سقط فريق حسنية أكادير في فخ نتيجة غير متوقعة، بالأخص من حيث الحصة، أمام الفريق الجزائري بارادو في مباراة حضرها جمهور لا بأس به عدديا. وقد أدار المباراة الحكم الموريتاني عبد العزيز بوه، واستمر خلالها غياب عدد من لاعبي الفريق السوسي، الذين أبعدتهم الإصابة كياسين الرامي والخنبوبي وليركي والصادقي وبساين. كما ترك المدرب مصطفى أوشريف عددا من العناصر الأساسية كالبركاوي وماليك سيسي وأوبيلا والفحلي في دكة الاحتياط، تحسبا لمؤجل يوم الأربعاء القادم أمام اتحاد طنجة برسم البطولة الاحترافية. وقد عرفت المباراة في شوطها الأول ضغطا للفريق الجزائري بارادو، الذي واجه متزعم المجموعة بدون عقد، وحاول منذ الانطلاقة الضغط على مرمى الحواصلي، ليتمكن في حدود الدقيقة العاشرة من توقيع هدفه الأول بواسطة أسامة كيسمون. وقد حاول لاعبو الحسنية تدارك الموقف بالضغط على مرمى حارس بارادو موساوي، لكن ذلك الضغط افتقد للفعالية والتركيز، وضاعت للمحليين فرصتان محققتان بواسطة كل من الملوكي ،الذي كان قريبا من التوقيع على هدف التعادل، لكن ضربته الرأسية أخطأت الإطار. وتلتها فرصة أخرى ضاعت من بناني، وتأتت من كرة تابثة نفذها الفلسطيني تامر صيام. وخلال الشوط الثاني استمر ضغط عناصر الحسنية بحثا عن هدف التعادل، لكن هجماتهم كان يغيب عنها التركيز. وقد أقحم مصطفى أوشريف كلا من البركاوي والفحلي وسيسي لتدارك الموقف والعودة في النتيجة بمضاعفة الضغط الهجومي، لكن هذا الاندفاع الهجومي، الزائد والعقيم، سيستغله مهاجمو بارادو للقيام بمرتدات هجومية سريعة ستثمر تسجيل هدفين إضافيين خلال الدقائق الأخيرة من هذا الشوط بواسطة مسجل الهدف الأول أسامة كيسمون (د.78)، ثم بواسطة أيمن بوكرة خلال الوقت بدل الضائع، لينهزم الفريق الأكاديري بثلاثية نظيفة وغير متوقعة، وهي حصة قوية تجد تبريرها في استهانة اللاعبين بهذه المباراة، بعد أن ضمنوا التأهل خلال الجولات الخمس الماضية. وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت االمباراة، اعتبر مدرب بارادو، البرتغالي فرانسيسكو شالو، أنه واجه فريقا صعبا، لكنه كان متراخيا شيئا ما، لأنه ضمن التأهل قبل هذه المباراة. وقد تم استغلال هذا الجانب وتم تحقيق الانتصار، رغم أنه غير مفيد بعد اكتفاء الفريق باحتلال الرتبة الثالثة. ونوه المدرب البرتغالي بالأجواء الجيدة التي مرت فيها المباراة، التي طبعتها الروح الرياضية بالأخص من طرف الجمهور السوس،ي الذي شجع فريق بارادو. ومن جهته اعتبر المدرب مصطفى أوشريف بأن هذه النتيجة الثقيلة ليس لها أي مبرر، حيث خاضها اللاعبون بنوع من التراخي والتراجع، وكان دور الجانب الذهني فيها أساسيا، حيث كان اللاعبون يفكرون أكثر في مباراة يوم الأربعاء أمام اتحاد طنجة. واعتبر أوشريف أنه إذا كانت الخسارة عادية، فإن الحصة لم تكن كذلك. ويبقى الفريق الأكاديري، رغم تأهله للدور المقبل، دور الربع وتزعمه لمجموعته، مطالبا بمراجعة أوراقه، بالأخص خلال مباراة غد الأربعاء أمام اتحاد طنجة، والتي ستشكل بدون شك مباراة سد حقيقية لا بد من التعامل معها باستراتيجية مختلفة وبمعنويات قوية، بعيدا عن الأجواء التي طبعت اللقاء أمام بارادو. فالفريق تنتظره تحديات حقيقية خلال مسار البطولة الاحترافية حتى يتسلق المراتب ويبتعد عن المنطقة الخطرة التي ما زال، وحتى إشعار آخر، حبيسا لها.