الأخبار السيئة حول انتشار فيروس كورونا مازالت تنتشر بأوروبا وفرنسا، فقد تم، أول أمس الاثنين، التأكيد على إصابة وزير الثقافة فرانك ريستر بفيروس كورونا المستجد /كوفيد 19، بعدما أجرى فحوصات طبية إثر ظهور عوارض المرض عليه، لكنه “في حالة جيدة ويلازم منزله”، حسب مصادر من وزارة الثقافة، وحسب عدة مصادر فإن الوزير أصيب فى الجمعية الوطنية الفرنسية البرلمان، حيث تم تشخيص عدد من الإصابات بالفيروس، وصلت إلى خمس حالات، واثنين من الموظفين… وبعد إعلان إصابة الوزير، تقرر عدم مشاركته خلال نهاية الأسبوع في فعاليات تتعلق بحملته للانتخابات البلدية بالقرب من باريس، كما أن هناك تخوفات حول باقي أعضاء الحكومة، بعد أن شارك الوزير الأسبوع الماضي في مجلس الوزراء بقصر الإيليزيه، حيث تم اتخاذ عدة إجراءات به من أجل حماية رئيس الدولة ايمانييل ماكرون من هذا المرض وباقي أعضاء الحكومة لضمان استمرارية مؤسسات الدولة. في هذه الأجواء تم إلغاء العديد من الأنشطة الرياضية، أو إجراء مقابلات بدون جمهور، كما حدث لمقابلة باريس سانجيرمان ودورتموند الألماني بالعاصمة الفرنسية، ناهيك عن انهيار مخيف وكبير لبورصة باريس ونظيرتها وولستريت بل عرفت حتى البورصات الأسيوية والخليجية نفس المنحى في ظل التراجع الكبير لأسعار البترول. وسجلت فرنسا وصول عدد الوفيات بفيرويس كورونا إلى 30حالة، وإصابة أكثر من 1400، وهو ما يجعل فرنسا تتجه إلى المرحلة الثالثة من هذا الوباء، وهي مرحلة ستعمل فيها فقط على الحد من نتائجه كمنع استعمال بعض وسائل النقل، وإقفال المدارس، والحد من التجمعات الثقافية، السياسية والرياضية، والتعبئة الشاملة لكل العاملين في مجال الصحة لمواجهة هذه الوضعية الجديدة. وقد أعلن وزير الصحة الفرنسي عن منع التجمعات التي تضم أكثر من 1000 شخص بعد أن كانت محددة في 5000 شخص الأسبوع الماضي، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على التجمعات الانتخابية للمجالس البلدية والتي سوف يعقد دورها الأول في نهاية هذا الأسبوع، والتي تأثرت بشكل كبير بهذا الوباء ودفعت العديد من السياسيين إلى الحد من أنشطتهم ومن حجم الحملة الانتخابية. كما أن بعض النقابات طالبت بتعليق إصلاح التقاعد، وذلك لعدم قدرتها على تنظيم التظاهرات المناوئة لهذا الإصلاح. وقال مسؤولو بعض هذه النقابات “إن المهم اليوم هو مواجهة هذا الوباء وليس فرض إصلاح لنظام الإضراب”. من جانبه دعا الرئيس الفرنسي إيمانييل ماكرون إلى تنسيق عاجل بين بلدان الاتحاد الأوروبي من أجل مواجهة هذا الوباء، وقد تم هذا الأسبوع اجتماع بين قادة هذه البلدان عبر “فيديو كونفيروس”، بهدف اتخاذ إجراءات مشتركة والتنسيق لمواجهة هذه الوضعية. ومس الوباء حاليا كل بلدان الاتحاد الأوروبي، وتجاوز عدد المصابين بها 15 ألف حالة و500 وفاة، وتعتبر إيطاليا هي البلد الأول من حيث الإصابات التي توجد بها أكثر من 9 آلاف حالة، وأكثر من 400 وفاة. وهو ما جعلها تعمم إجراءات الحجز على كل التراب الإيطالي في ما يخص التنقل والأنشطة الرياضية خاصة كرة القدم التي تعتبر مؤسسة حقيقية بهذا البلد. في هذا الاتجاه اتخذت إيطاليا قرارات استثنائية، باعتبارها البلد الأوروبي الأول من حيث الإصابات، تليها فرنسا وإسبانيا، وهي الأخرى بدأت في اتخاذ إجراءات بشكل متصاعد تسير في اتجاه الحد من التنقل وإقفال المدارس بجميع مستوياتها. كما أن فيروس كورونا انتقل إلى جل بلدان العالم تقريبا مما يتطلب التنسيق والتضامن والشفافية كما دعت إلى ذلك منظمة الصحة العالمية، التي اشتكت من سلوك بعض البلدان في إخفاء تفشي هذا الوباء، وهو سلوك يعطي نتائج معاكسة تتمثل في الانتشار الكبير للوباء بدل مواجهته.