استفاقت مدينة العرائش، صباح أول أمس، على وقع مفاجأة صادمة إثر تحولها إلى بؤرة جديدة لتفشي وباء كورونا المستجد بعدما عادت إلى صفر حالة و لمدة تفوق الأسبوعين، البؤرة الجديدة ظهرت بمعمل لتصبير السمك الذي يقوم بتشغيل حوالي 4000 من اليد العاملة، الأمر الذي يهدد الصحة العمومية و ينذر بكارثة قد تحل على المدينة وساكنتها، ما دفع والي الجهة إلى زيارة المدينة للوقوف على الوضع و متابعته و حشد و تعبئة كل السلط المحلية و الاقليمية و جميع المصالح وكذا العمل على توفير الامكانيات المتاحة من أجل تفادي الانتشار السريع للعدوى. وقد كشفت التحاليل المخبرية عن إصابة 13 حالة تأكدت إصابتها بفيروس كورونا المستجد متفرقة على مختلف أحياء المدينة، فيما تم استبعاد 92 حالة جاءت نتيجتها سلبية في انتظار الكشف عن باقي المخالطين بمعدل 150 تحليلة مخبرية في اليوم الواحد. وتفاديا لأي انتقال محتمل للعدوى، فقد سارعت السلطة المختصة لحث الإدارة على غلق المعمل لمدة 14 يوما مع إخضاع جميع العاملات للحجر الصحي لنفس المدة. وفي تصريح أدلى به عبد الخالق الحمدوشي، الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل بالعرائش، أكد أن الشركة في إطار الانخراط في المجهودات المبذولة للوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد في الوحدات الصناعية و بناء على التزامها بمخرجات حوار سابق أعفت جميع العاملات ذوات الملفات الطبية أو التي لها مبررات موضوعية أو بناء على طلبها مع الحفاظ على جميع حقوقها في الأقدمية إلى غاية انتهاء الحالة الوبائية، وذلك من أجل التخفيف من العاملات والعمال وتفادي الاكتظاظ والاختلاط. كما أكد الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل على أن الشركة تحترم كافة الشروط الضرورية للنظافة و ملتزمة بجميع الاجراءات الاحترازية للوقاية من وباء كورونا المستجد، معربا عن قلقه من بعض العادات القديمة والسلوكات والممارسات المحدودة و المعزولة لبعض العاملات، لاسيما في وسائل النقل الخاص بالشركة و ممرات الدخول و الخروج وأثناء فترات الاستراحة والأكل، إذ تعرف بعض الخرق في قواعد التباعد و النظافة، و في نفس الوقت أكد على ضرورة توفير مرافقة طبية نظرا للصدمة التي خلفها عدد الإصابات مع توسيع نطاق إجراء الكشوفات المخبرية لتشمل جميع العاملات بشكل أسرع وبالتالي الحد من تفشي الوباء. و في اتصال بنادية رحال، المناضلة النسائية و نائبة رئيس المجلس الجماعي بالعرائش، أكدت على ضرورة التدخل العاجل لحماية النساء العاملات من تفشي فيروس كورونا المستجد خاصة وزارة التشغيل بالمدينة، كما دعت إلى تقسيم العاملات لمجموعات متفرقة في اليوم احتراما للتباعد الاجتماعي داخل الوحدة الصناعية، واحترازا أكثر للتقليص قدر الامكان في الحدود الدنيا لعدد العاملات. و أضافت نادية رحال، أن الوضعية الحالية تستدعي أخذ مزيد من الحيطة و الحذر و الالتزام التام بقواعد التباعد الاجتماعي و اعتماد اجراءات الوقاية و النظافة بشكل صارم أمام محدودية الامكانات المتعلقة بالخدمة الصحية بالإقليم، منوهة بحجم المجهودات المبذولة من قبل المنظومة الصحية ببلادنا و السلطة المحلية بالإقليم. وتجب الاشارة إلى أن المعمل الخاص بتصبير السمك بالعرائش يعد من بين المصانع التي تشغل أكثر عدد من العمال وتصل قدرة تشغيله لأكثر من 5000 من اليد العاملة، مما يؤرق ساكنة المدينة حول مستقبل المصنع بعد انتهاء مدة الحجر الصحي.