اليوم الاثنين 23 مارس ، صباح ربيعي دافئ وجميل بشفشاون يبعث في النفس الإيمان القوي والأمل بالغد، لأن فيروس كورونا ستتحداه هذه المدينة المجاهدة بقول الحق وتلاوة الذكر الحكيم . ولهذا فمدينة شفشاون الجبلية ، أبهرت العالم وأعطت المثال في التزام ساكنتها بالتقيد بقرار الحجر الصحي والتزمت بما قررته السلطات العمومية بالتزام البيوت، واعترفت أن الدولة تبدل جهودا معتبرة اعترف العالم بفعاليتها. ويذكر أن أمس الأحد ، تجنَّدت السلطات الإقليمية، والأطر الطبية بما فيها المدير الاقليمي للصحة الدكتور آمال كمال، وكلهم رفعوا من منسوب الجاهزية لحالة الطوارئ وحالات الاستعجال، حينما وضعت سيدتين بالمستشفى الاقليمي محمد الخامس، تحت الحجر الصحي ، وظل الجميع ينتظر النتيجة بقلق شديد ، ليعلن في المساء أن نتيجة السيدتين سلبية ، لتغادرا حينها المستشفى ، وهذا الخبر بعث الفرح والطمأنينة في ساكنة شفشاون ، التي تعاملت مع الخبر والحدث بروح إنسانية وانضباط حيث لم يسجل أي تهور في نشر الإشاعة من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت خلال هذه الأيام ( الجمعة، والسبت، والأحد) وسائط التواصل الاجتماعي «واتساب وال «فيس يبوك» وأيضا طيلة الأيام الماضية، من إعلان حالتين جديدتين بتطوان ، تدور كلها حول تهور وعدم مسؤولية طبيب وزوجته الطبيبة المتقاعدة ، بل وحملتهما المسؤولية لما ستؤول إليه الأوضاع الصحية بتطوان وشفشاون خاصة أن هذا الطبيب كان يمارس مهامه بصفة»طبيب للنساء والتوليد». بل ولم تسلم المصحة التي كان يشتغل بها الطبيب من توجيه سهام العتاب والانتقاد، وهو ما دفع بالسلطات المسؤولة صبيحة السبت الماضي إلى إخضاع جميع مرافق المصحة إلى التعقيم، لتباشر تقديمها خدماتها الطبية في المساء. ومع سيل الانتقادات ومنسوب الهلع والخوف لم يتوقف رغم كل الإجراءات التي اعتمدتها السلطات الطبية بالإقليم، بل ومازاد من حجم الانتقادات الخرجات الإعلامية لمسؤولي المصحة، مما اضطر مندوبية الصحة بمعية مجلس هيئة الأطباء بالشمال إلى إصدار قرار بإغلاق المصحة وكذا عيادة الطبيب إلى أجل غير مسمى. وبالاعلان عن نتائج سلبية بشفشاون نقول شكرا لرجال ونساء الصحة بإقليم شفشاون على روح المواطنة وتواجدهم في مقدمة الحرب ضد فيروس كورونا ، في لحظة إنسانية رفيعة من أجل أداء الواجب الوطني بإخلاص . وشفشاون، كما يعرفها المغاربة بجمالها وروحها الصوفية، بمساجدها وزواياها ترفع اليوم شعار التحدي، لتنتصر على فيروس كورونا والتحكم والسيطرة على الوضع بالإقليم حتى لا يزحف إليها . اليوم شفشاون بجميع مكوناتها من سلطات محلية ولجنة اليقظة ، وأمن ودرك ملكي، ورجال ونساء الصحة، ووقاية مدنية، وإعلام ، وفعاليات مدنية ، كلهم مجندون .. من أجل أن تكون شفشاون مدينة الأولياء والشرفاء والمبدعين والجمال؛ حصنا حصينا بحول الله، ولطفا منه ضد جائحة فيروس كورونا .. والمجد أيضا لكل الذين يحرصون على التقيد بالقرارات الطبية بغسل اليدين وتعقيم فضاءات المدينة وتعقيم منازلهم وتجنب التجمعات.