الأخرى خصصنا أكبر جزء من المستشفى لهؤلاء المرضى حيث تم إفراغ ثلثي المستشفى وتخصيصها لمرضى» كوفيد 19»، والثلث لاستقبال المرضى الآخرين والحالات المستعجلة ولإجراء العمليات المستعجلة. وتم رفع الطاقة الاستيعابية بالنسبة للإنعاش من 30 سريرا إلى 80 سريرا في ظرف أسبوع بجميع الأجهزة والمستلزمات التي يتطلبها الإنعاش وتم تركيز العمل في الإنعاش، وكانت غالبية الحالات التي تصل إلى المستشفى الجامعي بوجدة تمر من المستعجلات حيث يتم فرزهم بعد إجراء التحاليل المخبرية، المريض الذي تكون حالته غير مستقرة يتم نقله مباشرة إلى مصلحة الإنعاش والمريض الذي حالته مستقرة يتم نقله إلى مصلحة أخرى خصصت لهذا الغرض إلى حين ظهور النتيجة، إذا جاءت النتيجة سلبية يغادر المستشفى وإذا جاءت إيجابية يحال على مصلحة «كوفيد 19»، حيث يبقى تحت المراقبة وإذا ساءت حالته يتم إنزاله إلى مصلحة الإنعاش. وماذا عن الإجراءات الاحترازية المتخذة بالمستشفى الجامعي؟ اليوم، وبعد قرابة شهر ونصف، لم تسجل أية حالة على مستوى مدينة وجدة، لكن الإجراءات الاحترازية مازالت مستمرة، وعلى الرغم من استئناف العمل ببعض مصالح المستشفى، إلا أن الاحترازات موجودة، فأي مريض يأتي إلى المستشفى مشكوك في إصابته بالفيروس تتم إحالته على قسم للحالات المشكوك فيها حيث تجرى له الاختبارات المجهرية، والحمد لله كل التحاليل التي قمنا بها جاءت سلبية وتم توجيه المرضى بعد ذلك إلى مصالح وتخصصات أخرى للخضوع للفحوصات والعلاجات التي تتطلبها حالاتهم، كما أن مصلحة العزل مازالت كما هي بموظفين مكلفين بهذه المهمة… كيف يتم التعامل مع المغاربة العائدين إلى أرض الوطن؟ بالنسبة للمغاربة العائدين من الخارج عن طريق مطار وجدة أنجاد، يتم توجيههم إلى الحجر الصحي بفنادق بمدينة السعيدية، حيث يتم أخذ عينات منهم وإرسالها إلى مدينة وجدة لإجراء التحاليل المخبرية، إذا جاءت النتائج إيجابية يتم نقلهم إلى مستشفى القرب بالسعيدية حيث يخضعون لبروتوكول العلاج، أما الحالات السلبية فيخضعون مرة أخرى للتحاليل في اليوم التاسع من الحجر الصحي وإذا جاءت النتيجة سلبية يغادرون في اتجاه منازلهم. وما هو تقييمكم للحالة الوبائية بمدينة وجدة؟ الحالة الوبائية في مدينة وجدة وجهة الشرق ككل جد مستقرة، والحالات التي يتم تسجيلها ما هي إلا حالات شاذة تتعلق بالمغاربة العائدين من الخارج، وقد وصلنا إليها اليوم بفضل الله أولا، وثانيا بفضل المواطنين الذين احترموا الحجر الصحي، حيث عبروا عن وعي كبير بخطر هذه الجائحة واحترموا الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وطبقوا التعليمات بحذافيرها، وكانت الجهة من الجهات التي خرجت من الجائحة بأقل الأضرار، والفضل يعود أيضا للسلطات والتدابير الاستباقية التي قاموا بها عن طريق حملات التوعية… والفضل يرجع أيضا للتدابير الاستباقية التي قامت بها المستشفى في ظرف أسبوع قاموا بتجهيز مستشفى داخل مستشفى، حيث تم رفع الطاقة الاستيعابية بالإنعاش من 30 سريرا إلى 80 سريرا وكنا قادرين أن نصل إلى 120 سريرا إذا استدعت الضرورة ذلك، وكنا نستطيع استقبال 200 إلى 250 مريض والحالات الحرجة حتى 80 حالة. كلمة أخيرة: ما يمكنني التأكيد عليه هو أننا سنخرج من هذه الجائحة بأقل الأضرار، إن شاء الله، مادام أن المواطنين يحترمون التباعد الاجتماعي ويضعون الكمامات ويلتزمون بالتعليمات التي تقدمها السلطات والمختصين…