عادت قضية فتح الحدود لتطرح بإلحاح بين البلدان الاوربية، بل ان القضية مطروحة حتى بين أعضاء فضاء شينغن الذين كانوا في السابق لا يخضعون لهذه القيود. لكن جائحة كورنا مرت من هنا، لتدفع العديد من البلدان الى اغلاقها من جديد بعد ان تخلت عنها مند سنوات. اليوم طالبت المندوبية الاوربية البلدان الأعضاء إعادة فتح الحدود من اجل انقاد قطاع السياحة الذي اصبح مهددا بالإفلاس في مجموع البلدان الاوربية.خاصة ان هذا القطاع يوظف 12 في المائة من السكان في هذه البلدان. كما طالبت المندوبية بفتح الحدود من دون تمييز بين السكان والدول، أي بالسماح للمهاجرين المقيمين بهذه البلدان بالتنقل. هذه الإجراءات اعادت الامل من جديد للمغاربة المقيمين باوربا بإمكانية زيارة بلدهم الأصلي في الصيف المقبل، على اعتبار ان هذه الإجراءات سوف تطبق في اغلب البلدان انطلاقا من منتصف شهر يونيو المقبل. يبقى السؤال هو هل السلطات المغربية قادرة على رفع هذا التحدي وهو استقبال السياح الاوربيين والمغاربة المقيمين باوربا في ظل التعايش مع هذا الوباء . من اجل انقاذ الموسم السياحي من الافلاس وذلك بتنسيق مع بلدان الاتحاد الأوربي الذي يعتبر المغرب شريك اقتصادي وتجاري قديم لهذه البلدان. وفي هذا الاطار اعلنت ألمانيا الأربعاء الماضي أنها تسعى الى رفع القيود على حركة التنقل على حدودها التي وضعت في إطار التدابير للوقاية من فيروس كورونا المستجد، في منتصف يونيو المقبل، وفق وزير الداخلية هورست شيهوفر. وأضاف في مؤتمر صحافي إن ألمانيا، والبلدان المجاورة، فرنسا ،النمسا وسويسرا، «وضعت لنفسها هدفا واضحا هو العودة الى حرية التنقل في أوروبا اعتبارا من منتصف يونيو» بشرط أن يكون الوباء تحت السيطرة. وأكد أن هذه الدول اتفقت على تمديد القيود السارية لمدة شهر اعتبارا من 16 ماي لكن مع تخفيفها بعض الشيء. وأوضح الوزير الألماني أن الحدود مع لوكمسبورغ والدنمارك ستفتح في الايام المقبلة.. وفي ما يخص الحدود الفرنسية-الألمانية، اتفقت باريس وبرلين على «تسهيل الحياة اليومية للسكان على الحدود» عبر المواقفة بحلول 15 يونيو على «مبدأ مواصلة الفتح المنسق والتدريجي لنقاط العبور الحدودية»، وفق بيان مشترك لوزيري داخلية البلدين. وأعلن كريستوف كاستانير وهورست زيهوفر أن تدابير رقابية «حيوية وموجهة» ستلي تدابير المراقبة الجامدة والدائمة التي كانت سارية حتى الآن.. وستطبق استثناءات جديدة على دخول الأراضي الفرنسية مثل حق زيارة الزوج أو الزوجة أو الشريك أو الشريكة من جانبي الحدود، فضلا عن حضانة الأطفال أو زيارة أحد الوالدين في دور العجزة.. وفرضت ألمانيا قيودا في منتصف مارس على حدودها مع الدول المجاورة بهدف احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد. وسمح فقط للعاملين عبر الحدود أو شاحنات نقل المواد الغذائية بالمرور، وحظرت الزيارات ذات الطابع الخاص.. وتزايدت الدعوات لإعادة فتح الحدود سريعا في الأيام الماضية في ألمانيا مع تباطوء انتشار الوباء الذي دفع بدول عدة الى بدء تخفيف إجراءات العزل. كما أطلقت النمسا ولوكسمبورغ دعوات في هذا الصدد.. من جهة أخرى، أصدرت ألمانيا تحذيرا من السفر السياحي الى الخارج حتى منتصف يونيو. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان «بالنسبة لأوروبا، سيكون بالتأكيد من الممكن رفع التحذير على السفر في وقت أقرب مقارنة مع وجهات أخرى. وشجع الاتحاد الأوروبي الأربعاء الماضي الدول الأعضاء ال27 على فتح حدودها الداخلية لإنقاذ العطل الصيفية لملايين الأوروبيين، وتجنب غرق القطاع السياحي الذي تضرر كثيرا جراء تفشي فيروس كورونا المستجد. وقالت نائبة رئيسة المفوضية الدنماركية مارغريت فيستاغر في مؤتمر صحافي في بروكسل «لن يكون الصيف عاديا … لكن إذا بدل الجميع مجهودا، لن يكون علينا قضاء الصيف بمنازل أو أننا لن نخسر الصيف بالكامل بالنسبة للقطاع السياحي. وتدعو المفوضية الأوروبية إلى إعادة فتح الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي بطريقة «منسقة» و«بأكبر قدر من الانسجام» وبشكل «غير تمييزي» .. وطالبت ان يشمل اجراء فتح الحدود كل المواطنين وبدون تمييز أي فتح الحدود ايضا امام المهاجرين المقيمين بهذه البلدان. وهو اجراء يمكن ان يستفيد منه المغرب، من خلال فتح حدوده مرة اخرى امام الزوار الاوربيين وكذلك المغاربة المقيمين باوربا، وذلك في ظل التعايش مع هذا الوباء، وسيكون فرصة لتغطية على الخسائر الكبيرة منذ شهرين بسبب اجراءات العزل المفروضة لاحتواء الوباء العالمي.