تعيش فرنسا حالة تأهب قصوى بسبب الانتشار الذي يعرفه فيروس كورونا في شمال إيطاليا، أي على الأبواب الجنوبية الشرقية لفرنسا، وتراقب السلطات الصحية بهذا البلد، عن كثب، التطور الخطير لهذا المرض الذي تعرفه جارتها، وذلك دون أن تقرر حتى الآن إغلاق حدودها البرية ومختلف الممرات الحدودية التي تربط البلدين، والتي تعرف حركة للقطارات ومختلف أنواع المركبات التي تنقل العمال والسياح والتجار بالمنطقة. وصرح وزير الصحة الفرنسي، الذي قال إن بلده مستعدة لمواجهة الوباء، أن إغلاق الحدود مع إيطاليا في الظروف الحالية لا معنى له. ورغم الإجراءات المتعددة التي أعلنتها إيطاليا، ومنها الحجر على عدة مدن بالشمال، بالإضافة إلى إلغاء كل المهرجانات والاحتفالات التي تعرفها مدينة البندقية والتي تستقبل كل سنة عددا كبيرا من السياح بهذه المناسبة، فإن وضعية الترقب هي السائدة في المنطقة في انتظار معلومات جديدة، وذلك بعد أن سجلت إيطاليا أربعة وفيات وإصابة 200 شخص على الأقل حتى الآن، وتم إقفال المدارس والجامعات حتى الفاتح من مارس المقبل، وتوالت أخبار إلغاء مختلف اللقاءات والمهرجانات في شمال إيطاليا، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تبين صور متاجر كبرى تم إخلاؤها من السلع، حيث قام العديد من السكان بتكوين مخزون من الأغذية تخوفا من توسع انتشار الوباء. وتستعد فرنسا من جهتها لمواجهة الوباء الذي أصبح على حدودها الجنوبية الشرقية، فقد أعلن وزير الصحة الفرنسي اوليفيي فيران، بعد اجتماع عاجل مع رئيس الحكومة ايدوارد فيليب، يوم الأحد الماضي، عن إعداد 70 مستشفى إضافية بكل فرنسا، من أجل مواجهة انتشار الوباء، وأضاف أن مصالحه تتابع تطور الأوضاع ساعة بساعة. وصرح للقناة الثانية أنه ينسق مع نظيره الإيطالي حول تطور الوضع بهذا البلد، معتبرا أن إغلاق الحدود لا معنى له ، وأن فرنسا على أتم الاستعداد لمواجهة هذا الوباء، كما أضاف أنه سيدعو هذا الأسبوع إلى اجتماع مع نظرائه الأوربيين من أجل مواجهة هذا الوباء. ويشهد تطور انتشار هذا الفيروس وضعية جديدة في العالم، تتمثل في تراجع تفشيه في الصين، ورفع الحجز عن المدن التي انتشر بها، لكنه يعرف ارتفاعا في باقي بلدان العالم، حيث بلغ عدد المصابين خارج الصين 1500 شخص يتوزعون على أكثر من 25 دولة عبر العالم. وتثير الأنظار ثلاث دول، هي كوريا الجنوبية التي شهدت 736 إصابة و7 وافيات، وإيران 40 حالة، و8 وفيات، وإيطاليا 200 حالة و4 وفيات. وأعلنت كوريا الجنوبية حالة الإنذار القصوى، كما أن إيطاليا فرضت حجرا صحيا على مدن عديدة، وأقفلت العديد من البلدان المجاورة لإيران حدودها، وانتقل المرض إلى عدة بلدان خليجية منها الكويت والبحرين، كما أعلنت قطر اخضاعها للحجز كل القادمين من ايرانوكوريا الجنوبية، واجتمع وزراء الصحة بدول الخليج من أجل توحيد الإجراءات تجاه المرض. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن فرص احتواء فيروس كورونا في العالم تتقلص، مشددة على ضرورة تحرك بلدان العالم سريعا للسيطرة على انتشار هذا الفيروس.