كان متوقعا أن يحقق فريق الرجاء البيضاوي فوزا عريضا على فريق الشياطين السود الكونغولي لحساب ذهاب الدور التمهيدي لعصبة الأبطال الأفارقة ، وذلك لاعتبارات عديدة وفي مقدمتها البون الشاسع بين الطرفين على المستويات البشرية والمادية والنفسية ، فضلا عن تراكم التجربة القارية ، وامتياز الاستقبال . الفريق المنافس الشياطين السود الذي يعاني من أزمة مالية خانقة وصل إلى المغرب يوما واحدا فقط قبل المباراة، بسبب مشكل الطيران ، وهو ما يعني أنه كان يفتقد للتركيز الكافي على المباراة ، الأمر الذي انعكس على عطاءات اللاعبين طيلة اللقاء ، ذلك أن الحارس العسكري كان في شبه راحة ، ولم تتهدد مرماه بالشكل الذي يوحي بأن الرجاء في مواجهة فريق قوي ، وعلى أتم الاستعدادات لركوب صهوة التحديات . عندما سجل الرجاء البيضاوي الهدف الأول مبكرا في الدقيقة العاشرة بواسطة اللاعب كوكو الذي جدد عقده لموسمين الأسبوع الماضي ، تأكد للمتتبعين أن سيلا من الأهداف ينتظر شباك الحارس الكونغولي ، لكن مقاومة الفريق المنافس أجهضت كل محاولات الجولة الأولى ، لكن العناصر الرجاوية دخلت الشوط الثاني بنفس جديد ، وعزيمة أكبر، واندفعت بكل ثقلها بحثا عن أهداف أخرى للاطمئنان على النتيجة ، وبالفعل تمكنت من مضاعفة الغلة في الدقيقة 71 بفضل الضربة الرأسية للمهاجم كريستيان أوساكونا . الشياطين السود انهاروا خلال الجولة الثانية ، وساهمت الجماهير الرجاوية كعادتها في التأثير على معنويات الفريق المنافس ، مطالبة بالمزيد من الأهداف بواسطة الشعارات ، والتحفيزات ، فحصل التجاوب طبعا في الأنفاس الأخيرة ، وتحديدا في الوقت بدل الضائع الذي عرف تسجيل هدفين اثنين بواسطة الظهيرين الأيسرين كاروشي من ضربة ثابتة ، واجبيرة بضربة رأسية . المدرب خوسه روماو عبر عن فرحته خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة ، واعتبر الفوز من صنع اللاعبين الذين كانوا في الموعد ، ولم يفته التأكيد على أنه اشتغل كثيرا استعدادا لهذا اللقاء ، وأضاف في معرض إجابته أن الشياطين السود ليس بالفريق السهل ، واعتبر النتيجة منصفة ومطمئنة ، وتضمن إيابا مريحا . من جانبه اعترف المدرب لوفا إيميل بقوة الرجاء ، وأكد خلال المؤتمر الصحفي أنه واجه فريقا قويا له باع على الساحة الإفريقية ، وعزا الحصة الثقيلة التي انهزم بها إلى قلة المباريات للاعبي فريقه ، وإلى تواضع البطولة الكونغولية مقارنة بالدوري المغربي ، ولم يخف كونه اشتغل على الجانب النفسي استعدادا لهذه المباراة ، واعتبر أن فريقه قدما شوطا لا بأس به ، لكن العناصر انهارت خلال الجولة الثانية أمام قوة الرجاء ، وأكد على أن النتيجة قاسية ، وأنه من الصعب تجاوزها خلال محطة الإياب فريق الرجاء البيضاوي وضع الرجل الأولى على درب التأهل عقب فوزه برباعية نظيفة ، وهو فوز يضمن للفريق الأخضر إيابا مريحا في الأدغال الإفريقية بعد أسبوعين ، لكن ما يطالب به الجمهور الرجاوي ليس تجاوز الدور التمهيدي ، باعتباره محطة سهلة التجاوز ، خصوصا والرجاء صنع العديد من الألقاب القارية والعربية والأفروأسيوية ، وعليه ، فالمطلوب هو التصالح مع الانجازات الإفريقية ، ليتأكد فعلا أن الرجاء بعناصره وطاقمه التقني ومكتبه المسير حتى في مستوى تطلعات جماهيره الكبيرة بحضورها وتشجيعاتها ومؤازرتها .