مع بداية تسجيل الحالات الأولى من فيروس كورونا الخطير، في بلادنا، تحول قائد ملحقة حي اشماعو، والمعين حديثا فيها بعد الحركة التي قامت بها وزارة الداخلية في صفوف رجال السلطة، إلى رجل جمعوي بامتياز. وأصبح القائد ذو الأصول الصحراوية، ملازما لكل الشوارع، من أجل تطبيق الحجر الصحي، والسهر على أن تتوقف الحركة نهائيا ابتداء من الساعة السادسة مساء. وحتى تنجح حملات المجتمع المدني التوعوية، في حي اشماعو، أصبح قائد هذه الملحقة واحدا من مؤطريها ،حيث لا تتحرك أية قافلة، إلا ويتقدمها وقد يقوم بهذه العملية مرات عديدة في نفس اليوم ، صحبة الجمعيات التي تبرمج حملات التوعية من أجل الحد من انتشار وباء كورونا. وحتى تنجح هذه الحملات، يسهر القائد، على حضور رجال الأمن ،ورجال القوات المساعدة. وكشف حضور رجال السلطة وأعوانها ورجال الأمن ورجال القوات المساعدة، عن التحول الكبير في مهام هذه الفئة التي كان ينظر إليها أنها تحب إعطاء الأوامر ،إلى فئة تضحي بسلامتها الصحية من أجل ألا ينتقل فيروس كورونا إلى المواطنين. وتقاسم المواطنون بكثير من الإعجاب فيديو القايدة «حورية»خاصة بطريقتها العفوية في مطالبة سكان مقاطعتها، بإخلاء الشارع حيث كانت وحيدة تردد أسماء التجار وكأنها أستاذة في حجرة درس كما أنها تعرفت عليها من خلال أصواتهم فقط.» وتابع كذلك المغاربة الحركة النبيلة التي قام بها مجموعة من رجال الأمن، في الدارالبيضاء لما ردوا تحية السكان الذين استقبلوهم بالنشيد الوطني بتحية ستبقى خالدة في أرشيف مديرية الأمن الوطني التي مافتئ موظفوها يقدمون دروسا في المواطنة. وكشف لنا فيروس كورونا ، رغم خبثه، الأيادي الناعمة للعديد من رجال السلطة ومستواهم الثقافي وطريقة تواصلهم وطريقة تعاملهم مع المواطنين ، من أجل تطبيق تعليمات الحجر الصحي. وسيبقى نساء ورجال التعليم شاكرين شهادة قائد فيهم لما حل ليلا بأحد الشوارع حيث نوه عبر مكبر الصوت، بالعمل الجبار الذي يقوم نساء ورجال التعليم من أجل إنجاح التعليم عن بعد، بعد إغلاق المؤسسات التعليمية جراء جائحة كورونا.