جرت المباراة بين حسنية أكادير والجيش الملكي، برسم الدورة 22 من البطولة «برو»، في أجواء جد ساخنة. فقد كانت هناك أولا حرارة الطقس الزائدة، في يوم يذكر بأيام شهر غشت، وفي توقيت غير ملائم بتاتا. كما أن أجواء الملعب عرفت شنآنا وتبادلا لشعارات نارية بين أولترات الفريقين، علما بأن المباراة رافق كل مراحلها استنفار أمني كبير. ويبدو أن التوتر بين أولترات الفريقين يعود، حسب ما نشرته بعض المصادر، إلى كون جانب من الجمهور العسكري حاول الدخول مع فصيل من جمهور الحسنية في صراع بشأن تيفو للأكاديريين تم حجزه وتمزيقه بالرباط. طبعا كل هذا للتأكيد على أن العلاقة بين الفصيلين هي في أسوآ أحوالها. المباراة عرفت شوطين متباينين، الأول حضر فيه فريق الحسنية بقوة، عكستها حركية خط هجومه بواسطة الثلاثي حفيظ ليركي، والحداد، وبديع أووك. هذا الأخير شكل سما حقيقيا بالنسبة لدفاع الفريق العسكري، وبالأخص لمدافعه أنس عزيم، الذي عانى كثيرا في مراقبته للمهاجم الشاب للحسنية. وسيتمكن الفريق الأكاديري مند الدقيقة 15 من تسجيل هدف التقدم، وذلك من هجوم قاده أووك، ومرر صوب الحداد، والذي بدوره مرر بالرأس كرة على طبق لم يجد ليركي أي عناء في وضعها في الشباك. وقد كان بإمكان فريق الحسنية أن ينهي هذا الشوط متقدما بأكثر من هدف واحد، حيث كاد زكريا سفيان أن يضيف هدفا من كرة مده بها رضوان المرابط (د12)، كما ضاعت من أووك فرصة هدف محقق من قذفة قوية صدتها العارضة الأفقية (د. 19). كما ضاعت من نفس اللاعب فرصة أخرى محققة من كرة مده بها الرواني، الذي يبدو أنه وجد موقعه داخل الفريق الأكاديري. أما الفريق العسكري فلم يبق مكتوف الأيدي، بل قام بمحاولات بواسطة النغمي والولجي، خلقت الخطورة أمام مرمى فهد لحمادي، الذي كان متيقظا طيلة لحظات المباراة، قبل أن يتم تعويضه في آخر المباراة من طرف هشام لمجهد، وذلك بسبب الإصابة. وخلال الشوط الثاني أقدم مدرب الفريق العسكري، حمادي حميدوش على القيام بعدد من التغييرات، بإقحام اليوسفي كبديل لبنجلون وإجروتن مكان قرناص، ثم يوسف أنور كبديل لهرماش. هذه التغييرات أتاحت للفريق العسكري أن يتفوق على مستوى خط الوسط، وأن يتحرك هجوميا بفاعلية أكبر، خصوصا أن خط دفاع الحسنية، الذي تلقى نفس عدد الأهداف التي سجلها خط الهجوم، ليس دائما مصدر اطمئنان كبير. لكن مواجهته خلال هذا الشوط لهجومات الفريق العسكري أعطته العلامة الكاملة، حيث سيتمكن أمام الحملات المتوالية للزوار من أن يحافظ على شباك فريقه نظيفة، ويتيح للحسنية أن تنتزع انتصارا ثمينا، أعاد الاطمئنان إلى جمهوره ومحبيه. ويبقى أن نشير الى التحكيم الجيد لحكم المباراة كريم صبري ومساعديه، رغم أن عناصر الفريق العسكري طالبته بضربة جزاء من كرة لمست يد أحد مدافعي الحسنية. هذا مع الإشارة إلى أن الأجواء الساخنة والحارة، التي عرفتها هذه المباراة، قد امتدت إلى المنصة الشرفية التي عرفت تبادلا للشتم وعراكا بين شخصين، فاعلين رياضيين فيما يبدو، أرادا تسوية مشكل بينهما خارج الملعب بحسمه في المنصة. وهذا يؤشر على أن الفرجة في بعض ملاعبنا أصبحت ضريبتها وفاتورتها جد مكلفة.