لم يظهر فريق إنييمبا النيجيري بالصورة التي كانت متوقعة عنه ضمن المجموعة، التي يتواجد فيها إلى جانب الحسنية وبارادو الجزائري وسان بيدرو الإيفواري، ضمن منافسات كأس الاتحاد الإفريقي (الكاف). فمند انطلاقة المباراة، التي قاد فيها الفريق الأكاديري، مساعد المدرب مصطفى أوشريف، تأكد تفوق أبناء سوس الذين سيطروا على مجريات اللعب وبحثوا مند البداية عن هدف السبق، الذي جاء في لحظة طريفة تزامنت تقريبا مع لحظة دخول فصيل من جمهور الحسنية، هو فصيل «أولتراس إيمازيغن»، الذي انتظر حتى الدقيقة 12، التي ترمز للاعب رقم 12 المعول عليه في كل فريق كبير، لكي يحتل مكانه في المدرجات. وتلا دخوله، وبالضبط في الدقيقة 14، تسجيل الهدف الأول للحسنية من تسديدة للبركاوي، لم تكن بالقوية، تلاها سوء تفاهم بين الحارس النيجيري «تيوفيلوس أفيلوكاي» وأحد مدافعيه، خلق حالة تردد في التحكم في الكرة، التي اتجهت مباشرة للاستقرار في الشباك. هذا الهدف المباغت وغير المنتظر قلب حسابات الفريق النيجيري وأربك أداءه، فيما فريق الحسنية واصل ضغطه الهجومي، ليتمكن في الدقيقة 19 من إضافة هدفه الثاني، بعد تبادل كروي بين المهاجم الفحلي وزميله السينغالي ماليك سيسي، الذي أسكن الكرة في الشباك بقذفة قوية لم تترك أي حظ للحارس النيجيري، وعقدت مهمة لاعبي إنييمبا الذين كانوا شبه غائبين على مستوى منطقة الوسط. وقد كان بإمكان الفريق الأكاديري أن يضيف أهدافا أخرى، أوضحها تأتت من كرة سهلة أتيحت للاعب الشاوش، الذي انفرد بالحارس، لكنه بشكل غريب بين يدي هذا الأخير مضيعا هدفا سهلا. وخلال الشوط الثاني استمر مسلسل تضييع الفرص من لاعبي الحسنية، بواسطة البركاوي والفحلي والشاوش، قبل أن يلجأ مصطفى أوشريف إلى إقحام عماد كيماوي بديلا للشاوش و محمد بنحساين بديلا للفحلي وكريم محمد، خلال الدقائق الأخيرة، كبديل لأوبيلا الذي تراجع مستواه خلال المباريات الأخيرة، ليتحسن الأداء الهجومي للحسنية، لكن استمر مسلسل تضييع عدد من الفرص السهلة، حيث كان بالإمكان تحقيق انتصار وبحصة ثقيلة وأمام خصم كذب بتواضعه كل التكهنات. وقد أكد مدرب الفريق النيجيري، عبدالله أوصمان، على أن الهدف الأول الذي تلقاه فريقه، والذي سجل بطريقة ساذجة، أثر على اللاعبين الذين كانوا غائبين في هذه المباراة، ولم يظهروا أي شيء. وهذا أمر لم أفهمه يقول المدرب أوصمان. وبالمقابل أبدى مصطفى أوشريف سعادته بالنتيجة مهنئا كل مكونات الفريق، بالأخص منهم اللاعبون. واعترف بأن فريقه كان بالإمكان بأن ينتصر بحصة ثقيلة، مؤكدا بأن لاعبيه أضاعوا الكثير من الكرات، وهذا يرجع في اعتقاده إلى الجانب النفسي والمعنوي لدى اللاعبين الذين فقدوا تركيزهم مند حوالي الدقيقة 35. ولا شك أن الظرفية التي يجتازها الفريق الأكاديري هذه الأيام كان لها تأثيرها على الكل، وبالأخص على اللاعبين. وعموما فالفريق الأكاديري حقق الأهم في هذه المباراة بانتزاع نقط الفوز، مما يشكل عاملا سيساهم بدون شك في المساهمة في إطفاء غضب الجمهور، أو على الأقل إطفاء غضب جزء هام منه، مازال يرفض التغييرات التي عرفها الفريق مؤخرا على المستوى التقني. ويبقى من الضروري تدبير الفترة القليلة القادمة بعقلانية ورزانة، وتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية على واجهتي كأس الكاف والبطولة، حتى تتمكن كل مكونات الحسنية من نسيان عثرة نهاية الكأس الفضية والتركيز على الآتي.