شكل مهرجان اللوز المنظم كل سنة بتافروات، زيادة على الفرجة التي يمنحها للجمهور من خلال سهراته الفنية الليلية، فرصة ثمينة وسانحة لفلاحي المنطقة وللتعاونيات النسائية المهتمة بإنتاج زيت أركَان وأملو(طحين اللوز+ زيت أركَان)من أجل الاستفادة من العروض العلمية الملقاة في ثلاثة لقاءات نظمتها جمعية اللوز بتافراوت حول التحسين الوراثي والإكثار والمتابعة التقنية لأشجار اللوز، والإمكانيات التكنولوجية لتثمين جودة ثمارها عالميا . وذهبت العروض العلمية التي ساهم بها خبراء مغاربة في الإنتاج الفلاحي إلى أن جودة لوز منطقة تافراوت تعد من الإنتاجات المحلية ذات الجودة العالية لكون أشجار اللوز هنا من المزروعات البورية الجبلية غير المسقية مما جعل ذوقها وجودتها تتميز عن جودة مناطق أخرى وطنيا وعالميا وهذا ما جعل تافروات تتميز بعلامة الجودة في هذه المادة إلى جانب جودة زيت الزيتون وزيت الأركَان. لكن الحفاظ على هذه الثروة الفلاحية من شجر اللوز رهين في نظر الندوات العلمية بالإكثار من تشجير هذه المادة والمتابعة التقنية المستدامة لبساتين اللوز ومكافحة الآفات والأمراض التي تصيب من حين لآخر شجرة اللوز والحفاظ على البيئة من كل ما قد يتهددها، سواء من طرف الإنسان أو الحيوان أو الكوارث الطبيعية كالفيضانات وانجراف التربة وانهيار مدرجات الجبال... وهكذا تحدثت العروض العلمية عن كيفية الحفاظ على مزروعات اللوز بمدرجات الجبال كتقنية فلاحية معروفة بالمغرب منذ العهد المرابطي والموحدي، ولاتزال مستمرة بالعديد من المناطق الجبلية بالمغرب وخاصة بمنطقة تافروات، بحيث قدمت تلك العروض تقنيات فلاحية حول إعادة تأهيل وتعزيز شجرة اللوز، وإعادة تأهيل المدرجات الجبلية ومزارع اللوز بأيت باها المعروفة بطبيعتها الجبلية وببرودة طقسها في فصل الخريف والصيف. وبالتالي فالمغرب الذي يحتل الرتبة السادسة عالميا في إنتاج اللوز، لابد أن يستفيد من تجارب دول رائدة في إنتاج هذه المادة، وأن يعمل على الإكثار منها من أجل ضمان مضاعفة الإنتاج وطنيا لكن بجودة عالية حتى يحسن من رتبته عالميا، ويضاعف من صادراته في التسويق الداخلي والخارجي ويُحسن من الدخل الفردي السنوي للمزارعين من هذه المادة، وإنعاش مداخيل التعاونيات النسائية المنتجة للوز مادة أملو وجميع مشتقات زيت الأركَان. فهناك مساحات جبلية شاسعة تحتاج اليوم إلى عمليات جماعية «تويزة» لتشجير وتخليف أشجار اللوز والزيتون وتخصيص اعتمادات مالية لذلك، على غرار تجربة غرس وتشجير الزيتون بجماعة تيغمي بإقليم تزنيت كمشروع نموذجي يمتد على مساحة 50هكتارا تطلب تجهيزه بتقنيات عصرية استثمارا كلف وزارة الفلاحة هذه السنة 4,2 ملايين درهم من أجل تجهيزه بتقنيات السقي الموضعي مع تسييج محيطه لحمايته، مما قد يتهدده من قبل الإنسان والحيوان.