لقد شكلت حركة 20 فبراير جزءا فاعلا من الحركة الاجتماعية الاحتجاجية العربية الفبرارية, في إطار ما يسمى بالربيع العربي.. وبالتالي فقد شكلت عنوان الربيع المغربي وفق صيرورات يمكن رصدها في الآتي: 1 على مستوى البنيات: أ- حركة شبابية مفتوحة على كل التيارات والاتجاهات المناصرة لمشروعها. ب- حركة اتخذت صورة احتجاج جماهيري واسع في كل أنحاء المغرب. ج- حركة ذات ملمح إصلاحي لاجذري باعتبار تبنيها للنظام الملكي مع الدعوة إلى تغيير محتواه نحو ملكية برلمانية، في إطار ملك يسود ولا يحكم (الحكومة هي المسؤولية سياسيا عن كل الشؤون اليومية للمواطن،وأن هذه الدعوة هي لب الانتقال الديموقراطي الفعلي ذو الصبغة الكونية. 2 على مستوى الأفعال: لقد حققت حركة 20 فبراير كثيرا من المطالب العريضة الأساسية، بل واستعجلت الاستجابة إليها: - تلبية مطالب الحركة الأمازيغية (اعتبار اللغة الأمازيغية لغة رسمية وليس لغة وطنية فقط). - تلبية مطالب الحركة النسائية: باعتبار التناقض (المناصفة أمر دستوري). 3 على المستوى الاجتماعي: - تلبية رغبة عريضة في تشغيل المعطلين (ربما أكبر دفعة في هذا المسار). -على المستوى السياسي: الاستجابة للمنهجية الديموقراطية بتعيين رئيس الحكومة من الأغلبية الفائزة في الاستحقاقات. 3 على المستوى التنظيمي: حركة شبابية ارتكبت أخطاء مميتة على المستويين التاليين: - اندساسها وانغماسها في مقرات التنظيمات الجذرية, سواء على الصعيد اليساري أو على صعيد الإسلام السياسي، على خلاف الحركات الشبابية في الأقطار العربية. إن الحركات الاحتجاجية عموما لا يمكن إصدار حكم عليها في الراهن في الذكرى الرابعة لانطلاقها تحديدا، لأن الديناميات الاجتماعية، قد يكون لها صدى عميقا وبعيدا في الزمن والتحولات، حيث لا يمكن اعتبار لحظة الكمون هنا والآن، لحظة دائمة, إلا إذا كان الإصلاح مسترسلا ومواكبا وعميقا أيضا.