تقدم رئيس حكومة سبتةالمحتلة، خوان فيفاس، عقب اجتماع عقده مع رئيس حكومة مليلية المحتلة، إدواردو دي كاسترو، ببعض التدابير لمواجهة ما أسماه بالضغوط التي تتعرض لها المدينةالمحتلة من قبل المغرب والتي قال إنها تتسبب في خنق سبتةالمحتلة اقتصاديا. وكانت السلطات المغربية قد اتخذت عدة إجراءات سيادية لمواجهة الوضع المتعلق بباب سبتةالمحتلة، خصوصا بعد صدور تقرير اللجنة الاستطلاعية البرلمانية الذي كشف أن تهريب البضائع من المدينةالمحتلة يضيع على خزينة المغرب مبالغ طائلة تتراوح ما بين 2000 مليون إلى 3000 مليون درهم سنويا، وهو ما أصبح يتطلب التدخل بشكل فعال لوقف هذا النزيف الذي ينخر الاقتصاد الوطني، ناهيك عن تأثيره على المستوى الحقوقي والإنساني الذي يضر بالمغرب، وهكذا تم إغلاق معبر طاراخال 2 واتخاذ إجراءات مشددة لمرور السلع من وإلى سبتةالمحتلة، بالإضافة إلى منع دخول مئات الأطنان من السمك والخضر والفواكه، التي كانت تجد طريقها إلى أسواق سبتةالمحتلة بطرق ملتوية . وقال فيفاس في حديث إلى وسائل الإعلام إن هذه المقترحات التي يجري النقاش حولها منذ أسابيع لها ما يبررها باعتبار الظروف الحالية، طالبا بدعمها من طرف الرأي العام السبتي. ومن بين المقترحات التي تقدم بها فيفاس، اعتبار الحدود مع سبتةالمحتلة حدودا أوروبية يجري عليها ما يجري على الدول الأوروبية الأعضاء في فضاء شينغن، أي فرض تأشيرة دخول على سكان إقليمتطوان، الذين يدخلون إلى سبتةالمحتلة بدون الحاجة إلى تأشيرة، واعتبر فيفاس أن هذا الإجراء سيسهم في تخفيض عدد المهاجرين بالمدينةالمحتلة، قائلا : وقال «نريد حدودًا عصرية وآمنة ومجهزة جيدًا تعمل على هذا النحو ، مثل أي حدود أخرى للاتحاد الأوروبي». وفيما يخص قضية القاصرين المغاربة غير المصحوبين والذين يوجدون بسبتةالمحتلة، طالب خوان فيفاس حكومة مدريد بالضغط على المغرب لاستعادتهم. كما اقترح فيفاس التوقف على استقبال العمالة المغربية، من خارج الحدود الوهمية، وتعويضها بالعمال العاطلين القاطنين بالمدينةالمحتلة وفرض عقود عمل صارمة بالنسبة لمن ليسوا قاطنين بها. كما اقترح فيفاس أن تتقدم الحكومة المركزية بمدريد بخطة طوارئ لإنقاذ اقتصاد سبتةالمحتلة وتمويلها مركزيا، وذلك لفائدة الشركات والعمال الذين تأثروا بما أسماه حالة الحصار التي تعيشها، وعلى الخصوص القطاع التجاري الذي يشكل الركيزة الأساسية لاقتصاد المحتلة وتخفيف العبء الضريبي بالنسبة للواردات، وهو ما سيجعل حسب قوله، الشركات في سبتةالمحتلة أكثر تنافسية .