يخلد المجتمع الدولي يوم 21 مارس من كل سنة، اليوم العالمي للغابات الذي يعد مناسبة للتأكيد على ضرورة عكس منحى إزالة الغابات وفقدانها، والحفاظ على مختلف أنواع الغابات. ويشكل الاحتفال بهذا اليوم العالمي الذي خلد هذه السنة تحت شعار «الغابات والتنوع البيولوجي: ثروات ثمينة لا ينبغي فقدانها»، مناسبة لدعوة البلدان إلى الانخراط في الجهود المحلية والوطنية والدولية لتنظيم أنشطة ذات علاقة بالغابات والأشجار، على غرار حملات التشجير. وسلط الاحتفال باليوم العالمي للغابات هذه السنة الضوء على الصلات القائمة بين الغابات والتنوع البيولوجي الثري الذي تدعمه. ويهدف مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي المزمع تنظيمه في شهر أكتوبر المقبل، إلى اعتماد إطار عالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 الذي يتضمن أهدافا طموحة جديدة سيتم تعزيزها بآليات قوية للتنفيذ والتمويل. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في رسالة وجهها بالمناسبة، إلى جعل 2020 «السنة التي نعكس فيها مسار إزالة الغابات وفقدانها». وذكر «بأن الغابات تغطي نحو 30 في المائة من مساحة اليابسة على كوكبنا، وتحتضن حوالي 80 في المائة من جميع الأنواع التي تعيش على البر. وتوفر الغابات للبشرية طائفة من خدمات النظم الإيكولوجية تتنوع ما بين تنقية الهواء والماء وإنتاج الأغذية والأدوية والأخشاب والمنتجات الورقية». وسجل الأمين العام الأممي « أن الغابات تضطلع بدور هام كبالوعات للكربون، على اعتبار أنها تمتص حوالي ملياري طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا». وأكد على ضرورة تدبير الغابات بشكل مستدام من أجل سد الفجوة بين الحاجيات والتوقعات في مجال الحد من الانبعاثات والحد من الاحترار العالمي بما لا يزيد عن 1.5 درجة مائوية مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي. وأكد غوتيريس أن «بيئتنا العالمية تتدهور بسبب خياراتنا التي لا تتوافق مع مطلب الاستدامة، فالطريقة التي نستهلك بها الموارد الطبيعية تعجل بفقدان التنوع البيولوجي وتزيد من حدة تغير المناخ»، داعيا في هذا الصدد جميع الحكومات والمقاولات والمجتمع المدني إلى «اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف إزالة الغابات وترميم الغابات المتدهورة»، «كي يتسنى للأجيال المقبلة التمتع بمستقبل أكثر مراعاة للبيئة وأوفر صحة». يذكر أن منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة (فاو) اقترحت برنامجا افتراضيا للاحتفال بهذا اليوم العالمي، جراء الإجراءات الاحترازية التي تم اعتمادها بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19). ودعت الفاو على موقعها الإلكتروني، إلى الاحتفال بهذا اليوم العالمي عبر تقاسم أشرطة الفيديو المتوفرة على الموقع بعدة لغات، ذات الصلة بهذه التظاهرة، فضلا عن المشاركة في التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي باستعمال تغريدة (اليوم العالمي للغابات). يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت سنة 2012 يوم 21 مارس من كل سنة يوما عاميا للغابات. ويشكل هذا اليوم مناسبة للاحتفاء بالغابة بشتى أنواعها والتحسيس بأهمية جميع أنواع الغابات والأشجار بالنسبة للأنظم البيئية. ويتم كل سنة تخصيص موضوع خاص للاحتفال بالغابات.