قررت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن ترتقي بقنصلية المغرب في مدينة تورونتو الكندية من قنصلية فخرية إلى قنصلية عامة، تعزز الشبكة القنصلية المغربية في الديار الكندية لتصبح التمثيلية القنصلية المغربية الثانية بعد القنصلية العامة في مدينة مونتريال في كيبيبك الكندية، التي حل بها، خلال السنة الماضية، فؤاد القدميري، القنصل السابق في مدينة ليل الفرنسية، والثالثة إلى جانب القنصلية الفخرية للمغرب في منطقة ريجينا وسط كندا. وأكد بوريطة، في لقاء صحافي عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبان، أنه بالإضافة إلى الرغبة في تقديم خدمات أفضل للمغاربة المقيمين بهذه الدائرة القنصلية، التي توجد في مقاطعة أونتاريو ذات الغالبية الناطقة بالإنجليزية وثاني أكبر مقاطعات كندا مساحة، فإن الهدف هو التفاعل بشكل أكبر مع السلطات الكندية على المستوى المحلي، وذلك من أجل تعزيز العلاقات الثنائية والمبادلات بين البلدين. واعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن البعد الإنساني يشكل مصدر قوة للعلاقات المغربية الكندية، موضحا أن حوالي 160 ألف مغربي يعيشون في كندا، بمن فيهم 40 ألف يهودي و4 آلاف طالب في مختلف الجامعات ومراكز التكوين. وأكد الوزير أن الجالية المغربية المقيمة في المناطق التابعة لدائرة نفوذ القنصلية العامة للمغرب في تورنتو، وهو مركز قنصلي هام يتوفر على ما لا يقل عن مئة تمثيل أجنبي مفتوح بعين المكان سيستفيد في المستقبل القريب من الخدمات، وذلك في إطار ورش وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الإصلاحي العميق والمهيكل للعمل القنصلي الذي يروم تقريب الخدمات القنصلية للجالية المغربية المقيمة في الخارج التي يبلغ عدد المسجلين منهم بالسفارات والقنصليات 4.831.284 منذ فاتح يناير 2019. وعلى عكس ما يُروج له، من كون الجالية المغربية المقيمة بكندا متمركزة في مقاطعة كيبيك، فالجالية المغربية المقيمة في مقاطعات ألبيرتا وأونتاريو في تزايد هامٍّ ومستمر، وهناك أعداد لا يستهان بها بمدينة فانكوفر في أقصى غرب كندا، ووسط البلاد بمدينتي ريجينا ووينيبيك، ثم في أقصى الشرق على بعد ستة آلاف كيلومتر من فانكوفر حيث يوجد مغاربة بهاليفاكس ومونكتون، الذين يستفيدون بين الفينة والأخرى من «القنصلية المتنقلة لأجل تمكينهم من الاستفادة من مجموعة واسعة من الخدمات الإدارية المتعلقة بالتسجيل القنصلي، وتقديم طلبات الحصول على جواز السفر البيومتري أو بطاقة التعريف الوطنية الإلكترونية أو تمديد صلاحيتهما أو سحبهما، وتقديم طلبات التسجيل في الحالة المدنية». إن افتتاح قنصلية جديدة بمدينة تورونتو الكندية يعكس، دون شك، مواصلة الخارجية المغربية، وضع قضايا المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج وتجويد الخدمات القنصلية، في صلب اهتماماتها، مما يعكس بشكل كبير الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس للمغاربة المقيمين بالخارج من أجل «حماية حقوقها والدفاع عن مكتسباتها الاجتماعية والقانونية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة لها لتكون في مستوى تلك التي توفرها لهم دول الإقامة، لا من حيث الكفاءة ولا من حيث الشفافية». هذا في الوقت الذي تعززت فيه الشبكة القنصلية في إسبانيا بمركز قنصلي جديد في مدينة مورسيا، وفي وقت سابق افتتح مقر جديد لقنصلية المغرب في مدينة طراغونة الإسبانية وتمت في وقت سابق إعادة تهيئة قنصلتي المغرب في «ديجون» و»ستراسبورغ» الفرنسيتين، كما تم اتخاذ القنصلية العامة للمغرب بالجزيرة الخضراء كنموذج لتنزيل البرنامج الحكومي في شقه الخاص بتحسين علاقة الإدارة بالمرتفقين. ولعل إعلان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الجمعة الماضي قرب افتتاح مركز قنصلي جديد يرتقي بقنصلية المغرب الفخرية إلى مركز قنصلي قائم الذات، في لقاء صحافي عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبان، يشي بأن الخارجية تستعد في المستقبل من الأيام لتنفيذ حركة انتقالية في صفوف قناصل المغرب في الخارج. وقد تواترت، خلال الشهور الأخيرة، أخبار تشير إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومعها كل من المفتشية العامة بالخارجية ومديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية، التي زارت عددا كبيرا من قنصليات المغرب في الخارج، أخذت علما بمجموعة من الاختلالات في عدد من المراكز القنصلية، وأصبحت متيقنة بضرورة اتخاذ قرارات بخصوص بعض القناصل في عدد من عواصم العالم، سبق وأن عينتهم وكانوا عنوانا، خلال الفترة الأخيرة، لكل الانتقادات التي تضمنها الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش سنة 2015.