تابعت جريدة الاتحاد الاشتراكي من العاصمة الدانماركية كوبنهاغن حالة التأهب القصوى التي عرفتها شوارع المدينة ليلة السبت بعد الاعتداء الذي تعرض له مركز ثقافي تجمع به مجموعة من رجال الفكر والسياسة بمعية السفير الفرنسي بالدنمارك ورسام الكاريكاتير السويدي لارس فيلكس، المستهدف بالدرجة الأولى منذ 2006 حيث تلقى تهديدات عديدة، وأصبح يعيش باستمرار تحت حماية الشرطة . وعاينت الجريدة سيارات الشرطة التي ظلت تجوب كل شوارع العاصمة محدثة ضجيجا غير عادي، كما أكدت مصادر للجريدة أن كل الحدود والمعابر والجسور التي تربط السويد والدنمارك وغيرها من الجزر خضعت للمراقبة في الوقت الذي كان البحث جاريا عن الجاني الذي خلق رعبا في نفوس كل الذين عاينوا الحادث وكانت الشرطة الدنماركية أعلنت أن إطلاق نار وقع ليل السبت-الأحد قرب الكنيس اليهودي الرئيسي في العاصمة كوبنهاغن أسفر عن مقتل رجل مدني وإصابة شرطيين، وذلك بعد ساعات قليلة من هجوم مسلح آخر وقع عصر السبت في العاصمة وأسفر عن قتيل وثلاثة جرحى واستهدف مركزاً ثقافياً كان يستضيف جلسة نقاش حول الإسلام وحرية التعبير اللقاء كان تحت موضوع الأسلمة وحرية التعبير أو إن شئنا القول الإسلام وحرية التعبير من منظور المجتمعين في اللقاء... لقاء عادي يندرج في إطار نقاش سياسي وديمقراطي لكن من منظور التيار الإسلامي إسلاموفوبيا وحرب شعواء ضد كل ماهو إسلامي أو مسلم في المجتمعات الغربية وتضاربت الأنباء في البداية حول عدد المهاجمين بحيث تناقلت الأنباء أول الأمر اثنين، لكن بعد مراجعة الكاميرات المثبتة في مكان الهجوم تأكد رجال الأمن من أن الذي ارتكب العمل الإجرامي كان بمفرده وأطلق أكثر من أربعين رصاصة ذهب ضحيتها أحد المواطنين الدنماركيين كان عابرا للطريق وجرح ثلاثة من رجال الشرطة تبادلوا إطلاق النار مع المهاجم الذي فر لوجهة مجهولة على متن سيارة سوداء اللون وجدت بعد مرور قليل من الوقت على بعد كيلومتر من مكان الحادث. واعلنت الشرطة في وقت مبكر من صباح الاحد انها قتلت رجلا فتح النار عليها موضحة انها «تحاول حاليا معرفة ما اذا كان الشخص يقف وراء حادثي اطلاق النار» على المركز الثقافي وبالقرب من الكنيس اليهودي. وجرى تبادل اطلاق النار بين الشرطة والرجل في حي نوريبرو الشعبي حيث كانت السلطات وضعت احد المباني تحت المراقبة. ولم تعرف لحدود كتابة هذه السطور هوية الجاني ولا دوافع قيامه بهذا الاعتداء ولا حتى جنسيته وأصوله رغم أن العديد من الصحفيين ذكروا في قصاصات الأنباء أن المهاجم عربي . رئيسة الحكومة هيلة تونيت شميت حضرت لمكان الجريمة وأعلنت حالة تأهب قصوى في صفوف الشرطة في كل أنحاء البلاد ، واعتبرت ما حصل عملية إرهابية استهدفت نشاطا سياسيا، وأن على الدنماركيين توخي الحذر . إحدى الصحافيات تساءلت عن واقع المسلمين بعد الحادث، لكن رئيسة الحكومة تحاشت الجواب بطريقة ديبلوماسية وطالبت جميع الدنماركيين باتخاذ موقف مما جرى . وذكرت كذلك بأن الحكومة لم تستغرب وقوع العملية لأن الدنمارك كانت مستهدفة ومستعدة منذ مدة لمواجهة الإرهاب والإرهابيين منذ أحداث فرنسا بترسانة من القوانين القاسية في حق كل من ثبت تورطه في نشاط يتنافى مع القوانين .وأكدت أن على جميع مكونات المجتمع التضامن وعدم توجيه الاتهامات لأي جهة ، وأنه يجب أن يبقى الجميع موحدين متضامنين ضد الإرهاب الذي أصبح يهدد البلد وأن محاربة الإرهاب تتم بالتعاون مع كل دول الجوار.