ينحدرون من الوسط القروي لإقليمالصويرة تعيش مدينة الصويرة، على غرار باقي مدن المملكة، على إيقاع دينامية نموذجية وحيوية مفعمة من طرف الفاعلين الجمعويين، لاسيما الشباب منهم، مما ساهم في إطلاق العنان لمزيد من المبادرات والأنشطة التي تستهدف الأشخاص والأسر المعوزة، بهدف دعمهم اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا خلال هذه الظرفية الاستثنائية التي تمر منها البلاد. وفي هذا الصدد، قامت جمعيتا «موغا شباب» و»مغاربة متعددون» بتوحيد جهودهما لإطلاق مبادرة مواطنة تهدف إلى دعم المتمدرسين الصغار (فتيات وفتيان)، لاسيما تلاميذ السنتين الأولى والثانية من البكالوريا بالوسط القروي، من دوار آيت داوود (إقليمالصويرة)، ومساعدتهم على مواصلة دروسهم عن بعد في أفضل الظروف. وترتكز هذه المبادرة المحمودة، المسماة «شارجي ليه»، على منح تعبئات للإنترنت لمدة شهر واحد لتمكين هؤلاء المرشحين لاجتياز الباكالوريا، المنحدرين من عائلات متواضعة أو معوزة، والذين يتابعون دروسهم ويستعدون للامتحانات، من الاستمرارية التربوية ومواصلة عملية التعلم عن بعد دون صعوبة، في ضوء التدابير الوقائية المتخذة لوقف انتشار فيروس (كوفيد- 19). وبالنظر إلى أن ثمن تعبئة الإنترنت أضحى عبئا إضافيا على هذه الأسر المحتاجة خلال هذه الظرفية الدقيقة الناجمة عن تفشي الجائحة وتداعياتها القوية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، فقد قررت الجمعيتان القيام بهذا العمل التضامني من أجل مد يد العون لهذه الأسر، تكريسا للقيم الإنسانية النبيلة التي تشكل أساس الهوية المتعددة لكل مغربية ومغربي. ولضمان نجاح هذه العملية، يؤكد أصحاب هذه المبادرة، أنهم يتوفرون، لهذا الغرض، على قائمة شاملة بأسماء التلاميذ بأرقام هواتفهم، مضيفين أنهم أطلقوا أيضا نداء على شبكات التواصل الاجتماعي لكل شخص يرغب في المساهمة بدوره في هذا العمل الإنساني من خلال منح تعبئة للإنترنت عن بعد لفائدة أحد هؤلاء المرشحين. وفي هذا الصدد، قال رئيس جمعية «موغا شباب»، عثمان مازن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،» إن هذه العملية المنظمة بتعاون وثيق مع جمعية «مغاربة متعددون»، هي امتداد للأنشطة المتعددة التي تم تنظيمها منذ الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية في المملكة، بعد تفشي (كوفيد-19)، سواء من حيث التحسيس بمخاطر فيروس كورونا المستجد أو من حيث المساعدة والدعم، المادي على الخصوص، لفائدة الأسر المعوزة التي تعيش وضعية الهشاشة» ، مضيفا «لقد انخرطت الجمعية بقوة لضمان حصول الأطفال المتمدرسين في دوار آيت داوود بإقليمالصويرة، لاسيما تلاميذ السنة السادسة من السلك الابتدائي، على تعبئات للإنترنت لمدة شهر واحد ليتمكنوا من مواصلة دروسهم عن بعد»، مؤكدا «نحن شباب وتلاميذ سابقون أيضا.. نعلم جيدا أنه خلال هذه الفترة من الاستعداد للامتحانات، هناك عنصر واحد غائب، يتمثل على الخصوص في الربط بالإنترنت في الوقت الراهن، بإمكانه أن يعطل الاستمرارية التربوية ويسبب صعوبات للتلاميذ مما سيجعلهم غير قادرين على متابعة دروسهم عن بعد والاستعداد للامتحانات الإشهادية (الامتحانين الوطني والجهوي)». وأشار المتحدث إلى «أنه بعد حصول المرشحين لاجتياز البكالوريا بدوار آيت داوود على تعبئات للإنترنت، عرفت العملية، التي كانت لها أصداء إيجابية للغاية، توسعا لتشمل متمدرسين شبابا آخرين، حيث تم إرسال لوائح إلى منظمي هذه المبادرة لمساعدة تلاميذ إضافيين في الوسط القروي، من المقيمين في جهات أخرى من المملكة (قلعة السراغنة وطاطا وورزازات وتاونات ووجدة وغيرها)»، موضحا أنه «تم بالفعل إرسال أزيد من 613 تعبئة إلى المستفيدين.. والعملية مستمرة». من جهته، أكد رئيس جمعية «مغاربة متعددون»، أحمد غيات، أنه «مع أعضاء «موغا شباب» كنا نبحث عن القيام بعملية أخرى، بعد «أبواب رمضان» التي حققت نجاحا كبيرا، من خلال عمل ميداني موجه نحو العالم القروي، مع الالتزام في الوقت ذاته بتدابير الحجر الصحي وتجنب الاتصال المباشر». وأوضح الفاعل الجمعوي أنه «عندما علمنا بأن المدارس ستظل مغلقة إلى غاية شتنبر المقبل، فكرنا في المئات من الشباب، المنحدرين من أسر عائلات فقيرة ومعوزة والقاطنين في الدوار، وهكذا ولدت فكرة «شارجي ليه «، متابعا «من جانبنا، قمنا بإطلاق النداء ومشاركة الرسالة على شبكات التواصل الاجتماعي مع أصدقائنا. وبكل صدق، كانت الاستجابة فورية وحماسية. ففي غضون ساعات قليلة، تلقينا العشرات من التبرعات بالتعبئة والاستجابات مازالت مستمرة». «إن نجاح هذه المبادرة يثبت ثلاثة أشياء أخرى: شبابنا في المقدمة وهم في مستوى التحدي، وشبيبة قروية متعطشة للتعليم، ومواطنونا، في غالبيتهم، كرماء للغاية عندما ينخرطون في قضية ما. الكثير من الدروس العظيمة بالنسبة لمغرب الغد» يخلص المتحدث ذاته.