بعيدا عن المزايدات وحرب البيانات، والخوف من تلقي الاتهامات بالولاءات، كان على العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية أن تضع في الحسبان بأن كرة القدم المغربية تخوض رهان الظفر بكأس محمد السادس للأندية العربية البطلة، التي ستجرى نهايتها هنا في المغرب. لقد كان عليها أن توفر كل الظروف، لممثلي المغرب في هذه الكأس، نظرا لقيمتها الرمزية (تحمل اسم ملك المغرب محمد السادس) ولقيمتها المالية التي ستمكن النادي الفائز بها من تطوير ذاته وتجاوز مشاكله، كما كان عليها أن تحدو حدو مسؤولي كرة القدم بمصر، الذين وفروا كل الظروف لفريق الإسماعيلي المصري، حيث أجلوا مباراته في البطولة لتمكينه من الإعداد الجيد والابتعاد عن كل مفاجأة خلال ذهاب مباراة نصف النهاية. مقابل ذلك وجد فريق الرجاء نفسه مرغما على إجراء آخر دورة من دورات الذهاب من البطولة، رغم ما يمكن أن يشكله ذلك من نقط ضعف للفريق في مواجهته لفريق الإسماعيلي يوم الأحد القادم. لم يقدر مسؤولو كرة القدم المغربية، وفي مقدمتهم رئيس الجامعة، فوزي لقجع، ورئيس العصبة الاحترافية، سعيد الناصري، بأن الرجاء في حاجة ماسة إلى امتياز «الراحة» يمكنه في خوض ذهاب نصف نهائي الكأس العربية دون متاعب. ولم تعد مشاكل الرجاء تأتي فرادي، إذ خسر في مباراة الكلاسيكو أمام الجيش الملكي، التي جرت أول أمس بمجمع الامير مولاي عبد الله بالرباط نقط المباراة، التي أجبر على خوضها بمجموعة من الشبان، لكن الخسارة الكبيرة أنه سيحرم من خدمات لاعبه محمد الدويك، ليس في مباراته ضد الإسماعيلي المصري فقط، ولكن حتى نهاية الموسم، بعدما أصيب بالتواء في الركبة، لينضاف إلى أنس جبرون، الذي أصيب قبله بدقائق. وقد كان المشهد مؤلما عندما أدخل اللاعبان بعد نهاية المباراة إلى مستودع الملابس فوق حمالتين. وقال جمال السلامي، مدرب الرجاء في الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة «أطلب من الله يحد الباس.. هاد الشي بزاف». وانضافت إصابة هذين اللاعبين إلى الإصابات الأخرى التي يعاني منها مجموعة من زملائهما في الفريق على غرار الحافيظي ومتولي والمكعازي وبنحليب وبوطيب ونناح. وأضاف السلامي أنه كان خائفا من أن «يصاب أحد اللاعبين الأربعة الذين عززت بهم اللاعبين الشباب الذي خاضوا المباراة. وللأسف أصيب الظهير الأيمن امحمد الدويك وأنس جبرون.» ولم يستغل جمال السلامي الندوة، وتواجد العديد من المنابر الإعلامية، للتشكي أو لاستهداف أي كان، حيث أوضح أن»إجراء هذه المباراة في هذا الظرف هو صعب جدا، لأنها تزامنت مع الاستعداد لنصف نهائي كأس الأندية العرب، التي ستجرى نهايتها في المغرب، وقد وجدنا صعوبات للتأقلم مع هذا الوضع، خاصة وأن مجموعة من اللاعبين يعانون من الإصابات والإجهاد.» وبخصوص أولويات فريقه قال السلامي: «نعم لنا أوليات، ومنها مباراة نصف نهائي كأس الأندية الأبطال العرب محمد السادس، التي تبقى الأهم والأقرب والتي سنواجه خلالها فريق الإسماعيلي المصري. أما البطولة فهي رهان آخر، لنا من الوقت ما يكفي لتدارك ما ضاع من النقط خلال النصف الثاني من التنافس، وقد عشنا نفس الوضع، وفي نفس شهر فبراير الموسم الماضي، ويبقى هذا خيارنا وعلينا أن نتحمل مسؤولياتنا.» وأضاف مدرب الرجاء بمرارة، «اختياراتي ستكون محدودة بسبب الغيابات، ولن يكون بإمكاني القيام بالتداريب اللازمة، وسنسافر غدا (الخميس) إلى مصر، والواقع يفرض علي عدم إجراء أي تداريب هناك في مصر، حتى لا أكشف أوراقي لفريق الإسماعيلي، كما أن مجموعة من اللاعبين سيكون مفروضا علي عدم إشراكهم في التداريب حتى لا أعرضهم للإجهاد، وهنا لابد من القول بأنه، ومع كل هذه الإكراهات، سنخوض المباراة بعزيمة وبهدف العودة بنتيجة جيدة.»