في إطار انفتاح مهرجان «الأيام السينمائية لدكالة» بالجديدة، على الجماعات التابعة للإقليم، وسعيا منه لخلق نشاط سينمائي لفائدة شباب قرى ومدن الإقليم وإطلاعه على الفن السينمائي، نظمت جمعية «البريجة للثقافة والفنون» بالجديدة، بتعاون مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والشبيبة والرياضة بالجديدة – قطاع الثقافة – وجماعة مولاي عبد لله، عرضا سينمائيا لفيلم «العربي» .. سيناريو وإخراج: إدريس لمريني، مساء يوم الأربعاء:26 فبراير 2020 في دار الشباب مولاي عبد الله، حضرته ثلة من رواد الدار لاسيما الأطفال العاشقين لكرة القدم والمنخرط عدد منهم في فرق محلية رفقة المنشط التربوي السيد فيصل الحسناوي. كما حضر العرض وساهم في مناقشته الفنان عبد الفتاح وكيلي عضو جمعية ومجموعة «جيل العيطة» بالجديدة، إضافة إلى أعضاء إدارة المهرجان المنظم لهذ النشاط: الآنسة جميلة عاصم، مصطفى رضوان، أمين الطاهري فأيوب العديدي. تلت العرض مناقشة بيّن فيه أولئك الأطفال عن ذكاء نير كما تابعوا أحداث الفيلم بانتباه ملحوظ. فيما يلي ملخص لمجمل ما راج بهذه المناقشة. – «بيعوا برج إيفل، لكن لا تبيعوا العربي»1 يعتبر الفيلم درسا أو بالأحرى مجموعة دروس استقيناها من شخص اللاعب المغربي المتفرد العربي بن مبارك المُلقب ب»الجوهرة السوداء». وهو فيلم كما ورد بملخصه، مستوحى من حياة هذا اللاعب الأسطوري. من أهم الدروس التي حبل بها: – درْس في الأخلاق والسلوك القويم.. في الوطنية والفداء (لقطة تهريبه لمسدس داخل دلّاحة ليسلمه لفدائي).. وفي حب كرة القدم لحد الجنون رغم عقاب أخيه الأكبر لتركها إلى أن أصبح نجما شهيرا في المغرب كما في أوربا محققا عدة انتصارات مشهودة لنادي مارسيليا الفرنسي كما جلب الفوز باللقب 5 مرات متتالية لفريق أتليتيكو دو مدريد الإسباني.. إلى درجة أن الصحفي الفرنسي الذي كتب السيرة الذاتية للعربي بن مبارك، قال عنه حين أراد الفريق الإسباني شراءه من نظيره الفرنسي: «بيعوا برج إيفل لكن لا تبيعوا العربي» .. 2 – «العربي بن مبارك أوركيسترا قائمة الذات» قال عنه صديقه الملاكم الفرنسي مارسيل سيردان – حبيب النجمة الفرنسية الشهيرة إديث بياف الذي توفي في حادث طائرة حين كان في طريقه إليها بأمريكيا – كما أنه هو الذي شجعه على الالتحاق بفرنسا وأوربا عامة، قال مارسيل: « العربي بن مبارك لم يكن فقط قائد أوركسيترا في الملعب، بل كان هو الأوركيسترا نفسها»..وكأنه يمثل لوحده فريقا متكاملا. لكن ولع العربي بالكرة لم ينسه وطنيته ولا حبه لبلاده وملكه حين قال بالحرف لأخيه: «حب الوطن في القلب.. وحب الكرة في الرجل.. ويحيا السلطان». 3 – «مسلم مغربي أسود لا يغير لونه، ولا دينه، ولا جنسيته، ولا وطنه» – درْس في تشبثه بدينه وهويته، إذ لم يذق ولا مرة واحدة قطرة خمر ولا دخن سيجارة.. وحين كان يتواجد ضمن حفل به فرنسيون أو إسبان يقرعون كؤوس الشمبانيا احتفاء بتوشيحه بميدالية ما أو توقيع عقد معه، يقرع هو كأسا مملوءة بالحليب. هذا دون أن يتخلى عن الجبة والطربوش المغربيين كما كان يقيم الصلاة في مواعيدها أينما وُجد. قبل ارتباطه بزوجته الفرنسية اشترط عليها اعتناق الإسلام ففعلت، كما رفض استضافتها ببيته – وفي فرنسا – قبل عقد قرانه عليها، قال لها حين طلبت منه تغيير بعض عاداته وهندامه: «مسلم مغربي أسود لا يمكن أن يغير لا لونه.. ولا دينه.. ولا جنسيته.. ولا وطنه». 4 – «موت العربي بن مبارك، موت جيل بكامله» – درْس في عزة النفس والكرامة رغم الضائقة المالية والصحية التي عاناها في آخر حياته.. فهو لم يسع للتملق ولا لاستجداء هبة ولا مساعدة ولا أي شيء… فعاش بكرامته وكبرياء وهو الذي فقد 3 أولاد من فلدة كبده وثلاث نساء عزيزات: والدته وزوجتيه المغربية والفرنسية دفعة واحدة. – درْس في الطموح والثقة في النفس إلى حين تحقيق الهدف الأسمى رغم قساوة الظروف المحيطة به: اليتم، الفقر، الاستعمار الفرنسي… بُعيد وفاة العربي قال صديقه المغربي الذي كان يدير المقهى التابع للنادي المغربي للرياضة، وهو يبكيه في الملعب الذي يحمل اسمه الآن: «بموت العربي بن مبارك مات جيل بكامله». 5 – تشخيص وموسيقى مؤثران بالنسبة للجانب الفني في الفيلم تميز في عنصر التمثيل معظم الممثلين لاسيما ممثل دور العربي في شبابه محسن المهتدي وهو أحد خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي. كما محمد خشلة في دور العربي خلال الشيخوخة، فضيلة بنموسى (والدته)، عبد الحق بلمجاهد (أخوه) فبشرى أهريش زوجة هذا الأخير… تبقى إشارة دالة بخصوص عنصر الموسيقى التصويرية التي وقعها الفنان يونس ميگري والتي مزج فيها بين الطابعين الغربي والمغربي تماشيا مع الحياة المزدوجة للعربي بن مبارك بين أوربا والمغربي، فبرزت القيثارة والبانجو والصاكصفون إلى جانب العود وخصوصا السنتير أو الهجهوج الگناوي انسجاما مع اللون الأسمر للعربي بن مبارك. طوبي لأطفال مولاي عبد لله الذي تعرفوا على الأقل على حياة لاعب مغربي كبير، هذه المعرفة التي يفتقدها حتى الكثير والكثير من الكبار ممن لا يعرفون في كرة القدم سوى ميسي ورونالدو… ويجهلون أنه كان لدينا أيقونة دولية في كرة القدم لُقبت ب»الجوهرة السوداء» وقبل أن يُخلع اللقب على اللاعب البرازيلي بييليه.. هذه الأيقونة المغربية تُسمى: «الحاج العربي بن مبارك